عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-01-2008, 02:29 AM   #4
wald chahid_1
عضو نشيط
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: من ارض الصحراء الغربية
المشاركات: 148
إفتراضي

تاريخ العلاقات السرية، المخزية، التي ربطت بقوة بين الملك الحسن الثاني واسرئيل، عميقة الجذور وخفية بتفاصيلها المملة، لكن هذه العلاقة وجدت طريقها الى الثبات، وتعمّقت بقبول الملك الحسن تنفيذ صفقات سرية، مدفوعة مالياً بصورة مجزية، لتهجير يهود المغرب الى اسرئيل، والمساهمة بدور كبير في قيام الدولة اليهودية، وبالتالي طعن الأماني القومية للعرب، والوطنية للفلسطينيين.
ولعل المرجع الأهم في هذا الموضوع، هو الكتاب الذي سبق ونشرته الكاتبة الفرنسية اينيس بنسيمون : ” الحسن الثاني و اليهود : قصة هجرة سرية ” Agnes Bensimon, Hassan II et Les Juifs: Histoire d’une emigration secrete ” . واللافت في هذا، أن الكاتبة كانت مسيحية في الأصل، لكنها اعتنقت الديانة اليهودية لاحقا، لذا فقد تمكنت، بذكاء، من إلقاء ضوء ساطع على العلاقات الخفية بين ملك المغرب الراحل واسرائيل. وتناول الكتاب على وجه الخصوص، تهجير اليهود المغاربة إلى اسرائيل، وآلياتها، والمراحل التي مرت بها. تقول مصادر مغربية رسمية، أن عدد اليهود المغاربة، المقيمين في المغرب، وصل في أواخر الأربعينيات الى أكثر من 300 الف يهودي، كانوا مقربين من الاستعمار الفرنسي، ويسيطرون على مساحات كبيرة من الاقتصاد والسياسة المغربية.
لكن وبعد إعلان قيام اسرائيل سنة 1948 ، بدأت تصل هؤلاء رسائل من بن غوريون، ومن قادة اسرائيليين آخرين، يطالبونهم بالهجرة الى "ارض الميعاد". وقد بدأت هجرة اليهود المغاربة الى اسرائيل على دفعات، بدعم فرنسي، (حوالي 20 ألف في سنتي 1948 و 1949 و 40 الف ما بين سنتي 1952 و 1955 ). لكن ما الدور الذي حصده الحسن الثاني في هذه القصة المخزية ؟
حسب الكتاب، وحسب كتب اخرى ايضاً تناولت القضية نفسها، صدرت في أزمان مختلفة، فقد طالب الرئيس ايزنهاور، وقبل انتهاء ولايته سنة 1961 ، والرئيس كينيدي، والفرنسي مانديس، وممثلين عن الموساد، وعن جمعيات يهودية عالمية الملك تهجير يهود المغرب إلى اسرائيل، مقابل عرض سخي: تلقي مساعدات مالية ومعنوية، ودعم متعدد الأوجه، خاصة ثبات حكمه. لم ينتظر الملك طويلا أمام هذا العرض المغري، الذي يضمن تثبيت سلالته على كرسي المُلك الذهبي، وهو الذي ترأس لجنة القدس في اهداف مغايرة للاهداف للمعلنة فيها، وتمت الصفقة، التي وحسب الكتاب نفسه، اشتملت على مبلغ مالي وصل الى 250 دولار عن كل يهودي مغربي يهاجر الى اسرائيل.
ولأن هجرة كهذه كان يمكن أن تسيء للملك امام شعبه المتعاطف مع قضية شعب فلسطين، وتحرجه وتكشف تآمره على أبناء جلدته العرب، فقد تم التغطية عليها، إدعاءً بأن هؤلاء "هاجروا" الى فرنسا وامريكا الشمالية تحديداً، وليس إلى اسرائيل !!!. لكن الكتاب تحدث عن هجرة سرية من المغرب الى اسبانيا وفرنسا ثم الى اسرائيل، وعلى متن بواخر امريكية.
الصفقة وتفاصيلها كافة التي نشرها الكتاب، تمت في أحد فنادق سويسرا، بين ممثل عن الملك وهو أحمد العلوي (شخصية مغربية معروفة)، وممثل عن الجمعيات اليهودية، التي كانت تموّل هجرة اليهود من شتى انحاء العالم إلى فلسطين.
واشار الكتاب أيضاً، إلى أن عدد اليهود، الذين هُجّروا في هذه الصفقة، بلغ 100 ألف، لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن العدد وصل إلى 200 ألف، لكنها على العموم، أدت إلى هجرة عدد كبير منهم، ومحسوس، إلى فلسطين، وبهذه الصفقة تم تعزيز الوجود اليهودي البشري في اسرائيل في وقت كانت فيه اسرائيل بأمس الحاجة الى هذا العنصر، لرفع عديد قواتها العسكرية، ولإمداد اقتصادها وقطاعها الزراعي بالمزيد من الأيدي العاملة القادرة على الانتاج، ولتفريغ القنبلة الديمغرافية الفلسطينية من قوتها التدميرية، التي أخافت، وما تزال تخيف، اسرائيل .
__________________

ارادة الشعوب لا تقهر

ثارات الزهور
قطفوا الزهرة..
قالت:
من ورائي برعم سوف يثور.
قطعوا البرعم..
قالت:
غيره ينبض في رحم الجذور.
قلعوا الجذر من التربة..
قالت:
إنني من أجل هذا اليوم
خبأت البذور.
كامن ثأري بأعماق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلاد
من صمت القبور.
تبرد الشمس..
ولا تبرد ثارات الزهور!


أحمد مطر.
wald chahid_1 غير متصل   الرد مع إقتباس