يمني في بلاد الآخرين
عبد الله البردوني
مـن أيـن أنا؟ من iiيدري أولـيست لـي iiجـنسيه؟
نـسـبي رايـات iiحـمر وفـتـوحـات iiذهـبـيه
فـلـمـاذا iiتـسـتغربني هـذي الـزمر iiالـخشبيه
يـا إخـواني أصـلي iiمن صـنعاء أمـي: ii(دبـعيه)
صـنعاوي ... iiحـجري! ما صنعاء ... ما الحجريه؟
مـن أيـن أنـا؟ تشويني بـتـغـابيها iiالـسـخريه
عـربـي iiلاتـعـرفني... حـتـى الـدنيا iiالـعربيه
وأبـي -قـالوا- iiيـمني أمــي -قـالوا- iiيـمنيه
لـكـن أنـستني iiلـوني وفـمي... أيـدي iiالهمجيه
سـنوات جـوعى iiعطشى وقــيـادات iiتـبـعـيه
وغـرابـات لا iiتــروى وغــرابـات iiمـرويـه
يـا ريـح... بلادي iiخلفي ومـعـي مـثلي مـنسيه
حـتى أرضـي يا iiأرضي كـأهـالـيها iiمـنـفيه!!
وطـني أسـفار تـمضي وتـعـود بــلا iiأمـنيه
تـشـريد لا بــدء iiلـه ومـسـافـات iiوحـشـيه
حـراس حـدود iiيـقظى وتـقـانـين iiوثـنـيـه
مــدن لا أسـماع iiلـها وزحــامـات iiعـدمـيه
أســواق كـبرى iiأدنـى مــا فـيـهن الـبشريه
وبـدائـيـات iiغـرقـى فـي الأقـنعة الـعصريه
وعـلى رغـمي iiأستجدي كـل الأيـدي iiالـحجريه
وبــلاد بـلادي iiمـنفى ومـتـاهـات iiأبــديـه
مـن أيـن أنا؟.. iiمجهول جـــوال دون iiهـويـه
وبــلا وطــنٍ iiلـكني مــوهـوم iiبـالـوطنيه
أكــتــوبـر ii1972م
أنسى أن أموت
عبد الله البردوني
تـمتصني أمـواج هـذا الـليل في شرهٍ iiصَموت
وتـعيد مـا بـدأت.. وتنوي أن تفوت ولا iiتفوت
فـتثير أوجـاعي وتـرغمني على وجع السكوت
وتـقول لـي: مت أيها الذاوي... فأنسى أن أموت
لـكن فـي صدري دجى الموتى وأحزان iiالبيوت
ونـشيج أيـتامٍ ... بـلا مأوى... بلا ماء iiوقوت
وكـآبة الـغيم الـشتائي وارتـجاف iiالـعنكبوت
وأسـى بـلا اسـم.. واختناقات بلا اسم أو iiنعوت
مـن ذا هنا؟ غير ازدحام الطين يهمس أو iiيصوت
غير الفراغ المنحني.. يذوي .. يصر على iiالثبوت
وتـعبّهُ الآحـاد والـجمعُ الـعوانسُ iiوالـسبوت
ودم الـخُطى والأعـين الـملأى بأشلاء iiالكبوت
من ذا هنا؟ غير الأسامي الصفر تصرخ في خفوت
غـير انـهيار الآدمـية... وارتـفاع (البنكنوت)
وحـدي ألوك صدى الرياح وأرتدي عري الخبوت
الــقـاهـرة ii1971م.
اليوم الجنين
عبد الله البردوني
عـلى الدرب iiوالمرتع يـجـود، iiولايـدعي
يـوشي غناء iiالحقول وأنـشـودة iiالـمصنع
ويـعطي حـياة.. بلا نـيـوب iiولامـصرع
يـشد أبض iiالخصور إلـى أعـطش iiالأذرع
ويسخو سخاء المصيف عـلي الطير iiوالضفدع
عـلى السفح والمنحنى عـلى السهل iiوالأرفع
أتـشـتـم iiأنـفـاسه طـيوف الربى الهجع
هـنـاك رؤى iiمـهده نـبـيـذية iiالـمـنبع
حـمام مـن iiالأغنيات عـلى جـدول iiممرع
مــرايـا iiهـوائـية سـرابـية iiالـمـخدع
وغـيب وراء iiالـقناع ووعــد بـلا بـرقع
هـناك انـتظار iiيحس خـطاه وحـلم iiيـعي
ودفءٌ صـريع iiيحن إلـى لـمسه iiالـمبدع
وواد يـصـيخ iiإلـى تـبـاشيره iiالـلـمع
فـأحـلم أن iiالـجنين ولـيد بـلا iiمـرضع
فـألوي زنـود iiالحنان عـلى خـصره iiالطيع
ويـحبو على iiساعدي فـأرضـعه iiأدمـعي
ويـنأى، فترنو iiالكوى يـفتشن عـنه مـعي
ويـرتد، حـلم iiمضى ويـمضي، بلا iiمرجع
وتـحتشد iiالأمـسيات عـلى الـعامر iiالبلقع
فـأرجوه أن iiيـشرئب إلـى شـرفة iiالمطلع
أمــد لــه iiسـلماً إلى النور من iiأضلعي
وأشــدو iiلـمـيلاده ويـصغي بـلا iiمسمع
فـأبكيه فـي iiمـقطع وألـقاه فـي iiمـقطع
مـــايــو1965م
من منفى إلى منفى
عبد الله البردوني
بـلادي مـن يَدَي iiطاغٍ إلـى أطـغى إلى iiأجفى
ومـن سـجن إلى iiسجن ومـن مـنفى إلى منفى
ومــن مـستعمر iiبـادٍ إلـى مـستعمر أخـفى
ومن وحش إلى iiوحشين وهـي الـناقة iiالـعجفا
بلادي في كهوف الموت لاتـفـنى ولا iiتُـشـفى
تـنقر في القبور الخرس عـن مـيلادها iiالأصفى
وعـن وعـد iiربـيعي وراء عـيـونها iiأغـفى
عـن الـحلم الذي iiيأتي عن الطيف الذي استخفى
فتمضي من دجى iiضاف إلى أدجى... إلى iiأضفى
بـلادي فـي ديار iiالغير أو فـي دارهـا iiلـهفى
وحـتى فـي iiأراضـيها تـقاسي غـربة iiالمنفى
نـوفـمـبـر ii1971م
/
|