أعلن الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية وعضو مجلس الشعب عن اكتشاف فلسطينيين كانوا يرتدون الأحزمة الناسفة في شبه جزيرة سيناء، وضبط 30 فلسطينيًا في محافظة بني سويف تمكنوا من الدخول ضمن عشرات الآلاف الفلسطينيين الذين عبروا إلى الأراضي المصرية منذ يوم الأربعاء الماضي.
يأتي ذلك فيما طالب أغلبية نواب البرلمان لدى مناقشة الحصار على الفلسطينيين في قطاع غزة بطرد السفير الإسرائيلي عن مصر، وإعادة النظر في كافة الاتفاقيات الموقعة مع تل أبيب بعدما قالوا إنها أصبحت عديمة الجدوى في ظل استمرار الاعتداء على الشعب الفلسطيني الأعزل ومحاولة تجويعه.
في الأثناء، بدأت قوات الأمن المصرية في منع دخول الفلسطينيين إلى مدينة العريش، وتنظيم حركة عودتهم إلى قطاع غزة، وذلك غداة قيام مسلحين بفتح ثغرة في الجدار الحدودي، وتأكيد مصر من جانبها استمرار السماح للفلسطينيين بالتدفق إلى أراضيها لشراء المواد الغذائية.
وانتقد عزمي، حكومة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف يونيو الماضي، مدينًا تصرفات الفلسطينيين الذين دخلوا مصر من خلال معبر رفح الحدودي، مشيرًا إلى ضبط 30 فلسطينيًا في بني سويف في موقف أثار استغرابه، وتساءل عن الأسباب التي دفعت هؤلاء للقدوم إلى هناك.
ولفت إلى ضبط فلسطينيين داخل طابا في محافظة جنوب سيناء بينما كانوا يرتدون أحزمة ناسفة، فضلاً عن قيام فلسطينيين بضرب ضابطين مصريين على الحدود، حالتهما خطرة، علاوة على قيامهم بنسف الأسوار الحدودية.
من ناحيته، أعلن النائب المستقل طلعت السادات عن رفضه للبيان الصادر عن لجنة الشئون العربية حول الأوضاع في غزة، وقال إنه يرفض هذا البيان مثلما يرفض بيان لجنتي الشئون الخارجية وحقوق الإنسان حول قرار البرلمان الأوروبي بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وطالب بالكف عن إصدار بيانات الشجب والإدانة.
أما النائب عن الحزب "الوطني" حيدر بغدادي، فقد اقترح عقد مؤتمر قمة عربي لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية على أن يدعى إليه الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إليه "نكاية" في الولايات المتحدة، على حد قوله.
وكان نواب الحزب "الوطني" الذي يشكلون الأغلبية داخل مجلس الشعب قد عبروا عن إدانتهم لحركة "حماس" وحذروها من استباحة الأراضي المصرية واللعب على المشاعر العربية والإسلامية، قائلين: إن كل شيء له حدود.
فيما أشاد النائب الدكتور محمد البلتاجي مقدم طلب المناقشة بخصوص الحصار على غزة بالموقف الذي اتخذه الرئيس مبارك بفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين لشراء احتياجاتهم من الغذاء ودعوته إلى إجراء حوار بين حركتي "فتح" و"حماس" بالقاهرة لدرء الخلافات التي تستثمرها إسرائيل.
واقترح البلتاجي على النواب التبرع بمكافأة شهر دعما للشعب الفلسطيني، ودعا إلى إعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الصهيوني وقال نريد موقفًا واضحًا من الحكومة بدعم الشعب الفلسطيني وإمداده بالطاقة والكهرباء
وقال: نرفض إمداد الصهاينة بالغاز ونطالب بتحويله إلى غزة، ولا نقبل وجود السفير الإسرائيلي بالقاهرة، وإن الشعب المصري رغم الفقر الذي يحاصره، فإنه مستعد أن يجوع من أجل فلسطين.
