عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-04-2008, 11:14 AM   #10
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي قصتي مع التوكل .. قصة حقيقية عجيبة .. ستمتعكم

قصتي مع التوكل .. قصة حقيقية عجيبة .. ستمتعكم




هذه قصة حقيقية وقعت لأخوكم قبل أكثر من عامين ونصف رأيت فيها العجب العجاب من فعل التوكل على الله عز وجل ومازلت أرويها ليشهد الناس أن "ومن يتوكل على الله فهو حسبه "

حدثت هذه القصة لي ولزوجتي في حج عام 1425 هـ , حيث أنعم الله علي بقضاء فريضة الحج مع قافلة الشيخ الضبعان التي انطلقت من أبها وكنت في الحج مع نسيبي (زوج أختي وأخ زوجتي) .
انطلقت مع الحملة وانطلق نسيبي في سيارته الخاصة لنلتقي في منى, وكانت حجة ميسرة بحمد الله لم يصبنا فيها نصب ولا وصب وكان الله معنا في كل حين, ولكن ما أثار تعجبي في هذه الزيارة المباركة أمر واحد, وهو كيف أن للتوكل مفعول عجيب في تيسير الأمور وانقضائها .
فبعد أن أتممنا رمي الجمرات توجهت أنا وزوجتي إلى مكة لكي نطوف طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج .
وصلنا في ساعة متأخرة من الليل بعد ان احتجزتنا السيول في الطريق إلى مكة ثم توجهنا إلى البيت الحرام وأخذنا في البحث عن مسكن نبيت فيه ولم نجد .
قررنا حينها أن ننام في داخل الحرم ثم نقضي طوافنا بعد صلاة الفجر ولم يكن لدينا غطاء نتغطى به ولشدة تعبنا نمنا على سجادات الحرم رغم البرد الشديد, ثم استيقظت منتصف الليل فإذا ببعض الأخوات المصريات قد قمن بتغطية زوجتي وإعطائها وسادة تتوسدها ثم قدمن لي غطاء آخر فجزاهن الله عنا كل خير .
وفي الصباح وبعد أن صلينا الفجر توجهنا للدور الثاني لكي نطوف إذ كان الطواف قرب الكعبة مستحيلا نظرا لشدة الزحام . وعند الساعة الثامنة والنصف تقريبا أنهينا طوافنا وخرجنا خارج الحرم لكي نتناول وجبة الإفطار ثم نتوجه للسوق . وفعلا توجهنا إلى السوق لنشتري بعض الهداياوالأغراض وكان معي وقتها قرابة الألفي ريال . جاءني بعد قليل اتصال من نسيبي يخبرني فيه أنه بانتظارنا سوية لنتوجه إلى مدينة الدرب (حيث أسكن) جنوب المملكة فأخبرته أن يذهب هو وأنا سوف أتدبر أمري إذ أن أمامنا مشوار طويل في التسوق وألححت عليه أن لا ينتظرنا فذهب على مضض وأكملت أنا وزوجتي مشوار تسوقنا الذي أخذ من ميزانيتي الكثير .
بعد الحادية عشرة صباحا تلقيت اتصالا من والدي (عليه رحمة الله وعفوه وغفرانه) يسألني فيه عن مكاني وماذا أفعل فأخبرته أننا قد أنهينا الطواف وأننا نتسوق فقال لي أنه يجب أن يكون آخر عهدي بالبيت الطواف وقال لي : الآن تخرج من مكة فإن أدركتك صلاة الظهر فيها فيجب عليك إعادة طوافك وهنا بدأت الأحداث العجيبة .
أخذنا حقائبنا وتوجهنا مباشرة إلى مواقف السيارات وقلوبنا خائفة من أن تدركنا صلاة الظهر .
كان الوقت يمضي سريعا وكانت جميع المركبات تتوجه إلى المدينة وجدة والطائف فقط ولم نجد مركبة تتوجه إلى استراحة الجبل (وهي استراحة معروفة للمسافرين إلى الجنوب) حيث ننطلق من هناك إلى جنوب المملكة .
رآنا أحد سائقي سيارات الأجرة وسألني : إلى جدة ؟
فقلت له : بل إلى استراحة الجبل .
نظر إلى وابتسم ابتسامة تهكم وقال : ستتعب وتمل من الانتظار .
عندها فقط أحسست بطوفان كبير يجتاح كل سنتيمتر من جسدي وقلت له بكل ثقة : الله ييسر أمري ويسهل لي.وكان معه راكب ينوي أخذه إلى جدة . كنت في داخلي خائفا بالرغم من ثقتي الكبيرة وأملي في الله .
أحسست بزوجتي تعتصر ذراعي من الخوف وهي تسألني : مالعمل ؟
نظرت إلى السماء وقلت : هو أمر الله يقضيه متى شاء وكيف شاء.
وماهي إلا دقائق عشر وإذا بصاحب سيارة الأجرة يعود مرة أخرى ويقول لنا : اركبا وسأوصلكما إلى حيث تريدان .قلت له وأنا في استغراب كبير : كيف عدت لنا ؟
