عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-04-2008, 11:04 AM   #9
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحرب الأهلية اللبنانية

في كل الشجارات يتمنى المشتركون في الشجار، إذا طال ولم يُحسم لصالح طرف، أن يأتي من يخلص الأطراف من ورطة الشجار، وأحيانا يكون الطرف المخلص من الشرطة أو متبرعين مارين بالقرب من المتشاجرين، فإن تم إيقاف الشجار قبل ظهور نتائجه أو ما يدلل عليها، فإن الطرف المتأمل بكسب الشجار سيخرق الهدنة أو العهد الذي قطعه على نفسه أمام الجهة المتدخلة (حكومية، أهلية، ممثلة للقانون أو ممثلة للأعراف والتقاليد). وإن تم إيداع كل أطراف الشجار الى السجن، فإن شجارا سيحدث داخل السجن نفسه!

أحيانا يقبل أحد الأطراف المتنازعة بحلول تُطرح عليه، أو تُفرض، بحكم ظروف ذاتية تخص ذلك الطرف أو ظروف موضوعية تتعلق بمحيط دائرة النزاع، ولكن هذا القبول بالحل لن يكون نهائيا، بل سيتحين الطرف الذي يحس بغبن ما الظروف الجديدة التي تزعزع شكل الظروف السابقة، ليجدد النزاع أو يلوح بتجديد النزاع ليحسن من موقعه التفاوضي. وطبعا، لن يكون للأخلاق في تلك الأجواء أي دور، ولن يكون هناك قدسية لأي ثابت من الثوابت المعروفة سياسيا واجتماعيا (دينية، مذهبية، قومية، حزبية الخ) ومع ذلك سيغطي الزعم بالمس بتلك الثوابت كامل سطح الخطاب لدى المتخاصمين.

نظرة سريعة على نسيج سكان لبنان من خلال جداول الناخبين

تدلل جداول الناخبين في آخر انتخابات نيابية، والتي يذكر فيها أعداد الناخبين من كل مكون من مكونات النسيج السكاني في لبنان، على صعوبة تحقيق التوافق في أي عملية سياسية داخل لبنان:

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (سُنة) 795533 ناخبا، بنسبة 26.44% من مجموع الناخبين. ولهم 27 مقعدا في مجلس النواب من أصل 128 مقعد.


بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (شيعة) 795533 ناخبا، بنسبة 26.44% من مجموع الناخبين. ولهم 27 مقعدا

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (دروز) 169293 ناخبا، بنسبة 5.63% من مجموع الناخبين. ولهم 8 مقاعد

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (علويين) 23496 ناخبا، بنسبة 0.79% من مجموع الناخبين. ولهم 2 مقعدا

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (موارنة) 667556 ناخبا، بنسبة 22.19% من مجموع الناخبين. ولهم 34 مقعدا

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (أرثوذكس) 235406 ناخبا، بنسبة 7.86% من مجموع الناخبين. ولهم 14 مقعدا

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (كاثوليك) 156521 ناخبا، بنسبة 5.2% من مجموع الناخبين. ولهم 8 مقاعد

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (أرمن أرثوذكس) 90675 ناخبا، بنسبة 3.01% من مجموع الناخبين. ولهم 5 مقاعد

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (أرمن كاثوليك) 20217 ناخبا، بنسبة 0.67% من مجموع الناخبين. ولهم 1 مقعد

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (إنجيليين) 17409 ناخبا، بنسبة 0.67% من مجموع الناخبين. ولهم 1 مقعد

بلغ عدد الناخبين المسجلين لمن يحمل صفة (آخرون) 47018 ناخبا، بنسبة 1.56% من مجموع الناخبين. ولهم 1 مقعد

أسباب الحرب الأهلية

مهما قيل عن أسباب الحرب الأهلية في لبنان، فقد تكون كلها مجرد تخمينات، قد يصح بعضها لأن يكون دافعا لاستفزاز وتحريك أحد المكونات، في حين لا ينفع عند مكون آخر. وقد تم حصر الأسباب فيما يلي:

1ـ الشعور بالغبن المزمن، من قبل فريق من الشعب اللبناني، وقد يكون عند أكثر من فريق، أو كل الفرق!

2ـ تزايد نفوذ المقاومة الفلسطينية، والذي تجلى في عهد الرئيس (شارل حلو)

3ـ مبادرة اليمين المسيحي اللبناني المسلح لوقف هذين الشعور والنفوذ بقوة السلاح.

رؤوس بصل

المناخ الاجتماعي والسياسي الذي تكون في لبنان خلال عدة قرون، أوجد هالات من النفوذ العائلي فتكونت في كل منطقة زعامات لعائلة أو طائفة، واستخدمت تلك الزعامات خطابات تعبئة خاصة بها لتبقي أنصارها قريبين منها باستمرار، وقد كانت تلك الزعامات تفرح في سرها لحدوث حالات (فتن) يمكن السيطرة عليها، لكن، الفائدة الأخيرة منها أنها تبقي أنصار ومؤيدي تلك الزعامات ملتفة حولها بقوة، تستثمر التفافها بشكل سياسي نادر الوجود في كل دول العالم.

أما الفوائد الدفينة، فهي إبقاء لبنان (سرا) وكأنه فدرالية، لا دولة موحدة، ويستثمر هذا الشعور في استغلال اقتصادي غير سوي، سكت عنه الجميع، لأنه يمارس من قبل الجميع، زراعة المخدرات والمتاجرة بها، استغلال الموانئ الموجودة في مناطق نفوذ تلك الزعامات للتهريب. ولما كان تصريف منتجات هذا النشاط غير السوي لا بد وأن يمر من الأراضي المجاورة (سوريا بالذات) فإن العلاقة مع سوريا، كانت تنشأ بدقة متناهية من خلال النسيج الاجتماعي والاقتصادي المفلسف من تلك الزعامات.

أحزاب سياسية كثيرة لمصنفات أيديولوجية متشابهة

ينبهر أبناء الأمة العربية، بالعطاء الفكري والثقافي لأبناء لبنان، ويشعر أبناء لبنان بفضلهم في هذا المجال على أشقائهم العرب. ولا يتوانون عن تذكير أشقائهم بهذا الفضل في أكثر من مناسبة. وكيف لا وهم من احترف التعامل مع الجار القريب والجار البعيد وهم من جاب أرجاء الكرة الأرضية طلبا للرزق، ولكنه لم يحصل عليه فحسب بل حصل على خبرات العالم. لكن، هناك من ينظر الى هذه الظاهرة وكأنها (طفح جلدي) يعبر عن حالة المرض الأصلية المتعلقة بتكوين الزعامات اللبنانية.

فتجد أن الأكراد لهم خمسة أحزاب سياسية، في حين أنهم أقلية تُذكر مع (الآخرين غير المصنفين مع الكتل الكبرى ).[ الحزب الديمقراطي الكردي (البارتي)، الحزب الديمقراطي الكردي ـ القيادة المؤقتة، الحزب اللبناني الكردي(رزكاري)، منظمة البارتي الكردي اليساري الخ].

وتجد الناصريين لهم عدة تنظيمات (الاتحاد الاشتراكي، التنظيم الشعبي الناصري، المرابطون الخ)

وتجد الأحزاب والتنظيمات المسيحية اليمينية تتفرع الى عدة تنظيمات (حزب الكتائب، الكتلة الوطنية، الوطنيين الأحرار، حراس الأرز، لواء المردة الخ).

وهذا يقال عن تنظيمات الشيعة والسنة والدروز والأرمن ..

ويلاحظ أن الزعامات تتوارث بغض النظر عن التجربة التي يفترض أن تظهر على الوريث، فمن يتفحص أسماء رؤساء الوزارات سيجد أن عائلات (كرامي، الصلح وغيرها) تتناوب على رئاسة الوزارة. وسيجد أن أشخاصا مثل وليد جنبلاط وسعد الحريري، قد ورثا مقعدي والديهما قبل أن تمتحن إمكانياتهما.


التدخل الخارجي

يضع المزارعون نبات عباد الشمس في حقولهم، ليدلهم على حالة احتياج المزروعات للماء، فإن ذبل نبات عباد الشمس، يعني أن هناك حالة عطش في الحقل.

هكذا لبنان بالنسبة للمنطقة، فالدول أو القوى العالمية والإقليمية، إن أرادت أن تمتحن (مسودة) خطة، فإنها تجربها بلبنان، ويبدو أن الكلام الذي يُقال في لبنان من قبل أبناءه، لن يستطيع قوله أبناء بلد آخر، وهي خصلة يستفيد منها أصحاب التجارب. كما أن ما يُقال عما يحدث في لبنان من خارج اللبنانيين، لا يمكن قوله عن دولة عربية أخرى بنفس روح الأستذة والنصح التي تقال حول أي قضية في أي دولة عربية أخرى.

هذا حال الديمقراطية التوافقية في لبنان
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس