عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-01-2008, 01:06 AM   #1
شاكر علي عبدالله
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 33
إفتراضي الأية تقول إقرأ ونحن شعب لا يحب أن يقرأ !! ( فكيف نتطور )

ها هي أخر لحظات العام 2007 تنطوي و أنا أتسكع في وسط مدينة الرياح ، إختلف العلماء أن شهر يناير لم يثبت بعد و إلى ذلك الحين لا يجب الإحتفال بأعياد السنة الجديدة الطريف في الأمر قرأت في إحدى المدونات التالية - لم يصدر بيان بثبوت دخول شهر يناير حيث إمتنعت إليسا و عمرو دياب و أم كلثوم من أداء وصلتهم الغنائية بسبب فتوى عدم ثبوت شهر يناير – الأجواء في شيكاغو باردة لدرجة الصقيع فالثلوج لم تزل تتساقط على مدينة الرياح طيل اليوم و هذا لم يمنع الشعب الأمريكي من الخروج و الإحتفال بمثل هذه الأعياد السعيدة فالحانات مزدحمة و الشوارع تعج بالسكارى ، جلست في ذلك المقهى أحتسي حساء حار يقيني من البرد القارس برفقة صديقتي ( جينفر ) ، جينفر شربت تلك الليلة حد الثمالة فهي تكبرني عام واحد فقط ، شربت حتى فقدت وعيها فطول الطريق وهي تقبلني أمام الناس بقبلات سكسية أجبرتني للدخول لذلك المقهى لتكف عن قبلاتها تلك ، القوانين الصارمة في الولايات المتحدة الامريكية تمنعني من الشراب لمن هم دون الواحد و العشرون عاما ً ، فلا تسطيع الدخول للحانات و النوادي الليلية بالرغم أنني أتعجب من شدة تلك القوانين فمدينتي الصغيرة التي تبعد عن شيكاغو مدة عشر ساعات تجدني أتسكع بين حاناتها دون حسيب أو رقيب ، أتى النادل بالحساء المطلوب و بدأت أحتسي الحساء الحار في حين نامت جينفر بجانبي نوماً عميق ، بعد عدة دقائق دخل مجموعة طلاب ملامحهم تدل أنهم طلاب من المملكة العربية السعودية حاولت جاهداً أن أخفي ملامحي العربية ، السلام عليكم قالها بصوت مرتفع رفعت عيناي لأرى من هو المتحدث فإذا هو شخص من ضمن تلك المجموعة و إسترسل قائلاً الأخ سعودي أجبته بإيحات رأسي بسبب وجود كمية من الحساء في فمي :- إعذرني ، نعم من السعودية اسمي خالد و الأخ الكريم ، حسين نطقها وجلس بجواري وهو يرى تلك الشقراء بجواري و قد لاحظت عيناه لا تفارق ملامح صديقتي جينفر ، نسيت أن أعرفك صديقتي جينفر لكن هي مرهقة الأن و قررت أن تغفو قليلاً ، إذا هل أنتم زوار مثلي أم تدرسون في إحدى الجامعات هنا في شيكاغو ، أجابني و أن أقتنص الفرصة لأكمل شرب للحساء :- نعم أدرس في جامعة ديبول ، عرفت من لهجته أنه من سكان المنطقة الشرقية و حتى لا أدخل في حوار طائفي قررت ألا أسأله من أي المدن ؟ ، تبسمت له :- في الحقيقة أن أفكر في الدراسة بجامعة ديبول لكن معدل التوفل لن يسمح لي بذلك ، كم هو المعدل المطلوب لدخول الجامعة ؟ . المعدل المطلوب مرتفع جداً فهي جامعة لها قوتها و سمعتها حتى أنني أعتقد أن ( درجة 550 ) لن تجدي نفعاً في بعض التخصصات مثل الهندسة ، سألته متعجباً كيف للطالب الكوري أن يجتاز في مدة أربعة أشهر اللغة الإنجليزية في حين يقضي معظم الطلاب السعوديين سنتين و أكثر وهو لا يعرف كيف ينطق بعض الكلمات ، أجابني بسخرية للأسف الشعب السعودي لا يحب القراءة في حين إنظر إلى باقي الشعوب ، لنضرب مثال على الأمريكي منذ صغره و تجده يقرأ روايات الكتاب الكبار و هذا ما يزيد من توسع دائرة المعارف لديه فيكبر و يكبر ومازال يقرأ و تتوسع مداركه أكثر و يتفرع في شبابه حسب ميوله فلو كان مهندساً تجده يقتني كتب الهندسة وهكذا إلى أن تظهر في علامة الشيخوخة تجده مازال يقرأ إلى أن يموت و هو يقرأ ، الحقيقة يا خالد نحن شعب لا يحب سوى الجلوس على الماسنجر أو مشاهدة المباريات و نادراً ما تجد ثلة من الشباب يقرأ الكتب حتى أن المكتبات العامة في السعودية لم تعد أرض خصبة للقراءة بل مكان يجتمع فيه العشاق بعيداً عن أعين الأهل و الأصدقاء . صدقت يا عزيزي حسين للأسف لا نحب القراءة و لو قرأنا لإجتزنا عقبات كثيرة ، المصيبة أن أول أية تنزل على سيد الخلق ( إقرأ ) في حين نحن شعب لا يقرأ أو بالأصح لا يحب القراءة . لو كان أبائنا و أمهاتنا على قدر من الوعي الثقافي لأجبرونا على القراءة لكن تكاسلهم و تقاعسهم جعلنا من شعوب العالم الثالث .
الحقيقة يا سادة أنني لا ألوم أحد و لن ألوم الجيل الذي سبقنا ، لكن في الحقيقة هي نقطة وجب علينا أن نقف عندها ، فنحن بحاجة إلى أمة تعطي ما عندها بل أمة تخترع و تكتشف و تنافس الأفكار الغربية ، نريد أمة تجابه و تحارب علمياً جميع الأمم الأخرى ، لكن كيف نعمل كل هذا و نحن لا نقرأ !! إذا علينا أن نحب في الأجيال القادمة حب القراءة و العمل على إنشاء و رشة عمل في مختلف المؤسسات التعليمة لغرس حب القراءة في قلوب الناشئة .

كتبه
أرسطوفان بن مساعد
شاكر علي عبدالله غير متصل   الرد مع إقتباس