عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-01-2008, 06:20 PM   #2
عصام الدين
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 831
إفتراضي

شكرا على الطرح.
أخي ابن حوران..
قد أخطئ في فهم أو تمييز كثير من المصطلحات هنا لكوني درست بلغة أخرى غير العربية ولكني أود -حسب فهمي لما تقدمت به- أن أقدم رأيا لعله يساعد في فهمي واستيعابي وبالتالي تحقيق استفادتي من هذا الموضوع والأخد والرد معك فيما بعد لعلنا ننتهي بقيمة مضافة لصالحنا معا.
بخصوص الديمقراطية التوافقية.. أو ربما هي ما يمكن التعبير عنها بالديمقراطية التعددية..
حسب ما فهمته فهي تكون بتواضع الأطراف السياسية حول شكل نظام يؤطر لاقتسام السلطة بحسب معايير القوى والتي حددت بعيدا عن صناديق الاقتراع إنما بالكوطا.. لربما هي بالتمثيل العرقي أو الديني أو لعلها معايير أخرى تم الاحتكام اليها.
لا أعتقد أن سويسرا يمكن أن تصنف من هذه الدول ذات الديمقراطية التوافقية ذلك أنه برغم نظام الكانطونات التي تتوزع عبره مقاطعات أو مناطق تلك البلاد إلا أن صغر الدولة ونزوعها للسلام من 1822 إذا لم تخني ذاكرة قراءاتي وكذا قلة عدد السكان هي كلها عوامل ساهمت في جعلها من أصحاب الديمقراطيات المباشرة.. في سويسرا طقس ديمقراطي غريب عجيب.. نسيت التسمية الصحيحة لذلك لكني سأحاول أن أقترب منه وأقدم لك مصطلح landsgemeinde وهي كلمة ألمانية علىما أعتقد.. وهي تقليد يمارس مرة واحدة في العام ولك أن تبحث أكثر حول هذا الموضوع.
بخصوص المغرب.. بلدي.
أود أن أخبرك أن الديمقراطية التوافقية كما أشرت إلى ذلك في موضوعك لا يمكن أن تكون بلسما أو الشر الذي لابد منه ما دمنا نطمح لتحقيق صرح ديمقراطية حقيقية كما هي في تعريفها الكلاسيكي.. برغم هذا التنوع العرقي أو الديني أو الثقافي.. صحيح أنه تتواجد أقلية يهودية، وصحيح أن أغلبية سكان البلاد أمازيغ، ويوجد العرب والموريسك، وأربع لغات على امتداد الخريطة.. وصحراء شاسعة وجبال وسهول يختلف أهلها لغة، تدينا، عادات وتقاليد.. لكن الأمر لا يعدو أن يكون تنوعا في إطار الوحدة.. ووحدة المصير هي الأهم هنا.
في اسبانيا أعراق مختلفة ولغات متعددة.. وفي فرنسا كذلك، لكنهم نجحوا في القفز على كل اختلافاتهم تلك لتنشأ ديمقراطية تمثيلية حقيقية وما كانت الجهوية الموسعة في اسبانيا وايطاليا، المخففة نسبيا في فرنسا، الفدرالية في المانيا وكندا وروسيا، سوى قلاع سياسية حداثية تم تبنيها لحماية صرحهم الديمقراطي الكلاسيكي الغربي. وبالتالي لا يمكننا بتاتا تبرير التنوع الثقافي أو العرقي غيره من أجل استجلاب أشكال لديمقراطيات كسيحة هزيلة معوقة.

هذا ولكم واسع النظر.
__________________

حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..
عصام الدين غير متصل   الرد مع إقتباس