لقد لعبت أمريكا بأوراقها جيدا و حرمت الجميع من عنصر المبادرة و فرضت نفسها حكما على العالم و سلطانا لا ينازعه سلطان و لكن بذور فناءها كانت تسكن عميقا في أحشائها و تستعد لمد جذورها عميقا حتى تلفظ أمريكا أنفاسها و هي لا تصدق أنها تنتهي
هنا لب الحديث :
لماذا نجحت القاعدة و فشلت كل دول الأرض قاطبة في تهديد أمريكا ؟؟؟
و لماذا عجزت الآلة العسكرية الأمريكية عن صد محمد عطا و إخوانه ؟؟؟
هذه الأسئلة عجز خبراء التخليل )بالخاء( عن الإجابة عليها لأنهم واقعون تحت تأثير السحر الإعلامي الأمريكي و لأنهم صدقوا أفلام رامبوا
أما محمد عطا فكان يؤمن بوعد الله وكان يوقن بنصره و كان قد قرأ قصة داوود و جالوت و فهم خباياها جيدا لأنه قرأها و هو متجرد من ثوب العبودية للبشر و و لأنه قرأها و هو لابس حلة التوحيد عكس أحبار الدولار الذين عميت أبصارهم و طمست بصائرهم من شدة بريق الذهب و نعومة أفرشة القصور و الفنادق
لقد كانت روسيا ولا تزال تمتلك السلاح النووي و لكنها عجزت و لا تزال عاجزة عن التصدي للهيمنة الأمريكية و كذلك فرنسا و بريطانيا و الصين فكل هذه الدول تهاب أمريكا لأنها تخاف من الغواصات الشريرة التي توجه رؤوسها النووية صوب عواصم هذه الدول و لأنها تخاف من المبادرة خشية التعرض للهجمة الانتقامية المدمرة فشلها خوفها و جعلها تدعن لأوامر أمريكا مكرهة
أما القاعدة فلا تمتلك مدنا و لا قواعد عسكرية و لا منشآت صناعية بل تمتلك دينا و عقيدة و جيشا من الرجال الذين يجوبون الأرض من دون جوازات سفر و من دون تأشيرات عبور و لأنهم لا يدفعون الضرائب و المكوس لطاغية بل يسددون الدين بدمائهم لرب السماوات و الأرض
هذه هي المعادلة السهلة الصعبة التي لم و لن يفهمها رشوان و زمرة الجرابيع الذين يدندنون طوال اليوم و هم لا يفهمون حتى على أنفسهم من فرط جهلهم
لقد بنت أمريكا إستراتيجيتها العسكرية وفق مفهوم المواجهة التقليدية أي جيش بمواجهة جيش آخر لدى جعلت من الحرب الخاطفة معادلتها الرابحة و اعتمدت من أجل تحقيق هذا الهدف على القوة الجوية المتمثلة في حاملات الطائرات العملاقة التي تجوب البحار لتزرع الموت و الدمار
أي أن الجيش الأمريكي لن ينتصر في حرب استنزاف طويلة الأمد و هذه ما حدث له في حرب الفيتنام ضد الفيات كونغ الذين اعتمدوا على الحرب الخاطفة و لم يوفروا للجيش الأمريكي أهدافا مستقرة و مراكز عسكرية يسهل تدميرها جوا بل أرغموه على النزول و خوض المعركة أرضا و حرموه من عنصر الإسناد الجوي نتيجة تلاحم المقاتلين و صعوبة القصف من الجو فانهزم المقاتل الأمريكي شر هزيمة رغم التفوق الجوي و التكنولوجي الذي لا يقارن بين الفريقين
فبعد عقود من الأبحاث و مليارات من الدولارات صرفتها أمريكا من أجل تطوير و دعم جيشها العسكري و نظامها الهجومي الصاروخي العابر للقارات و جدت نفسها في مواجهة عدو ليس له أرض مستقرة و لا قيادة هرمية معلومة و لا طريقة قتالية معروفة و مدروسة في المعاهد و المراكز العسكرية بل وجدت في المقابل خصما عنيدا لا يقبل بأواسط الحلول بل يريد أن يراها تركع و تنمحي من الوجود
لقد ضربت أمريكا من حيث لا تحتسب و جرت إلى حرب استنزاف جعلتها تتجرع الويلات دون أن ترى بصيص أمل في الأفق و هذا من فضل الله تعالى على امة الإسلام
و لكن هل ستنتهي المعركة بهذا الشكل و هل ستقبل أمريكا و من خلفها حلف الصليب العالمي أن تتنازل مكرهة و أن ترى أحفاد الصحابة يحكمون العالم من جديد ؟؟؟
لا شك أن أسامة ليس رجلا قاصر النظر و لا شك أن القاعدة قد حسبت للأمر حساب فأمريكا لن تستسلم حتى تستنفذ كل ما في جعبتها من حيل و حتى تجرب كل أسلحتها و من بينها السلاح النووي أو سلاح الرعب كما يحلو لهم تسميته
فكيف سترد القاعدة على هذا التهديد ؟؟؟
و هل تحييد هذا السلاح ممكن ؟؟؟؟
و هل التدمير المتبادل وارد لحسم هذه المعركة ؟؟
لقد تعودنا على كلام شلة المنهزمين الذين لا يصدقون أن عيش العز ممكن
وقد سمعناهم يولولون و يندبون لأن أسامة سيجلب الخراب على الأمة و بأنه و تنظيم القاعدة قد ادخلوا الأمة حلبة الصراع و هي غير مستعدة و غير قادرة على ضمان بقائها لأنها ستمحى من فوق الأرض بكل بساطة نظرا لقوة الخصم و سيطرته على وسائل الفناء و على رأسها السلاح النووي الذي لا تمتلكه الأمة رغم حصول باكستان عليه إلا أن عامل التخلف يجعل الفرق واضحا بين القدرة الباكستانية و الأمريكية
أنا أكاد أقسم أن أسامة و تظيم القاعدة يمتلكون السلاح النووي وأنا متأكد و أكاد أقسم أن القاعدة قد أبلغت الأمريكان بطريقة لا تبقي لهم أدنى شك بأن السلاح قد دخل الأراضي الأمركية و أن أية محاولة لضرب البلاد الإسلامية بالسلاح النووي ستقابلها ردة فعل مدمرة لأن المدن الأمريكية تقع تحت رحمة السلاح النووي الإسلامي
قد يقول منبطح أنني أخرف
و قد يقول ناعق أننا نحلم
و قد يقول آخر أن موحد قد أصابه الجنون
و لكنني أقول أن قاعدة ما كانت لتدخل معركة وجود كهذه المعركة التي نشهدها اليوم لو لم تكن تمتلك القدرة على تحييد سلاح الرعب الأمريكي
و تحقيق توازن الرعب الذي سيحول أمريكا إلى مجرد خصم تقليدي يعتمد على قوة جيشه النظامي و ذكاء قادته الميدانيون