الحالة الذهنية :
من الفرد إلى المجتمع
إن تبني حالة ذهنية معينة سواءً كانت إيجابية أو سلبية واثقة أو قانطة ، لا يقتصر تأثيره على الفرد ، بل يتعدى ذلك ليشمل المجتمع بأسره.
على المستوى الاقتصادي مثلاً ، ثبت نظرياً وعملياً أن حدوث حالة الخوف لدى أفراد المجتمع من حدوث انحسار اقتصادي قد يؤدي إلى حدوثه ، حتى ولو لم تتحقق كامل الظروف الاقتصادية المؤدية إلى الانحسار. ذلك أن مجرد توقع حدوث انحسار اقتصادي يؤدي إلى تدهور في أسواق الأسهم وإحجام الأفراد والمؤسسات عن شراء السلع والخدمات غير الماسة . ويؤدي ذلك إلى تدهور أوضاع المؤسسات التجارية نتيجةً للانخفاض الحاد في مستوى المبيعات ، ومن ثم تسريح أعداد من العاملين فيها ، مما يزيد التدهور.. وهكذا دوليك وقد تستمر حالة التدهور هذه لتتحول إلى حالة كساد عام ما لم تتغير نظرة المجتمع، ومن ثم سلوكياته ، بما يوقف حالة التدهور الاقتصادي.
لذلك تقوم الحكومات في مثل هذه الحالات باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة ثقة المستهلك في الاقتصاد المحلي . حيث أن مجرد تحسن نظرة المجتمع إلى الاقتصاد وثقته فيه يؤدي إلى إيقاف عجلة التدهور الاقتصادي وتحقيق نمو ، حتى ولو لم تكتمل مقوماته.
إن تأثير الحالة الذهنية على الاقتصاد ما هو إلا مثال لمدى تأثير الحالة الذهنية على سلوكيات وواقع المجتمع . وينطبق ذلك أيضاً على نظرة المجتمع إلى نفسه ، من حيث شعوره بالقوة أو الضعف أو الثقة أو المسؤولية ، والذي ينعكس بدوره على سلوكياته ومدى قدرته على التغيير نحو الأفضل .
" إن الله لا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
صدق الله العظيم .
يتبع