الموضوع: كتاب حياتي
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-04-2008, 02:11 PM   #1
zohor
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 72
إفتراضي كتاب حياتي

كنت كلما أفتح كتاب حياتي تتناثر من سطوره دموع وأحزان تجعلني أكره أن أكمل قراءته والغوص في جنبات صفحاته، صفحات كلها ثقيلة بمرارة وحرقة ماض لم أختاره وطالما تمنيت لو أنني لم أعيشه ولم يكن له وجود، وحاضر يجر ثقل هذا الماضي الآليم، ومستقبل لا نور ولا بصيص أمل سعادة فيه، فكرهت كتاب حياتي هذا وحكمت عليه بعقوبة النسيان فسجنته السجن المأبد في مقبرة البالية ـــــ
مرت الأيام والسنين وحنيت لكتابي، حنيت لصفحاته الثقيلة بالألم، حنيت لسطوره الملآنة شجن ودموع ـ ـ ـ تعجبت لنفسي كيف لها أن تحن له رغم كرهي له ؟ فكان جوابها ـ ـ ـ لأنه كتابك ـ ـ ـ لأنها حياتك ـ ـ ـ لأنه كتاب حياتك، ـ ـ ـ فجرني شوقي لزيارة مقبرة كتبي المنسية ـ ـ ـ وجدته ـ ـ ـ لا يزال هنا ـ ـ ـ في نفس المكان الذي ألقيته فيه ـ ـ ـ وجدته واقفا ينتظرني ـ ـ ـ راض بحكمي عليه كل هذه السنين ـ ـ ـ إقتربت منه بخطوات مترددة ـ ـ ـ فقال لي وأخيرا هل يوم عودتك ـ ـ ـ كان طويلا لكنه جاء ـ ـ ـ سألته لماذا لايزال هنا ؟ لماذا لم يغيره الزمن ؟ لماذا لم تبعثر الرياح أوراقه ؟ لماذا لم تغير الشمس لون صفحاته ؟ لماذا لم يمحي ماء المطر مداد حروفه ؟ ـ ـ ـ إبتسم كتابي وبصوت مليئ بالدفئ والحنان أجابنيـي ـ ـ ـ ًبالأملً ـ ـ ـ بألأمل في عودتي ـ ـ ـ بألآمل في مصالحته ـ ـ ـ ـ ـ ـ كان كل يوم جديد يطل عليه ينفض عنه غبار اليوم الذي ولى ليستقبل لمسة اليوم الجديد ـ ـ ـ قلت الأمل ؟ قال لي نعم الأمل الذي نسيته يوم حكمي عليه بالنسيان، وبالمأبد في مقبرة الضياع ـ ـ ـ ياإلاهي كان حكمي ضالما مستبدا بل أنانيا ـ ـ ـ كيف نسيت الأمل ؟ كيف لم أسمع صوت دفاعه يوم حكمي ؟ بكيت بمرارة وألقيت نفسي في حضن كتاب حياتي وترجيته أن يسامحني ـ ـ ـ رفع رأسي بيده وضحك في وجهي وقال لي أنه لم يلمني يوما لأنه كان بالأمل متأكد من عودتي ـ ـ ـ حضنتني سطوره وفتح لي قلب صفحاته وقال لي إقرئيني ثانية بعيون مليئة بالأمل ستحبينني من جديد ـ ـ ـ فقرأت كتاب حياتي بالحب وبالأمل فتغيرت الحروف وتبدلت السطور ولبست المعاني لباس الرضا والأمان ـ ـ ـ وجدت في آخر الصفحات هدية فتحتها فوجدت صفحات بيضاء صافية مكتوب عليها : بالأمل إكتبي سطور المستقبل ـ ـ ـ
zohor غير متصل   الرد مع إقتباس