قال : لا أدري , أنزلت جميع الركاب الذين معي وعدت إليكم . شيء ما لا أعرفه دفعني إلى ذلك.استرخيت وشعرت براحة كبيرة . لقد أرسله الله إلينا .
أخذ بعدها يشير إلي أن يأخذنا إلى جدة حيث سيسهل علينا الركوب من هناك إلى الدرب فقلت له : بل خذنا إلى استراحة الجبل .فقال لي : ولكنك لن تجد أحدا يقوم بإركابكما .
قلت له : لقد قلت لي ذلك قبل قليل وها أنت الآن تقوم بإركابنا . إن من أرسلك إلينا سيريل لنا شخصا ما بالتأكيد.قال لي وهو يحك رأسه : والله يا بني إنها المرة الأولى منذ بداية الحج التي أسير فيها بهذا الطريق
وصلنا إلى استراحة الجبل ووجدنا عندها العديد من السيارات , ولكن كان معظمها ينوي التوجه إلى أبها ولم نجد إلا سيارة واحدة ستسير إلى وجهتنا ولكنه قال لي بتهكم : تجلس أنت وزوجتك في مؤخرة السيارة إذ أن بقية المقاعد محجوزة لركاب آخرين .
قلت له : بل سأنتظر , فانفجر ضاحكا وقال : سيطول انتظارك كثيرا.لم أكن وقتها أمتلك سوى أربعمائة ريال ولم تكن تكفي لقطع نصف الطريق ولكنني أوكلت الله عز وجل بذلك .
أخذت زوجتي تعتصر يدي مرة أخرى وسألتني : مالعمل الآن ؟
قلت لها : توكلي على الله .قالت : ونعم بالله , ولكن ليس لدينا المال الكافي الذي يوصلنا إلى الدرب .
قلت لها : الله وكيلنا وبيده تدبير كل شيء . الآن نصلي الظهر وبعد الصلاة سيكون شأن آخر .
صلينا ثم حملت حقائبنا وتوجهنا إلى مواقف السيارات ووجدناها كما هي لم تزد عليها سيارة واحدة .
فقال لي صاحب السيارة الذي عرض علينا إركابنا : إركب معي فليس لك غيري ولن تجد سيارة أخرى .نظرت إليه نظرة الواثق وقلت له : بل سأجد .نظرت إلي زوجتي وهي خائفة وقالت لي : ما هو قرارك ؟
ولم تكمل سؤالها حتى جاءتني رسالة على جوالي . إنها من نسيبي يقول لي فيها : سأنتظرك في الوسقة (قرية تقع على طرف الطريق) ولن أتحرك حتى تأتيان ولو اضطررت لانتظاركما إلى الغد .أشرت إلى الجوال وأنا أنظر إلى زوجتي وقلت لها متبسما : هذا أول الغيث .نظرت إلى الرسالة فاستبشرت وانفرجت أساريرها وقالت : لم يتبق لنا سوى سيارة تأخذنا إليه.فنظر إلي صاحب السيارة وقال : ماذا تنتظر ؟ إنه قرارك الأخير.فقطعت كلماته سيارة من نوع " هايلكس " جديدة وقفت بيني وبينه وفيها رجل في الخمسينات من عمره سألني : إلى أين ؟
قلت له : إلى الوسقة .
فقال : سآخذ منكما مأتي ريال .
قلت له : لا بأس . ثم نظرت إلى صاحب السيارة الأولى وقلت له : لقد أخبرت أن الأمر ليس بيدي ولا بيدك , إنه بيد الله وحده.ركبنا مع صاحبنا وسار بنا إلى الوسقة , وفي الطريق قال لي : أتصدق يابني ؟
قلت له : ماذا ؟
قال : أنا أقوم بأخذ الركاب من استراحة الجبل إلى مكة والعكس ولم أسر في هذا الطريق من قبل , ولكن هناك شيء دفعني لذلك .ابتسمت ابتسامة عريضة ثم استرخيت وقلت له : إنه التوكل يا عم
فقال لي : ماذا تقصد؟
قلت له : لا شيء ولكن من توكل على الله كفاه
وبينما نحن في الطريق , غفونا أنا وزوجتي من شدة التعب دون أن نشعر, وما هو إلا قليل حتى أحسست بشيء يوقظني فنظرت ,
فإذا بالسيارة تنحرف عن الطريق ونظرت إلى الرجل فإذا هو يغط في نومه فوضعت يدي على مقود السيارة وأخذت أتحكم بها دون أن أشعره بذلك حتى لا يتفاجأ .
استيقظ فجأة فقلت له : لا تقلق فأنا أتحكم بالأمر . ثم عرضت عليه أن أساعده في القيادة فرفض وبقيت مستيقظا حتى وصلنا إلى الوسقة ووجدت نسيبي يتنظرنا هو وزوجته, تناولنا غداءنا ثم أكملنا مسيرتنا تحفنا رعاية الله إلى مدينة الدرب . أهـ

ملاحظة : هذه قصة حقيقة حدثت لي شخصيا (والحديث لصاحبه) وأنا أرويها لكم لأخذ العبرة وليست من نسج خيالي .
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس