[FRAME="11 70"] طوفانُ الدم ومَهرجانهُ الأبدي
خالد صبر سالم
فاضَ الدمُ
ومدينتي فـُضَّتْ بَكارتـُها فراحَتْ بينَ جدران الدُجى تـَتألـَّمُ
وحبيبتي اختـُطِفـَتْ
قراصنة ٌ أباحوا عُريَها
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكتمُ ؟!
جعلوا ثيابَ عفافِها خِرَقا ً لتحجبَ أوجها ًفي قـُبحها تـَتلثــَّمُ
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكتمُ ؟!
قد أبحروا بدمائِها
كذبوا فلا نوحٌ يقودُ سفينـَهمْ
بلْ أوثقوهُ ، رمَوهُ للموج الذي يتلاطمُ
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكتمُ ؟!
جعلوا ابنـَهُ رُبّانـَهمْ مِنْ حيثُ لا مِنْ عاصِم ٍ
مِنْ حيثُ يَجدفُ بالسكاكين التي لا تـَرحمُ
مِنْ حيثُ مركبُهُ الجَهولُ المُجرمُ
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكتمُ ؟!
مِنظارُهم أعمى وهذا الليلُ داج ٍ مُبهَمُ
تاهوا .......
فلا الجُوديّ ُ في مِنظارهمْ يبدو ولا رُبانـُهمْ مِنْ جهلهِ يَتعلـَّم
فبأيِّ آلام الحبيبةِ اكتمُ ؟!
وشراعُهمْ ما عادَ يُبصرُ غيرَ كنز ٍ في الرميلةِ
حيثُ طابَ المَغنـَمُ
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكتمُ ؟!
لا
ليسَ فوقَ جباهِهم أثـَرُ السجودِ
وإنـّما يتحاصصونَ دماءَها كي يَرسموا
فوقَ الجباهِ خرائطا ً لا تـُفهَمُ
كي يَصبُغوا منها لِحىً تتحكـّمُ
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكتمُ ؟!
مَنْ للمدينةِ تستغيثُ دماؤها؟!
مَنْ للحبيبةِ يستغيثُ عفافـُها ؟!
مَنْ للـّيالي الباكياتِ تضيعُ منها الأنجمُ ؟!
مَنْ لليتامى ، للثكالى ............
لمْ يَعُدْ يَستوعبُ الصرخاتِ مِنهُنَّ الفمُ
فبأيِّ آلام الحبيبةِ أكتمُ ؟!
* *
يا مَهرجانَ دمائنا الأبديَّ هل مَنْ يَختِمِ ؟!
آذار 2008[/FRAME]
|