الأستاذ الفاضل : الوافي ,,
زادك الله علما فقد أجدت فيما كتبت ,وما في الأمر اختلاف بعد إيضاحك هذا ..
-أعني اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد -
الظاهر أن الاختلاف لفظي لغوي ..وهذا دفعني للبحث عن معنى كلمة (الأمل ..والرجاء ) من الناحية اللغوية ..
فأنا عبرت عنها بالرجاء وأنتم -بارك الله فيكم - عبرت عنها بالأمل ..فلا خلاف ..
جاءت كلمة الأمل في كتاب الله تعالى في قوله سبحانه جل في علاه :
'الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً "
فسرت الآية :
" خيرا أملاً أي أفضل أملاً يعني هذه الأعمال الصالحة لأهلها من الأمل أفضل مما يؤمله أهل المال والبنين لأنهم ينالون بها الآخرة ,أفضل مما كان يؤمله هؤلاء من الأعمال في الدنيا "
"الشوكاني :
في اللغة قالوا : الأمل هو الرجاء ..
الرجاء : الرجاء من الأمل ..
العلامة الشنقطيي -رحمه الله ..بين لنا أصل الأمل ..فقال :طمع الإنسان بحصول ما يرجوه في المستقبل ..
فهذا الأصل يجعلنا نقول أن الأمل يتعلق بالمستقبل ..
قال العلامة أحمد المقري (770هــ)
وأكثر ما يستعمل الأمل فيما يستبعد حصوله ..قال زهير :
أرجو وآمل أن تدنو مودتها
ومن عزم على السفر إلى بلد بعيد يقول :أملت الوضصول ,ولايقول :طمعت إلا إذا قرب منها ..فإن الطمع لايكون إلا فيما قرب حصوله
والرجاء بين الأمل والطمع ,فإن الراجي قد يخاف ألا يحصل مأموله ..
ولهذا يستعمل بمعنى الخوف فإذا قوي الخوف استعمل استعمال الأمل ..وعليه بيت زهير ..
وإلا استعمل بمعنى الطمع ..فأنا آمِل ..وهو مأمول ..على فاعل ومفعول
....)
بعد النظر في الفرق اللغوي الدقيق ..نجد أن تعارض وجهات النظر ليست إلا لفظية ..لغوية ..
فالأمل لشيء بعيد مستقبلي .أما الرجاء فقد يشمل المستقبل والحاضر ..
ولو تتبعت آي الكتاب لوجدت الرجاء في المغفرة والرحمة والجنة هو الغالب ..
إقتباس:
|
صلى الله عليه وسلم ليس أحد منكم ينجيه عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بمغفرة ورحم
|
استطيع أن أقول نبينا عليه الصلاة والسلام -يرجو رحمة الله - لأننا لاندخل الجنة بأعمالنا بل برحمة الله ..لذا نرجو رحمته سبحانه ..
وكذا في قصة يوسف -عليه وعلى نبينا الصلاةوالسلام - ..!!
فالخلاف لايعدو كونه لفظي ..
باركــ الله فيكم وبكم ..
وهذه شمعة أمل آخرى ..