عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-02-2008, 09:17 PM   #3
عنترنيت
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
الإقامة: السعودية
المشاركات: 866
إرسال رسالة عبر MSN إلى عنترنيت إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عنترنيت
إفتراضي

جريمة بشعة ( غدير الجزء رقم 3 )


لم يتوق فالرجل عن البكاء إلا بعد دخول مساعدي والطبيب الشرعي إلى المكتب وأمرت للرجل بسيارة لتوصله إلى منزلة وآنا أعدة بأنة سوف يتسلم الجثة بأسرع وقت ممكن وحتى نكمل التحقيقات اللازمة
توجهت إلى مكتبي واجتمعت مع بقية الضباط وصف الضباط وعقدنا جلسة عمل لنضع النقاط على الحروف
وخاصة أن الفتاة قد قُتلت في مكان آخر ونُقلت جثتها إلى المكان حسب معاينة موقع الجثة وبعض القرائن التي تفيد بأن مسرح الجريمة لا زال مجهول
ولم نعثر في موقع الجثة أي شيء قد يفيد التحقيق أو يكشف عن هوية الفاعل
استبعدنا أن القاتل سارق
واستبعدنا مؤقتاً أن تكون الجريمة بدافع الانتقام حتى نجمع معلومات أكثر وخاصة أن الرجل نفى عداوته مع احد ولا يشك في احد
القاتل لم يخطط لجريمته وخاصة انه لم يقع مثل هذه الجريمة ( اغتصاب فقتل ) في مدينتنا منذ زمن بعيد
الشبهات حصرناها مؤقتاً في البائعين وأصحاب الخيل والجمال والدبابات
وطلبت من احد مساعدي آن يكبر صورة غدير بعد أن يعالجها فني المختبر بإخفاء صورة أختها وأخيها لتصبح وحيدة في الصورة وان يزودني بعدد وافر منها فقد كانت لدي خطة آن الصق صورتها على الجدارالخلفي لمكتبي عند التحقيق بمن اشتبه به وكذلك مكاتب التحقيق في هذه القضية
لنرصد ردة الفعل ونراقب نظرات المشتبه به

هناك بعض الأجرأت الرسمية الضرورية والرسمية يجب ان اجريها مع رؤسائي قبل أن أبداء في إلقاء القبض على المشبوهين ومداهمة المنتزه العام سأحتاج إلى إذن ودعم
للقبض على كل من نشتبة بة وكذلك احتاج دعم من قوات الطوارئ
بعد أن أخذت الموافقة ولم تستغرق سوى أقل من ساعة فقد قام بعض الضباط بالتنسيق مع ضابط قوة الطوارئ وضابط المرور ( عمليات مشتركة ) وحددنا ساعة الانطلاق بعد صلاة العصر مباشرة وخاصة انه اليوم جمعة سوف يكون اغلب الباعة( والعربجية )
متواجدين قبل العصر ليتمركزوا في محلاتهم قبل أن تحتلها العوائل

وضعنا الخطة المناسبة بحيث نقفل الأربع جهات التي تؤدي إلى المنتزه لنظمن عدم هروب احد وطلبت من أفرادي أن يرتدوا البدل الرياضية لكي يطمئن الجميع ولا يثيروا ويرعبوا المنتزهين وفي نفس الوقت لنفاجاء المشبوهين
أعطيت الأمر وتمركزت بعض قواتنا في سيارات مدنية وبملابس مدنية منذ الساعة الثالثة وأخذت تراقب الموقع وتعطينا المعلومات أول بأول عبر جهاز الإرسال

تناولت غدائي مع بعض رجالي وادينا صلاة العصر جماعة في الإدارة فسبقني النقيب خالد ليوزع أفراد قوات الطوارئ والباص المعد لنقل هؤلاء المشبوهين

وكما رسمنا الخطة استطعنا في ظرف 40 دقيقة من القبض على جميع الباعة ( والعربجية ) وأصحاب الدبابات ولم نجد مقاومة تذكر عدا تلك التي حاول فيها احد أصحاب الدبابات وهو من الجنسية الأفريقية مقاومة رجال المباحث ولكن استطاع الرجال تكبيله والزج به في الباص
ومشط بعض الرجال المنطقة للتأكد من عدم تخلف احد والفضل لله استطعنا فعل هذا قبل أن يرتاد اغلب المتنزهين الموقع

رجعنا إلى الإدارة وأخرجنا غنيمة الصيد فقد كانوا ثلاثة وعشرون فرداً من جميع الجنسيات 6هنود و3 بنغلاديش وواحد سوداني و4 حبوش و شخص مجهول الهوية و7 سعوديين 3 من هم دون الرابعة عشر
جمعناهم في الحوش الخاص بالإدارة وفرزنا كل جنسية على حدة ليقفوا في 6 مجموعات متباعدة ومنعنا الاتصال بينهم وفرضنا حراسة مشددة على كل مجموعة وبعد أن تم تفتيش الكل لم نجد معهم شيء ذو قيمة عدا بعض السكاكين الصغار والبعض وجدنا معه حبوب مخدرة ( كابتقون ) وأخر وجدنا معه صور فاضحة مقصوصة من مجلة إباحية

من أهم نجاح المحقق أن يستخدم سلاح الحرب النفسية لذا تركناهم لمدة ساعتين ولم نستجوب احد أو نعلمهم لماذا تم القبض عليهم وان كان البعض تعود أن يلقى القبض علية بين فترة وأخرى بتهمة السرقة أو المضاربات التي تحدث في المنتزه وعادة يكون توقيفهم في مراكز الشرطة التابعة للموقع وهذه أول مرة يتم استضافتهم لدينا في إدارة البحث الجنائي

بعد انقضاء الساعتين وان كانت بالنسبة لي فترة راحة ولبقية الضباط والأفراد خرجنا إليهم وقد بدأت نفسياتهم في الانهيار لإحساسهم بأن هذه المرة تختلف عن توقيفهم في المرات السابقة
طلبت من الجميع أن يتفقدوا بعضهم بعض وهل هذه المجموعة هي نفس المجموعة التي كانت بلامس ( الخميس ) متواجدة آن كانوا يرغبون بالذهاب إلى منازلهم عليهم التأكد من ذلك وإلا سوف يقضون ليلتهم في فناء الإدارة مفترشين البلاط هذا عدا حفلة الشواء التي سأعدها لهم أن لم يتعاونوا معنا بما فيه الكفاية وقد كنت جاداً في تحذيري فالجريمة بشعة وسرعة الوصول إلى الجاني يجب أن تتم في أسرع وقت وخاصة أن أمير المنطقة على علم بالتفاصيل منذ وقوع الجريمة وأعطى توجيهاته بسرعة القبض على الجا ني واستخدام كل الوسائل التي تخدم مصلحة التحقيق دون الرجوع إلية أي أنني املك صلاحية كبيرة وفرها لي المسؤولين سأستغلها

نظروا إلى بعضهم البعض وكل جنسية كانت تعرف أفرادها بعد أن أعطينا لهم الأذن بالتحدث مع بعضهم لفترة خمس دقائق فقط أفادوا بأن هناك 3 أشخاص كانوا معهم بالأمس ولم يحضروا اليوم ولا يعرفون السبب
2 من الجنسية الهندية واحد منهم يبيع (بليلة ) والأخر يأجر حصان ( سيسي ) وشخص واحد سعودي يأجر( دباب ) ووعدنا من يعرف عناوينهم بأنة سيطلق صراحة بعد أن نأخذ أقوالة بسرعة
استعد احد الشباب السعودي الذي لم يتجاوز الرابعة عشر من عمرة ليدلنا على عنوان الشاب المتغيب وفعل احد الهنود كما فعل رفيقة وقام الأفراد بالذهاب معهم لإحضار المتغيبين
وخلال هذا الوقت أدخلنا أفراد المجموعات للتحقيق استمر التحقيق في 3 مكاتب وكنت بين فترة وأخرى اشرف على سير التحقيق الذي بصراحة لم يفيدنا بشيء فالكل كانوا متواجدين في المنتزه يمارسون أعمالهم من بيع وتأجير ولم يروا شيء غير طبيعي حتى الصور التي تم تعليقها على جدران مكاتب التحقيق لم تلفت نظر الكثير منهم ولم نستفد من هذا الأمر

