عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-04-2008, 01:18 AM   #16
الوافـــــي
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 30,397
إرسال رسالة عبر MSN إلى الوافـــــي
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الحقيقة.
والأهم :
أن الركائز الثلاث لابد ان تكون مجتمعة :
(المحبة والرجاء والخوف ..
ولا بد من اجتماعها؛ فمن تعلق بواحد منها فقط؛ لم يكن عابدا لله تمام العبادة.
فعبادة الله بالحب فقط هي طريقة الصوفية ..

والخوف والرجاء إذا اجتمعا؛ دفعا العبد إلى العمل وفعل الأسباب النافعة؛ فإنه مع الرجاء يعمل الطاعات رجاء ثوابها، ومع الخوف يترك المعاصي خوف عقابها‏.‏ أما إذا يئس من رحمة الله؛ فإنه يتوقف عن العمل الصالح، وإذا أمن من عذاب الله وعقوبته؛ فإنه يندفع إلى فعل المعاصي‏.)
أختي الفاضلة / الحقيقة

أشكرك جدا على تواجدك في هذا الموضوع
وعلى ما أثريتي به جنباته من تفصيل لا أملك إلا أن أقول ( جزاك الله خيرا ) عليه
وأسأل الله أن يكتب لك أجر ما خطه يراعك هنا

ثم اسمحي لي أختي الفاضلة أن ( أخالفك ) أنا أيضا فيما ذهبتي إليه
فالخوف والرجاء ليسا إلا ( أملا ) في الله وطمعا في كرمة
فالخوف من الله بترك المعاصي لا يعني أن الإنسان بذلك يدخل الجنة ( إلا بالأمل ) في رضى الله وقبول العمل
والرجاء ليس إلا أملا في أن يتقبل الله أعمالنا
ولست أختلف معك إختلاف المخالف لكل ما أوردتيه ، ولكنه إختلاف من يجد أن الأساس هو المعنى المراد في النهاية هو ( الأمل ) في الله وكرمه
لأن اليأس من رحمة الله يعد من الأمور العظيمة التي قد تجعل الإنسان يصل معه إلى ما يخل بالعقيدة عنده ، بل قد يكون اليأس صنو الكفر والعياذ بالله
ويأتي عكس اليأس ( الأمل )
فربنا سبحانه وتعالى هو الذي عفوه أكثر من غضبه، وهو الذي سبقت رحمته غضبه، وهو الغفور الرحيم ، قال تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء ) الآية 156 الأعراف
لذلك كان ولا بد على الإنسان أن يعلم أن الله قد فتح باب التوبة على مصراعيه ، وعلى قدر أكبر مما قد يتخيله عقل أو يتصوره فكر
ونجد في قوله تعالى في بعض الآيات( قل يا عبادي ) وهي مخاطبة من الله سبحانه وتعالى ملئها الحنان والرأفة بعبادة ، كما جاء في القرآن العظيم ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ) وهنا الإسراف على النفس يعني تجاوز الحد المعقول في الذنوب والخطايا ، ويقول تعالى (لا تقنطوا من رحمة الله) أي لا ( تيأسوا ) ولا تضنوا أن الله لن يرحمكم ويغفر لكم معاصيكم التي اقترفتموها ، وهنا يأتي تأكيده سبحانه في قوله جل من قائل ( إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) ، من هنا يتضح لنا أن الإنسان لا بد أن يعيش الأمل بعفو الله ومغفرته ، ولكن بشرط أن لا يكون ذلك الأمل سببا في استمراء المعصية والتسويف في التوبة
ويبرز هنا ما ذكرته سابقا بجلاء ووضوح ، ألا وهو أن من خاف عذاب الله وخشية نقمته لن يكون إلا طالبا للجنة وهو بذلك يعمل جاهدا أن يغفر الله له ، وأن يتجاوز عنه ، وبالتأكيد سيكون كل عمله مخلص لله ليصل إلى مرحلة الإيمان الكامل ، وما ذاك إلا ببارقة الأمل التي ذكرها الله سبحانه في الآية السابقة
والأمل في الله ، وفي عفوه ومغفرته أتى واضح في حديثه صلى الله عليه وسلم في صحيح الإمام مسلم ، فيما رواه أبي هريرة رضي الله عنه ( قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ليس أحد منكم ‏ ‏ينجيه عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن ‏ يتغمدني ‏ ‏الله منه بمغفرة ورحمة ‏ ) .
فهذا دليل واضح وصريح على أن الرسول صلى الله عليه وسلم والذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وهو الشافع المشفع في الخلق يوم القيامة يقول ( إلا أن يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة ) فذلك هو الأمل في الله عز وجل ، وفي كرمه
وفي قصة سيدنا يوسف عليه السلام مستند كبير للأمل ، بل إنها تمثل الأمل الكبير في الله سبحانه ، فقول يعقوب عليه السلام ( يا بَنِيَّ اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) دليل على أن من ييأس من روح الله هم القوم الكافرين ، فالأمل في كرم الله ، وفي عفوه ورضاه ، وفي أن يتقبل منا الأعمال هو الشيء الوحيد الذي نختم به كل عباداتنا ، فدعائنا في الصلاة آخر الليل ، وفي ختم القرآن ، وفي نهاية رمضان ، وفي عرفات ، وفي كل موضع ومكان ، ليس إلا تضرعا لله في أن يقبل منا ما قدمناه من عمل ، وكلنا حينها ( أمل ) في أن يتقبل الله ما قدمناه لأنفسنا

تحياتي

__________________



للتواصل ( alwafi248@hotmail.com )
{ موضوعات أدرجها الوافـــــي}


الوافـــــي غير متصل   الرد مع إقتباس