اقتباس من مقال / حوران
لقد وقع معظم الكتاب العرب في مصائد جعلتهم قاصرين عن تطوير فكرة الدولة العربية. فمنهم الأسير لفكرة الدولة القديمة التي وَضع شكلها بما يناسب رغبته الفكرية التي لم يكتمل تكوينها بشكل يؤهله للحديث في هذا المجال، فتَصَوَّر بذلك أن الدولة العربية أو الإسلامية قد اكتملت شروطها في عينة من الوقت بحيث إنه لم ينقصها شيء، ويتحصّن وراء هذه الفكرة مستفيدا من حجم الإنجازات الفكرية والعسكرية التي تحققت في أجواء إدارة تلك الدولة، متناسيا الظروف التي ترافقت مع تلك الإنجازات، وساكتا عن حجم المشاكل التي واجهت تلك الدولة أو الكيفية التي تمت معالجة تلك المشاكل بها .. ولو طُلب من هؤلاء الكتاب تحويل أفكارهم لمنهج إجرائي لتاهوا في تفاصيل يختلط بها العقائدي مع الإداري، لتتحول تلك الأفكار بالتالي إلى جهد لا يصب في حل إشكالية الدولة.
ولا تصب ـ أيضا ـ فى حل الخلاف الذى ينشأ من خلال الحوار ـ أى حوار ـ يتعلق جانب منه
بمجتمع من الماضى القريب أو البعيد بسبب عدم ألاحاطه الكامله بالظروف التى ترافقت مع
تلك الانجازات أو تلك الاخفاقات "سيان" ,وحيثيات كيفيه المعالجه للأسباب التى أدت لتك
النتائج ! ! !
ومن هذا المنطلق ـ وحرصا على جدوى ثمار الحوارات ـ فى المجتمعات المتقدمه , أنهم
بدأوا يسنون القوانين على السماح بنشر "أسرار" لوقائع بعد مضى مده محدده , كان
من المحظور اعلانها فى أعراف الدول القديمه كأسرار الحروب والقاده المحاربين ! !
وعذرا أخى / حوران , على انى أقتصرت على فقره من "مقالك الرائع" , لتعلقها الوثيق
بمشكله (فقر الحوارات على تعددها وأتساعها لنتائج متفق عليها بين أطراف الجدل)
حيث يرجع ذلك ـ عاده ـ لعين التعليل الذى ورد فى تلك "الفقره"خاصتك
ألا وهو : قصور احاطه المحاور ومحاوره ـ أو أحدهم ـ بتفاصيل الملابسات التى رافقت
تلك "الحقبه" أو ذلك "القرار" أوذلك "الانجاز" أوتلك "السقطه" ........! !
فيروح يعانق الشجب , أو يتبنى التأييد ! ! !
وعلى ذلك ظهر علم النفس "كعلم" ثم أتسع وتأصل ونما ثم تفرع وأثر فى العلاجات
وتوجيه المجتمعات فى مختلف المجالات حتى لم يدع مجالا لاضلع له فيه
ونجاح "عالم" علم النفس ودرجه هذا النجاح تتوقف على "مدى" معرفته بالحقيقه
وتفاصيلها ثم تجزئتها ـ تحليلها ـ ثم دراسه كل جزء "على حده" ثم ربط نتائج بحث
كل جزء بباقى النتائج , "والحنكه" فى كيفيه دمج تلك النتائج فى صياغه "مختصره"
لكن تعبر عن مزيج متجانس مسوغ يقبله العقل .
__________________
(ماجد)
[FRAME="11 70"] عهده الوثيق واحـه النجاه ... أول الطريق هو منتهاه[/FRAME]
|