عاد أفراد المباحث بالهنود المتغيبين ولم يعثروا على الشاب السعودي الأخير حيث أفادت والدته أنة ذهب بعد صلاة الجمعة لكسب رزقه في منتزهه آخر لا تعرف عنوانه وأعتاد العودة في وقت متأخر من الليل لذا تركنا بجوار منزلة احد دورياتنا متخفية لإلقاء القبض علية فور وصولة

انتهينا حوالي الساعة الحادية عشر مساء من التحقيق مع الكل وحصرنا الشبهة في خمس أشخاص ( هندي واحد و 2 سعوديين و2 من إفريقيا ) وأطلقنا سراح البقية بعد أن حضر كفلاء الأجانب واستلامهم وحولنا من وجدنا معه مخدرات أو سلاح ابيض أو صور منافية للآداب إلى أقسام الشرطة التابعة لهم لإكمال بقية الأجرأت الرسمية وبسؤالي عن الشاب المتغيب عن الحضور أفادوني بأن دورياتنا مرابطة بالقرب من منزلة ولم يعد حتى الآن
لقد أنهكني التعب حتى ظننت إنني سوف أنام وأنا واقف على رجلي
التوجيهات الأخيرة لضابط خفر وافرادة قبل أن اذهب إلى منزلي بأن يؤجل التحقيق حتى يوم غدا صباحاً وفي حالة العثور على الشاب المتغيب ادخالة غرفة التوقيف الانفرادي كما فعلنا ببقية المشبوهين


ليلتي لم تخلوا من الكوابيس المزعجة فقد أثرت هذه القضية على نفسيتي ومزاجي بشكل كبير مع العلم بأنني حققت في جرائم قتل كثيرة جداً خلال فترة عملي في وزارة الداخلية وقابلت اعتي المجرمين وأخطرهم وحققت مع عتاولة المجرمين من قاطعي الطريق والقتلة واللصوص ولكن هذه القضية تختلف قضية أخذت حيزاً كبير من تفكيري واهتمامي لم تغادر غدير مخيلتي أبدا

حوالي الساعة التاسعة من صباح يوم السبت توجهت إلى مكتبي بعد أن استعدت القليل من نشاطي وأول سؤال كان عن الشاب المتغيب واخبرني مساعدي أنة تم إلقاء القبض علية حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وهو يهم بالدخول إلى منزلة وان كانت والدته أخذت في البكاء والتوسل لرجال الأمن معتقدة بأننا سنصادر ( الدباب ) لعدم قانونيته

واستعلمت عن البقية من الخمسة المشبوهين فأخبرني مساعدي بأنه لم يجد جديد نفس الإفادة ونفس نفيهم بمعرفتهم أو مشاهدتهم للفتاة
أمرت أن يدخل الشاب فأنا سأحقق معه بنفسي دقائق معدودات وكان الشاب يقف أمامي يبلغ من العمر 21 عام وان كان قصير القامة وشكله يوحي بأنة اصغر من ذلك بكثير أشعث الشعر غير مهتم بنظافته الجسدية مهتري الثياب زائغ البصر تحتل هالات سوداء تحت عينية عادة تكون ( علامة استخدام مخدر )
لفت نظري هذا الشاب بأنة أول ما دخل تركزت عيناه على صورة غدير وان كنت قد نسيت أمر الصورة لاعتقادي بعدم نفعها
سئلت عن أسمة فأجاب بعد توقف أسمي أسمي أسمي سالم
فأخذت انظر إلية بحدة دون توجيهه أي سؤال لأراقب عينية التي كانت بين فترة وأخرى تسترق النظر بدون شعور منه تنظر إلى الصورة المعلقة فوق راسي وبشكل غريب ومثير وملفت للنظر
هنا مؤشر حدسي الأمني ارتفع ويجب أن استغل مفاجاء المشبوهة
سأجرب حظي والقي علية التهمة مباشرة لأرصد ردة فعلة ولن اخسر شيء

وقفت وأنا متجهة إلية لأقول له بصوت جهوري وقوي

يا سالم لقد اعترف رفاقك عليك بأنك أنت من قتل الفتاة وأنا أشير إلى الصورة

يتبع
__________________
antrnet2009@hotmail.com
عنترنيت غير متصل   الرد مع إقتباس