[المصابر]

قتلي وجرحي علي طوابير الأفران
مصر: أزمة اختفاء الخبز المدعم تتفاقم والأجهزة الأمنية تحذر من انتفاضة

22/01/2008

القاهرة ـ القدس العربي

ـ من حسام أبو طالب:

تشهد مختلف مدن وقري مصر أزمة خبز طاحنة نجم عنها العديد من المعارك والمشاحنات التي وقعت بين المواطنين بسبب وقوفهم فترات طويلة أمام المخابز للحصول علي رغيف الخبز.
وكانت نتيجة تلك المشاحنات أربعة قتلي خلال شهر واحد آخرهم موظف سقط صريعا في مدينة الأقصر جنوب مصر حيث لفظ أنفاسه الاخيرة بعد تشابك بالأيدي مع شاب في منتصف العشرينات.
وقد حذرت عدة تقارير أمنية الحكومة المصرية من الآثار الخطيرة لاختفاء الخبز المدعم وناشدت تلك الجهات السيادية الحكومة أن تعمل علي انهاء تلك الأزمة قبل أن تشهد البلاد قلاقل وانتفاضات شعبية واسعة علي غرار تلك التي شهدتها مصر قبل ثلاثين عاما.
وفي مدينة الاسكندرية المطلة علي ساحل المتوسط تظاهر العديد من المواطنين في أحياء متفرقة وذلك بعد اختفاء الخبز المدعم نتيجة لقيام العديدين من أصحاب الأفران ببيع الدقيق في السوق السوداء.
وفي أحياء مثل الشاطبي ومحرم بك والمنشية وباكوس والسيوف عمت حالة من الاستياء الواسع وذلك بعد اختفاء الخبز المدعم وظهوره في الأسواق بخمسة أضعاف سعره.
وفي محافظة المنيا البعيدة عن القاهرة بمائتين وسبعين كيلومترا جنوبا ندد آلاف المواطنون الغاضبين باختفاء الخبز المدعم.
وطالبوا بضرورة أن تقف الحكومة بجانبهم وأن تعمل علي توفير رغيف الخبز والذي أصبح يمثل بالنسبة لهم حائط الصدر الأخير للبقاء علي ظهر الحياة.
وقد تبادل عدد من القيادات في وزارة التضامن الاجتماعي الاتهامات حول المسؤولية في اختفاء الدقيق المدعم غير أن العديد من القيادات والموظفين في الوزارة يتهمون الوزيربأنه السبب في زيادة معدلات تهريب الدقيق من المخابز وبيعه لتجار السوق السوداء.
ويقولون انه أخطأ حينما اصدر قرارا يقضي بأن يسند للجنة خماسية من وزارات مختلفة مسؤولية ضبط الأفران المخالفة ونزع ذلك الحق من يد مفتشي التموين الذي ظل علي مدار حقب زمنية عديدة هو المسؤول عن ملاحقة المخالفة واصدار قرارات بتحريك قضايا ضدهم امام النيابة العامة.
غير ان مصيلحي يرفض تلك الاتهامات ويؤكد ان قراراته وأبرزها فصل انتاج الخبز عن تسويقه سوف تساهم في القضاء علي الأزمة التي تعاني منها معظم بيوت مصر في هذا الشأن. وأكد في تصريحات خاصة أن الأزمة ستحتاج لبعض الوقت من أجل القضاء عليها واعترف بأنه كان يطمح لأن يشهد بداية العام الحالي انتهاء المشكلة لكنه خلص في النهاية لنتيجة مؤداها أنه من المستحيل توفير الخبز المدعم لجميع المستحقين وأن نسبة من السكان ستظل تشعر بالأزمة.
وشدد علي أن الدعم المالي أفضل بكثير من دعم السلع وذلك لأن تجار السوق السوداء في نهاية الأمر ينجحون في أن يحصلوا علي تلك السلع بعد شراء ذمم ضعاف النفوس من أصحاب المخابز وتجار السلع التموينية، لكنه أكد علي أن الكثير من هؤلاء لا زالوا شرفاء يتقون الله فيما بين أياديهم من أمانة ويرفضون بيع الدقيق المدعم.
وأعرب عن امله في التوصل لحل يقضي علي مشكلة عدم وصول الدعم لمستحقيه.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...0&storytitlec=