من ناحيته، حذر الدكتور مصطفي الفقي من الحلم الإسرائيلي الذي ما زال قائما من سيناء بأن تكون الدولة الفلسطينية، وقال إن هذا ما أعلنه رئيس الاستخبارات الإسرائيلي السابقة في الأردن في إحدى المؤتمرات، واعتبر الهدف من المخطط تصفية القضية الفلسطينية وأن ترحل هذه القضية إلى مصر.
إلى ذلك، واصل الآلاف من سكان غزة أمس تدفقهم لليوم الرابع التوالي على مصر، وأكدت السلطات المصرية أنها ستستمر في السماح للفلسطينيين بعبور الحدود لمساعدتهم على التزود بالسلع التي يحتاجونها.
وقال محافظ شمال سيناء، اللواء أحمد عبد الحميد "إن الفلسطينيين سيستمرون في العبور حتى يحصلوا على کل احتياجاتهم من السلع الغذائية والمنتجات المختلفة، وجاء هذا قبل حلول المساء حيث بدأت إجراءات في إعادة الفلسطينيين.
وأضاف: "أن قوات الأمن تلقت تعليمات بتسهيل عبور الفلسطينيين وإرشادهم إلى الأماكن التي يمكن أن يجدوا فيها احتياجاتهم".
وأشار عبد الحميد إلى أنه يقوم بالتنسيق مع وزارتي التكافل الاجتماعي والصناعة "لتأمين كميات كبيرة من السلع والمواد الغذائية لتلبية احتياجات الفلسطينيين الذين يقصدون البلاد، "لأن معظم المحال المصرية في رفح والعريش أصبحت الآن فارغة بعد أن نفدت البضائع منها.
وكانت وکالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" قد أعلنت أن 700 ألف فلسطيني عبروا الحدود المصرية، أي حوالي نصف سكان قطاع غزة الذي فرضت إسرائيل حصارًا عليه منذ 17 يناير الجاري.
وحاولت قوات الأمن المصرية صباح أمس الأول استعادة السيطرة على الحدود، لکن مسلحين فلسطينيين دمروا بعد الظهر بواسطة جرافة جزءًا من السور الأسمنتي الموجود في الجانب الفلسطيني من مدينة رفح الحدودية، ثم أزالوا سياجًا حديديًا ودمروا جزءًا آخر من سور إسمنتي في الجانب المصري، مما سمح بعبور السيارات إلى الأراضي المصرية لأول مرة منذ بدء تدفق الفلسطينيين على مصر الأربعاء الماضي وكانوا يضطرون قبل ذلك إلى السير على الأقدام عبر البوابات الحدودية.
وذكر شهود عيان أن مئات السيارات الفلسطينية قد عبرت السور الحدودي كما شوهدت سيارات تحمل لوحات أرقام مصرية تنقل شحنات تموينية وسلع أخرى إلى داخل غزة.
في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط أن أكثر من 36 عنصرا من قوات الأمن المصرية أُصيبوا بجروح جراء الحوادث التي وقعت بينهم وبين "عناصر فلسطينية" ممن عبروا من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية بعد تفجير ناشطين للجدار الحدودي في مدينة رفح يوم الأربعاء الماضي.
وقال أبو الغيط بعيد اجتماع عقده مبارك أمس مع مجموعة من الوزراء المعنيين في الحكومة لبحث الموقف على الحدود إن ما بين 10 و12 من عناصر شرطة مكافحة الشغب و26 من حرس الحدود أُصيبوا نتيجة الأعمال التي قامت بها العناصر الفلسطينية خلال اليومين الماضيين في منطقة الحدود مع غزة.
وأضاف أن جميع الجرحى نُقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم وأن بينهم ضباطا كبارا وأن جراح البعض خطيرة لدرجة كبيرة جدا.
وقال أبو الغيط: "إن هذه الاستفزازات تسبب لنا القلق وإنه يتعين على إخوتنا الفلسطينيين أن يعلموا أن القرار المصري باستضافتهم وتخفيف معاناتهم يجب ألا ينتج عنه تعريض حياة أبنائنا في القوات المصرية للخطر.
|