عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-04-2008, 04:23 AM   #1
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي [" حمـاس.. العـمل من خلال خطة العـدو " ] - الأستاذ إبراهيم العسعس .


بالله على كل مسلم موحد أن يستعيذ بالله

من شر شياطين الأنس والجن قبل قراءة هذا المقال

" حمـاس.. العـمل من خلال خطة العـدو "

إبراهيم العسعس


[right]الإخوة في حماس، وكل من يقرأ كلامي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بلا مقدمات، ومجاملات، واعتذارات عن ممارستي حقي ـ بل واجبي ـ في تـقديم رؤيتي ونصيحتي، دون ادعاءٍ منَّي أنَّني أمتـلك الحـقـيقة المطلـقة، أو التحليل الفصل. إنَّ الموضوع لا يخصُّ حماس وحدها، إنُّه يخصُّ فلسطين، ويخصُّ الإسلام، ويخصُّ دماء الشهداء الذين من حقهم علينا ألا تضيع دماؤهم هباء، لذلك وجب على كل ذي رأي أن يُقدم رأيه لا ليستعرض قدراته في الجمع والتحليل، بل ليوصل رأيه إلى أهل القرار لعلهم يستضيئون برأيه. وهذه نيتي فيما أكتب.

ولكن... قبل الـقراءة:
لي رجاء ألا نبتدئ القراءة بِمَعيَّة الأقوال المُعلَّبةِ الجاهزة، تـلك التي تُـلقي على كلِّ طرح - بالغاً ما بلغ- دلواً من الماء البارد يُجمِّـد أيَّ صواب فيه. أرجو ألا يُطفئ أحدُكم جذوة القول ( بكليشيه ): أهلُ مكة أدرى بشعابها ! وهذا صحيح عندما كانت مسيرة الراكب بين بلاد الشام ومكة أربعة أشهر ! أما الآن فالجالس في استراليا يرى مكةَ بشعابها وناسها وأرقام سياراتها ! وكان هذا صحيحاً أيام الحمام الزاجل، أمَّا في عصر الأقمار الصناعية فلم يعُد أهلُ مكة ـ وحدهم ـ أدرى بشعابها، بل قد يكون البعيدُ أدرى لأنَّه يَـنظر عن بعدٍ؛ بعدٍ مادي يُريه الصورة بشكل أوضح، وبعدٍ معنوي مُتحرر من ضغط الواقع.
وأرجو ألا يبادر حالـمٌ مُغلَقٌ ليقول: لا يُـنـظِّر قاعدٌ لـقائم. وأنا أقول: وهل الـقيامُ هو قيامُ من يحمل السلاحَ وحسب ؟ وهل كلُّ قاعدٍ عن الـقتال يُحسب مع القاعدين والقواعد ؟ إنَّ كلَّ معروفٍ بالدعوة والعلم والغيرة والثـقافة على ثغرةٍ، وليس من حقِّ أحدٍ أن يـلتـفَّ عليه فيمنعه من واجب النُّصح والتصحيح. وهل يجب أن أحمل السلاح، أو أنْ أموت حتى أمتـلك حقَّ الكلام ؟! وما دام حاملُ السلاح ليس معصوماً، وما دام يشتـغل في الأمَّة ولها، فعليه أن يستمع لمن يقول، ويقرأ ما يُكتب.

تحدَّث أغلب من كتب ـ من الإسلاميين ـ عن فتح وما اقترفه الجناحُ الانقلابيُّ فيها من فتنة وقتل تسبَّبا في النهاية في هذا الذي نرى. وتحدثوا أيضاً عن المتآمرين الحقيقيين وهم أمريكا واليهود. أمَّا عن الأعداء فلا لوم عليهم، قُـلْ كلٌّ يعمل لمصلحته. وأمَّا عن فـتح فلا كلام عنها ولا معها، لأنَّ " فتح " أحدُ رجلين؛ واحدٌ يُنفذ أجندةً خارجيةً هدفُها جَرُّ حماس للمسارب التي يريدها المتآمرون. والنتيجة تـشذيب حركات المقاومة، وتـشويه صورة الحلِّ الإسلامي، وإصابة الناس بالإحباط.

( ملاحظة: لم أقـل: إنَّ هدف المتآمرين إفشال مشروع حماس، للأسباب الـتالية:

ـ أنَّ حماس لا تمتلك مشروعاً واضحاً، سوى مشروع مقاومة المحتل.

ـ أنَّ وجود حماس ضرورة، خاصة بعد نشوء تيارات إسلامية لا مجال للـتعامل معها على الإطلاق. والذي يريده الآخرون حلاًّ تسير فيه كلُّ أطيافِ الشارع الفلسطيني. وعلى الرغم من غرابة هذا القول في ظلِّ الظروف الراهنة إلا أنَّ تصريحات الماضي تُـثبت أنَّ المسافة بين حماس وبين فـتح ليست بذلك البعد، وأنَّ حماس ستُوافق في النهاية على شكل من أشكال الحل، ليس منه ـ حتماً ـ شعار فلسطين من البحر إلى النهر؛ ألم تُصرِّح حكومةُ الوحدة الوطنية عـند تـشكيلها بأنَّها تـقبل بكلِّ الاتـفاقات الدولية الـتي تمَّ عـقدُها ؟).

أمَّا الرجل الـثاني: فرجل مُلتـزِمٌ بخطِّ " فتح " الذي اختارتُه منذ أنْ سارت في مشروع التـسوية، وهو رجل يُدافع عن مشروعه عن قناعة، وهو لـذلك يخالف " حماس " بحماسٍ صادق. وإذن فماذا نقول للأول المأجور ، والثاني منسجم مع نفسه ، ومناقـشته لا محل لها في هذا المقال . فلا كلام لنا إلا مع حماس ، لأننا نظن الإخلاص فيهم ، ولأنهم بحاجة لنصيحة كل مُشفق . مع التـنبيه على أنَّ ما يلي ليس دراسة مستوعبة حول حماس، وليس تقييماً مفصلاً لتاريخها وتجربتها.

أتـفقُ مع الكاتب البريطاني " بيتر بيمونت " في تحميل الولايات المتحدة والمجموعة الدولية المسؤولية عما حدث في غزة ، والذي أضاف : إنَّ المتآمرين الحقيقيين لتـلك الأحداث هم أولئك الذين رفضوا الاعتراف بنتائج انتخابات شرعية تولت بها حماس رئاسة الحكومة الفلسطينية ... وقال: إنَّه بطرد حماس وتشكيل حكومة برئاسة سلام فياض تكون واشنطن ومن معها قد حصلوا على ما يريدون. لا شكَّ أنَّ ما حصل انقلابٌ على الشرعية، وأنَّ حماس اضطُرت إلى أن تدافع عن نفسها وحقها ضد المؤامرة. لكن هل الأحداث الأخيرة هي بداية المؤامرة ؟ بل هل كل المؤامرات التي شغلت حماس والشارع الفلسطيني منذ استلام حماس للوزارة هي بداية المؤامرة ؟ أم هناك مؤامرة أكبر من هذا كله ، وسبقت هذا كله ، مؤامرة قد لا تكون مسؤولية من دبَّرَها ونفَّذَها ، أكبر من مسؤولية أصحاب النوايا الحسنة الذين ساروا فيها مطبقين خطة العدو ، ظنّاً منهم أنهم ـ بسيرهم ـ يغيظونه !

وبلعت حماس الطعم:

أهم قواعد اللعبة السياسية: من السذاجة أنْ تُـفسَّـر التصريحاتُ السياسيةُ على أنَّها إعلانٌ حقيقيٌّ عن رغبة السياسي. إنَّ التصريحات جزء من المناورة التي تبدأ بالتصريحات وتنتهي باستعمال السلاح. وأول درس في المناورة أن يقول السياسي شيئاً ويعني به شيئاً آخر. لقد استخدم هذا المبدأ بتـفوق في الساحة الفلسطينية ! كانت أمريكا ومن معها، وقيادات فتح ومن معهم يقولون: لا نريد أن تشارك حماس في الانتخابات. فقالت حماس بل سندخل. فـقالوا بغضب: أدخلتم ؟! لا بأس لكن يجب ألا تنجحوا فيها. وفي نفس الوقت أعلنوا: ستحرص أمريكا وأوروبا على أن تجري في فلسطين انتخابات حرة، وسنرسل لكم الرئيس الأسبق كارتر للمراقبة ! وفعلاً تمَّ الأمر كما وعدوا ! وهنا يفرض سؤالان نفسيهما:

هل كان دخول حماس الانتخابات مرفوضاً من خصومها ؟
هل تفاجأ أحدٌ بنجاح حماس ؟

أما عن السؤال الأول، فالساحة السياسية منذ أن قامت السلطة مفتوحة للجميع، ورسمياً لا يقدر أحدٌ على منع أحدٍ من دخول الانتخابات. إنَّ الدلائل تؤكد على أنَّ التغيرات الجذرية في القضية الفلسطينية منذ الانتـفاضة الأولى كان من أهم أهدافها إجهاض الحالة التي بدأت تـفرض نفسها في فلسطين، وهي حالة الجهاد والالتـفاف حول الحلِّ الإسلامي.

وتجرنا هذه المسألة لتساؤل مهم وخطير عن قـتـل الشيخين؛ ياسين، والرنتيسي رحمهما الله ؟! من السطحية أن يقال إنهما قـُتلا لمسؤوليتهما عن العمليات العسكرية ! فالجميع يعرف أن لا علاقة لهما بذلك، ومن قتلهما يعرف أن الخلاص لا يعني إنهاء العمل العسكري، لأنه يعرف بأنه يتعامل مع تنظيم مؤسسي لا مع أفراد. لقد كان ياسين والرنتيسي جدارا يصعب اختراقه أمام أي محاولة:
1 ـ للقفز على ميثاق حماس.
2 ـ لجر حماس إلى الدخول في اللعبة السياسية.

وقد رفضا بالفعل المشاركة في اللعبة السياسية عام 98 ليس فقط في التـشريعي، بل وفي البلديات كذلك. فما هو الفرق بين فلسطين في 98 وبينها في 2006 ؟!

أما عن مفاجأة العالم ، والقوى الداخلية المعارضة لحماس ، بنجاح حماس ، فلا يعدو أن يكون فيلما من أفلام السياسة ، التي يُظهر فيها السياسي خلافَ ما يُبطن . وإذا كان هناك من تـفاجأ بالفعل، فهي حماس لأنَّها لم تصدق الوعد بانتخابات نزيهة، وكثيرٌ من العرب والإسلاميين لأنَّهم لم يقرؤوا المشهد بشكل جيد. والحقيقة أنَّ المشهد كان واضحاً جداً، وكانت النتيجة في جانب حماس بشرط انتخابات نزيهة. والعجب ممن كان يرى خلاف ذلك ! مع أننا لو جئنا بحمار من غابات الأمازون وشرحنا له واقع الساحة الفلسطينية؛ حماس بجهادها وتضحياتها وشهدائها الذي كان في ذروته، وفتح بتنازلاتها وفضائح رموزها، ثم قلنا له: أيها الحمار الأمازوني مَن في اعتـقادك سيفوز بانتخابات نزيهة ؟ لنهق الحمارُ بأنكر الأصوات وقال: قطعاً حماس، وهل في ذلك شكٌّ ؟ فهل حمار الأمازون أدرى وأذكى من ثعالب البنتاغون ؟ وقالت حماس لقد منَّ الله علينا وقهرناهم . فقالوا: نعم ونحن خائفون وسننفجر من شدة الغضب. وخرج عناصر فتح المُصدِقون والمُوجَّـهُون يُطلقون النار في الشوارع، كيف تفوز حماس وتخسر فتح ؟! وبلعت حماس الطعم، وبدأ ميثاق حماس يتغير !

دخول النَّـفـق:

حين وافـقت حماس على دخول اللعبة السياسية، وتـشكيل الوزارة، أدركتُ ـ كما أدرك غيري ـ بأنَّ ثمة كارثة تُهدد ما تُمثِّـله حماس، وبأنَّ حماس بقرارها هذا حكمت على تاريخها بالإجهاض، وبأنها وضعت نفسها بالقـفص الذي فَصَّـلوه لها. لقد فتحوا لها الطرقَ لتصل إلى الحكومة، ثم حاصروها ومنعوا عنها كل شيء، وقالوا لها تـفضلي احكمي ! وتساءلتُ ـ كما تساءل غيري ـ: على ماذا تعتمد حماس ؟ وعلى من تُعوِّل ؟ ألم تكن تدري حماس بأنَّ العالم سيقفُ ضدها ؟ ألا تعلم حماس بأنَّ مَن حولها مربوطون بحبل سُرِّيٍّ مع أمريكا فلا رجاء لها فيهم ؟ وأياً كان جواب هذه التساؤلات فهو مأساة، على قاعدة:

إنْ كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ وإنْ كنتَ تدري فالمصيبةُ أعظمُ

لقد كان من المفروض أن تكون حماس وما تُمثِّـله وما تريده كما قررت في ميثـاقها أكبر مما أوقعت نفسها فيه. وكان ينبغي أنْ تعلم حماس أنَّ الحكومة في ظلِّ الراهن الداخلي والخارجي لا يعني شيئاً، ولا يساوي شيئاً سوى الحكم على الذات بالـقـتـل، وعلى الرسالة والأهداف بالـتمـيـيع. لقد علمت حماس أنه لا سيادة في ظل الاحتلال ، وكانت تعلم أنها ستـشكل حكومة خدمات ! فهل كان الأمر يستحق الثمن الذي قُـدم ؟ فماذا كان الـثمن ؟ لقد كان باهظا جداً !
كان الرضا بنهج الـتسوية، والاعتراف بدولة العدو، والانقلاب على ميثاق حماس، وفقدان جزء من ولاء الشعب ، وشيئاً من الـتنازلات، والمساهمة بإصابة الناس باليأس ، والكفر بالجهاد وفقدان الثقة بمن يمثل ذلك .
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس