عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-04-2008, 12:32 AM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]كان يجوب أروقة الشوارع يتخللها كسهم ضاع هدفه ..

كلما دخل مكان تركه و دخل آخر ..

ربما لم يكن يبحث بقدر ما كان يهرب ...

ذلك الرأس كانت تتزاحم فيه أفكار لا تعد و خواطر لا تحصى ..

لكنها تتصارع بقوة و دون سبب أو لكثرتها كان لا يعرف السبب ..

توقف للحظات ..

شده شيء ما ...

أغمض عينيه و أصم أذنيه حتى نفسه قطعه ...

أراد أن يصرخ فقط ..

ليخرج هذا البركان الثائر ...

كل الحمم المتخبطة داخله قبل أن يصبح جسده مجرد حمم ...

أراد أن يشق هذا الصدر و يخرج هذا القلب ..

أن يشق هذا الرأس و يخرج هذا العقل ..

فهو سبب كل اؤلئك و لا يعرف كيف تنفعل كل تلك الأحاسيس في قلبه...

و كيف تبنى كل تلك الأفكار هنا داخل دماغه ...

أراد أن يستغني عن الاثنين معا ليصبح طبيعيا يتحكم به الجو العام فقط ...

ما ينتابه إلا كثرة الأوجاع و الهموم و حتى المشاكل ..

تمنى لثوان أن يحيل روحه إلى العدم ليكون فقط جسد ...

دون مشاعر دون أفكار ...

دون أشواق دون آمال دون خطى يشدها ..وحتى دون أفكار يصوغها ..

وقف ..يتابع أسراب الطيور المهاجرة ..

إلى أين أوصلته هاتين القدمين المتعبتين لا يدري ..

فتعب القلب و العقل لا يؤول إلا إلى تعب الجسد ...

كان أمام مرتفع جميل ....

أحس بجماله ..

كل هذا الفوران و يحس بالجمال ...

سبح الله ...

مسافات كبيرة ..فارغة ..

ألا من أشياء صفراء ..

سمع حفيف أوراق الشجر ..

أصوات الطيور المهاجرة ..

جمالها ..تناسق سيرها ...

تلك اللوحة الفنية الممزوجة بكل شيء بكل شيء في سماء متكدرة ...

ترك لصدره قدرة التنفس العميق ......................

تمنى أن يضم كل ما يراه ..

أن يأخذ كل تلك الروعة بين ذراعيه ..

احتوتها روحه ..

احتوت كل أؤلئك ..

اخرج فؤاده و كل مشاعره و نثرها بحنان فوق كل تلك المساحات..

اخرج تلك الأفكار..أخرجها برضاها و رضاه ..

و زرعها بين تلك الأزهار البرية الجميلة ..

شتاء و بعض الأزهار...

لتكون براعم لأجمل الأزهار ............

ليس الجمال هو ما فعل كل ذلك ...

بل هو المكان ..

فراغه من كل البشر من أنانيتهم...

من غدرهم... من تصيدهم لكل شيء ...

براءة المساحات من أفعالهم ..

من آثارهم ...من بربريتهم ...من جهلهم ...

ما أروع ..الحياة ...

ما أوسعها و ما أنقاها ...

دون أجسادهم ..دون قلوبهم الميتة ..دون فجور أفعالهم


أضافها وردة @ 07:47 م
خبّر عن هذا المقال:

(28) تعليقات

شوق و عيد
الخميس, 13 ديسمبر, 2007


ما قصتك أيها الشوق ؟؟؟

تأتيه كل ليلة عندما ترتاح الأجساد و العقول ...

تأتيه و تلازمه حتى الصباح ..

و عند أي خيط من خيوط الفجر تجعله يتنهد بقوة ويدعو ...

يحتاج اللقا ..

يحتاج للراحة ..

لأن يرمي كل أحماله التي ناء كتفه بها للأبد ..

يحتاج لأن يبدأ من جديد ..يحيا من جديد

يولد من جديد ..

حتى من تحت الصفر ...

زاده انتهى و ما قل ..

بل انتهى و ما كان يوما كثيرا ...

كلما رنا إلى السما ابتسم و دعا ...

و أنت يا رب أعلم بدعاه و أعلم بحاجته ..

و شوقه ...

كم تمنى أن يترك كل شيء ..

كل هذه الحياة و تعبها ..

كل هذا العمر و سعيه ..

كل الدنيا التي تشده بقوة ..

تمنى أن يذهب إليه..

و يتكلم عن كل شيء..

و يقص كل شيء ..

عن كل شيء ...

و هو الأعلم بكل شيء ..

أصوات التكبير تملىء أذنيه ..

ومنظر الحجيج لا يفارق عينيه ...

تمنى أن يكون معهم و أن يكون يوما ما منهم...

مهما بعد هذا اليوم ...

.............................................

فيا أيها المشتاق ..أيها المحتاج...أيها المتعب ....

رزقك الله و من تحب و رزقني معك ..حجاَ ..

يغسل عمرنا كله الماضي و الحاضر ..

ويطبع المستقبل بنور لا ينطفىء ...

فرج الله عن كل مهموم و مكروب ..

و سدد خطى كل ساع..

و فرش درب كل مسلم بالصدق و التوفيق...

و رزقنا مخافته في السر و العلن ....

....فلكل ..

أخ ...و صديق ...

جار ...و روح ..

لكل قلب ...

عيدك مبارك ..و طاعاتك مقبولة ...و ذنوبك مغفورة ..

...و جعلنا الله قلبا واحدا و يدا واحدة ...

كل الحب ...لكم أحبابي ..

..................................................

أغيب و ذل طائفي لا يغيب ..

و ارجوه رجاءا لا يخيب ..

و أساله السلامة من زمان بُليت به نوائبه تُشيب

و انزل حاجتي في كل حالٍ إلى من تطمئن به القلوب

فكم لله من تدبير أمر طغته عن المشاهدة الغيوب

و كم في الغيب من تيسر عسر و من تفريج نائبة تنوب

و من لي غير باب الله بابٌ و لا مولى سواه و لا حبيب

فيا ملك الملوك اقل عثاري ..

فاني عنك أنأتني الذنوب...

و أمرضني الهوى..

لهوان حظي ..

و لكن غيرك ليس لي طبيب

فآمن روعتي..

و اكبت حسودا فان النائبات لها نيوب ..

الهي أنت تعلم كيف حالي فهل يا سيدي فرج قريب

فيا ديان يوم الدين فرج هموماً في الفؤاد لها دبيب

وصل حبلي بحبل رضاك ...

و انظر إليَ و تب علي عسى أتوب..

و ألهمني لذكرك طول عمري ..

فان بذكرك الدنيا تطيب...

و صلي على النبي و آله ..

ما ترنم في الأراك العندليب...


أضافها وردة @ 11:55 ص
خبّر عن هذا المقال:

(24) تعليقات

عصفور
الاحد, 02 ديسمبر, 2007



جمال يلفك عندما ترى أيناَ منه ينطبع هنا أم هناك ..

قطرات المطر الشتائية تلك...

تتعلق حتى الرمق الأخير بأغصان....

قد تحمل في أرجائها بعضا من الأوراق الصفراء أو....

البنية ..

التي تأتي تلك القطرات فتجعلها تستسلم للسقوط ..

فتهوي ..

بعدما كانت هي من يبث في الناظر التسبيح ..

وقف هناك ...

بين الأغصان المتشابكة مخافة أن تسقط هي كما سقطت الأوراق ..

فهي لا تعلم أنها الأصل ..

و دونها لن يكون هنالك حتى أوراق ..

وقف ..

و قد بلله مطر..أتراه السحاب ..

أم الحياة ..

أم مطر عينيه ..

لأول مرة كنت أرى عصفورا يبكي ..

كأي واحد فينا ..

عندما يختلي مع نفسه..

و تختلي الحياة معه ..

كانت دقات قلبه تصل حتى مسامعي ..

و تلك العيون الحائرة تسرح في كل الفضا ..

و ذلك الريش الذي بلله كل شيء..

ينتفض بعنف رافضا الاعتراف ..

بأي دمع أو خوف أو حتى ضياع ..

حاول العودة إلى فضائه ..إلى حياته ...

فرد ما استطاع من جناحيه و طار ...

إلى اقرب نقطة فضاء في حياته كلها ...

و مالبث أن استقر هنا..

بين كل الأوراق المتساقطة ..

مازالت صديقته ..فجعلته يستقر بقوة عليها كوسادة ناعمة ..

أحس انه أخيرا ..بين أحبته و كل خلانه ...

....لا ادري ..؟

لمَ حرك في داخلي الكثير الكثير ...

مما لا تسعه أسطر أو مدونة أو عالم كامل ..

لا ادري ماذا كنت أرى فيه ..أي جزء من وردة..؟؟

أي فصل من مسرحية الواقع ؟؟؟

لا ادري ..سوى إنني وقفت لزمن أجهله..

مبهورة بجمال تلك الأمطار المبدعة في خلق مرآة نقية لقلوب عدة ...

آلمتني ..فجعلتني ..أبكي معه ..

و ابكيه ...

...


أضافها وردة @ 07:17 م
خبّر عن هذا المقال:

(23) تعليقات

شأن محب
الاثنين, 19 نوفمبر, 2007



عندما يغرق في بحر عينيها لثواني ..

يفرح قلبه بشدة ...

بشدة تجعله لا يقدر على متابعة حركة عينيها ..

فيأخذ نظره ناحية ما ..

و يستمع لكلمات لا تقولها ..

و يمر الوقت مسرعا ..

بشدة..

بتلك الشدة التي كان يخفق قلبه بها ..

يبتسم لها..

و انتهى الموقف ليتابع يومه ..

لكن داخله هناك شريط مصور بالصوت و الصورة يتكرر لوقت طويل حتى انه يطغى على كل يومه من بعدها ....

كانت تملئ مكانا في قلبه لا يملؤه سواها ..

ربما كان كل قلبه أو جزء ما لا يدري ...

إلا انه لطالما أحب المرور من أمام أي مكان كانت قد مرت فيه ....

حتى ذاكرته تعود دوما إلى أمكنة أو لقطات وجدت فيها ...

تأخذه أحيانا لأروقة في زوايا حياته مضت ..

و أحبها لكنها مضت ...

و قد تحمله إلى أمكان محظر عليه دخولها ...

هنا داخله في قلبه و حتى في عقله ..

إنها تتجاوز كل الحواجز ..

تتجاوز كل شيء..

و تغوص في داخله ...

كيفما شاءت تبني و كيفما شاءت تحطم ...

للقلب حالات لا يعقلها عقل ..

أو لا يستوعبها إنسان...

عادي دون شفافية ...

فشأن المحب ..

يرى كل شيء و يحس بكل شيء ...

سواء عنه أم عن أي مخلوق....

تلك الشفافية تجعله في كون آخر ...

مجرد مرور أية نسمة جميلة يحسها ....

ربما هذا ما يعطي الشجر جمالية تداخل ألوانها و أوراقها و حتى أزهارها ..

هو ما يجعله يسمع تسبيحها للخالق ...

فأي مريض يحس بكل أمراض البشر التي ملئ بها الكون ..

و أي بعيد يعرف معنى الغربة ...معنى البعد ...

معنى الشوق لان تحتضنه أرضه....

و أي ذائب يحس بمعنى انعدام هوية الكينونة الواحدة ....

و أي عاشق يقرا كل العيون و ما وراء العيون ...

و يحس بكل القلوب و الأرواح..

حتى الدموع يقرؤها...

بإبداع...



أضافها وردة @ 07:15 م
خبّر عن هذا المقال:

(20) تعليقات



..


[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس