الأخت الفاضلة أوراق الثريا  
 
من المؤكد، أن ما دفعك لما كتبت، هو ما كنت تمرين عليه من بعض الردود حول عينات من مساهمات بعض الأعضاء وردود آخرين عليهم بشكل محدد يتسم بردة فعل وكأن الكاتب ومن يرد عليه يقفان على منضدة (كرة تنس طاولة) .. وتتحول بعض الزوايا وكأنها (شات) لتبادل الكلمات (غير الطيبة) .. فتضيع بذلك الفائدة التي كانت تُرتجى من المساهمة التي أوردها كاتبها نقلا أو ابتكارا 
 
  المعروض في المنتديات بشكل رئيسي هو نشاط ذهني، يُقصد منه أحيانا تبيان الحقيقة حول مسألة علمية، أدبية، قانونية، سياسية، أو دعائية لنمط فكري أو رسالة مستترة تختبئ بين ثنايا النصوص المكتوبة .. وأحيانا تكون الدوافع لتكريس جو ألفة يستعرض فيها المساهم نكتة أو موقفا طريفا .. وأحيانا تكون استعراضا لمهارات لمن يريد أن يؤطر صورته من خلال (برواز) ما يريد أن يستعرضه .. وكل ذلك مشروع وقابل أن يتم التسامح والتعامل معه بود وشكل اعتيادي .. 
 
  لكن، طالما أن الكم الهائل من الأعضاء الذين ينتسبون الى الموقع، يكونون من مناطق مختلفة وهويات فكرية وقطرية ودينية .. وأعمارهم مختلفة، فهم بالتأكيد سيختلفون عن طلاب صف في مدينة أو قطر معين، تعرف معلمهم على أعمارهم وإمكاناتهم، وتدرب جيدا بحكم سنه ووظيفته ومركزه بينهم على التعامل معهم. لكل ذلك فعلى من يدخل ويقبل أن ينتسب الى مثل تلك الجماعات (الطيفية) والتي لا يرى المتكلمون من يستمع لهم أو يقرأ لهم، عليه أن يتقمص أدوار من يُفترض أن يكونوا متواجدين أو يطلعون على ما سيقدم، ويتوقع ردة فعل كل واحد .. وإن أغفل تلك الحالة فعليه أن يتوقع ما لا يحبه ويرضاه، وهذا من العدل، طالما أنه لم يكن يتحسب لعدم رضا من لمز بجانبهم .. 
 
 إن صاحب الفكرة والعقيدة سيخسر كثيرا إذا وضع لنفسه صورة مهزوزة ومعروفة مسبقا، فحتى لو جاء ذات يوم بفكرة أو منظومة فكرية صائبة فإن الحكم المسبق تجاهها سيكون سيد الموقف ولن يفلح في جانبه الدعائي ..  
 
  ثم، هل (أعضاء المنتديات) في جلسة تفاوضية أو جلسة مناكفة؟ لإثبات وجهة نظر معينة؟ الجواب بكل تأكيد كلا ..  
 
  في أحسن الأحوال يكون نشاط الكتاب أو (مشاريع الكتاب) شبيه بمن يكتبون في الصحف، وكتاب الصحف قد يجمعون حولهم بعض المريدين وقد لا يقرأ لهم أحد، وبالتأكيد أن العيب ليس فيمن يشتري الصحيفة، فقد يشتريها لمتابعة (الوفيات) أو متابعة نشاط اقتصادي أو يشتريها كعادة برجوازية مكتسبة. وقد يقرأ أحدهم لكاتب في صحيفة ولا يعجبه ما كتب، وقد يشتمه بسره أو أمام من يقرأ في حضرته الصحيفة، ولكنه لن يشد الرحال حاملا سيفه ورمحه لمقاتلته .. ولو افترض قارئ المقالة أو الزاوية وجود من كتبها أمامه، لاختلفت ردة فعله، ولابتكر أفضل الطرق بمخاطبته! 
 
  على أي حال، ليس للعمر في حالات النشاط الذهني أي اعتبار، فمن يعلم بكشف أعمار أناس أسماؤهم وأقطارهم وحالاتهم غير بينة، فالمتصفح يتعامل معهم كما يتعامل شرطي المرور مع المركبات، لا يعلم عمر وجنس وبشاشة أصحابها، بل يعلم أنها تخطت السرعة المسموح بها أو قطعت الإشارة الضوئية أو عاكست اتجاه السير .. 
 
احترامي وتقديري أختنا  
معتذرا عن الإطالة
		 
		
		
		
		
		
		
			
				__________________ 
				ابن حوران
			 
		
		
		
		
	 |