عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-04-2008, 08:23 AM   #4
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

الأخوة الوافي & hayani

بداية أشكركم على مروركم وردودكم واهتمامكم ...
قال النبي صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه .

فإتباع أوامر الله تعالى بغض النظر عن القناعة وهجر ما نهى عنه الله تعالى هو الإسلام والاستسلام لأوامره ونواهيه .

ولكن ما أردتُ قوله هنا أن الإسلام لا يخالف الخلق الرباني بكل معجزاته فالابحاث العلمية والدراسات العلمية الحديثة مواكبة لأوامر ونواهي الله تعالى فما زالت تثبت صحة كل تلك الأوامر والنواهي فمن عظمة الله تعالى ان جميعها من صالح الإنسان فمثلاً إكتشاف أن الحائض من صالحها التوقف عن الصلاة أو غيرها ... فما أعظم الإيمان واليقين بالله تعالى ...

فإذا لم يكن الإسلام على الحقيقة وكان على الاستسلام أو الخوف من القتل لقوله تعالى:
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا
فإذا كان على الحقيقة فهو على قوله جل ذكره:
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران:19]
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران:85]

حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطى رهطا وسعد جالس، فترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلا هو أعجبهم إلي، فقلت: يا رسول الله، ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما. فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فعدت لمقالتي فقلت: ما لك عن فلان؟ فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال: أو مسلما، فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه فعدت لمقالتي، وعاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: يا سعد إني لأعطي الرجل وغيرُه أحب إلي منه، خشية أن يكبه الله في النار ورواه يونس وصالح ومعمر وابن أخِي الزهري عن الزهري .

فيجب علينا العلم قبل القول والعمل وقول الله -تبارك وتعالى- : فَاْعلَمْ أَنَّهُ لاْ إِلَه إِلاْ الله وَاْسّتَغْفِرْ لِذَنْبِك [محمد:19]
فأول ما يطرق قلب المؤمن من معرفة الرب تبارك وتعالى والإيمان به هو العلم، وهو أن يعلم أنه لا إله إلا الله، وهذه هي شهادة الحق التي فسر بها بعض السلف قول الله تبارك وتعالى إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86] وهي: الصدق الذي فسر به بعض السلف أيضاً قول الله تبارك وتعالى: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ [الزمر:33] وهي أيضاً الكلمة الباقية التي يفسر بها قول الله تبارك وتعالى: وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:28].
لكن العلم أو المعرفة بالله تبارك وتعالى، تخرج الإنسان إذا اعتقدها اعتقاداً جازماً عن الشك وعن الريب، كما قال الله تبارك وتعالى: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة:1-2] فهذه تخرج الإنسان عن حد الريب والشك والظن ليصبح مؤمناً بالله تبارك وتعالى.
فإذاً العلم هو أساس اليقين، وأما ضده ونقيضه فهو الشك والريب، ولهذا يقول المشركون في إيمانهم بالساعة: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ [الجاثية:32] أي: ليسوا على يقين وإنما هم في ظن، وهذا الظن خالطه الشك بمعنى الريب.
فاليقين درجات وأعظمها يقين ابراهيم عليه السلام في قول الله عز وجل: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ [الأنعام:75]
إن اليقين كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيما علقه البخاري : (الصبر شطر الإيمان، واليقين الإيمان كله)
يقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند: (أحب الأعمال إلى الله عز وجل، إيمان لا ريب فيه أو لا شك فيه)
فهذا هو أحب عمل إلى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وقال بعد ذلك (وجهاد لا غلول فيه، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
وكذلك أخوتي في قصة وفاة معاذ رضي الله عنه وهي قصة صحيحة رواها الإمام أحمد رضي الله عنه بسند ثلاثي صحيح، عن جابر رضي الله عنه، يقول جابر رضي الله عنه: (أنا ممن حضر معاذاً رضي الله عنه عند موته، قال: ارفعوا عني سجف القبة -طرف القبة ليخاطب الناس- ارفعوا عني أحدثكم حديثاً سمعته من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما منعني أن أحدثكم به إلا أن تتكلوا، سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من شهد أن لا إله إلا الله موقناً بها من قلبه دخل الجنة)، وقال في رواية: (حرم على النار من شهد أن لا إله إلا الله موقناً بها من قلبه) فهكذا يبلغ اليقين في أصحابه، وهذا هو اليقين الذي يمحو كل شبهة ويمحو كل شهوة، فيصبح الإنسان ذا قلب أجرد أزهر يتلألأ نوراً بما نوره الله تبارك وتعالى.

والله تعالى أعلم وجزاكم الله تعالى خيراً
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس