عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-04-2008, 01:35 PM   #12
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

وفى الساعة الثامنه إنضمت شبكات الإذاعة والتلفزيون فى إذاعة آيات من القرآن – وعندما سمع الناس وشاهدوا الشاشة المرئية تأكدوا أن السادات مات وأذاعت إذاعة " مونت كارلو" أول خبر عن إغتيال السادات وفى الساعة 30 ,9 أعلن حسنى مبارك نبأ إغتيال أنور السادات .

الأصدقاء الثلاثة هم فى الحقيقة أخوه أعداء

قال عادل حمودة (17) : " لقد كان السادات , والإخوان , والجماعات الإسلامية , ثلاثة أصدقاء ثم أصبحوا ثلاثة أعداء – كل منهم يكره الآخر ويتمنى أن يزيحه من الوجود .. وكان أول من إنزاح من الوجود هو أنور السادات " وقال أيضاً :" لقد تحول أصدقاء الأمس .. إلى أعداء يحاول كل منهم القضاء على الآخر .. وكان الفارق الزمنى بين الحب من أول نظرة والطلاق البائن عشر سنوات .. عشر سنوات فقط من 1971 إلى 1981 وهى فترة فى عمر الشعوب مثل قطرة فى محيط .. أو عود كبريت فى حريق غابات !! " وقتل السادات بسبب حريق أشعله بنفسه بين أبناء مصر .

وقبل أن يدفن السادات بل قبل أن يجف دمه إنطلقت فى مصر سيول من النكات الساخرة عن السادات وحكمه وتعرضت هذه النكات لتصرفاته التى لم تعجب الشعب .. الإستراحات الفاخرة التى غطت كل بقاع الجمهورية وصحاريها .. تدخل زوجته فى شئون البلد .. أناقته المفرطه .. الصلح مع إسرائيل .. فساد المقربين منه .. السرقات ... ألخ وكان هذا مثار تعجب من المحللين والمراقبين فالمصرى يحترم الموت والمصريون يذكرون محاسن موتاهم وقال د/ سعد الدين إبراهيم أستاذ الإجتماع بالجامعه الأمريكية : " النكته السياسية هى وسيلة لتوصيل صوت شعب مصر إلى الحاكم , وإنذاره له " (18) ولم يكتفى شعب مصر بذلك بل إنتشرت شرائط الكاسيت يقلد أصحابه صوت السادات , ويحاكونه بسخرية فى تصرفاته , وأعماله ومقاطع كلماته وبدأ الكتاب يحاكمون عصرة ويحكمون على أفعاله ويحللونها ويدينون تصرفاته ويفضحون عهده وبدأت أعنف حمله سياسيه وصحفيه لم تشهدها مصر من قبل

ووصلت ذروتها بالكتاب الذى أصدره محمد حسنين هيكل : " خريف الغضب – قصة بداية ونهاية عصر السادات " الذى إنتهى الأمر بمصادرته ولكن تداول المصريين قرائته سراً , من خلال نسخ مصورة بماكينة " الفوتوكوبى " وإذا كان هذا رأى الشعب المصرى بأجمعه فقد يذكر المصريين جنازة عبد الناصر فهو يوما لا ينسى من أيام مصر سدت الكتل البشريه الشوارع وطرقات الجنازة وذرف المصريين دموعهم وكما يكون نهر النيل جريان مياهه من الأمطار المتساقطه وكادت الجماهير تخطف الجثمان من على العربه لتحمله إلى مثواه الأخير وكان المصريون يتغنون بأغنيه الحزن بصوت جنائزى قائلين " الوداع ياجمال ... الوداع يا حبيب الملايين " بل أن شعب مصر حزن لفراق مطربيه ففى جنازة أم كلثوم تعطلت الحياه فى العاصمه المصرية وكذلك حدث فى جنازة عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش – وكان الناس يلقون بأجسادهم أمام العربات التى أقلت جثمان مطربيهم

أما فى جنازه السادات فلم يهتم شعب مصر بأمرها فلم يبالوا بقتله ولم يأسفوا لرحيله وهكذا ظهرت مشاعرهم واضحه فقد إعتبر المصريون أن السادات رجلا غير جدير بالثقة بل أنه لم يكن جديراً بأن يصبح رئيساً لمصر وحضارتها الضاربه فى القدم فلم يشعر رجل الشارع أن السادات كان يمثل آمله وطموحه كمصرى فكان طبيعياً أن يتعامل المصريين فى موته على أنه ليس رئيسا لمصر وإعتبروه غير مصرى

وإنتهى عصر السادات إلى حجر من الرخام الأسود , دفن تحته .. كلمات كتبت عليه.. مجرد كلمات جوفاء كتبت على شاهد قبره لها رأى آخر !!

( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) وتحتها

" الرئيس المؤمن – محمد أنورالسادات : بطل الحرب والسلام .. "

§ عاش من أجل السلام ومات من أجل المبادئ .. (19)

ونود أن نذكر رأى البابا شنودة الثالث النهائى فى هذا الموضوع (20) فقد قال : " أما من جهه المشكلة مع الرئيس السادات فنحن لم نقف ضده ذات يوم من الأيام , وأنا لم أكتب عنه إلا كل خير فى مجلة الكرازة , وكما قلت له فى إحدى المذكرات التى رفعتها إليه

نحن يا سيادة الرئيس نتخذك حكماً لا خصماً

وفاة السادات كانت أمراً لانوافق عليه مطلقاً ونحن نشجب الجريمه أيا كانت ولا شك أن السادات كانت تقوده عوامل سياسية معينه لم نختلف نحن فقط معه بل كان مختلفاً مع كثيرين وكنا بعضا من هؤلاء الكثيرين .

بالعكس حينما قتل السادات أنا حزنت عليه وإن كنا نحن نتضايق من شئ فعله معنا فنحن نتضايق من أجله .. كنا نود أن يفحص الرئيس السادات كل شئ يصل إليه ولا يصدق كل ما يقال له حسب التقارير ربما تكون خاطئه غير دقيقه أو مغرضه وما إلى ذلك , وكنا نود من الرئيس أن يتفهم حالنا – لأنه دائما التفاهم هو الوسيله لإقامه الود ولإبعاد أى مشاعر خاطئه .. فهو لم يحقق معنا .. بل أنه فى 14 مايو 1980 ألقى بيانأً ضد الكنيسة فى حوالى ساعتين وإتهمها بإتهامات صعبه جداً ثم بعد أن ألقى البيان طلب تشكيل لجنه لتقصى الحقائق - والوضع السليم .. أنه يكون لجنة تقصى الحقائق وبعد أن تقوم بمهمتها يلقى البيان .. ما معنى أن الإتهام يسبق لجنه تقصى الحقائق .

وأتذكر أننى قلت لأحد المسؤلين .. لولا المحبة الكبيرة التى تربط بينى وبين إخواننا المسلمين لكان البيان الذى ألقاه السادات نتائج مؤسفة .. ولكن الذى حدث أنه لم يترك أى تأثير لدى الشعب لأنه لم يصدق هذه الإتهامات .

إن السادات قال فى بيانه فى مايو 1980: " إن الكنيسة تتآمر من سبع سنين وأنا شايف وساكت " وحينما تقابلت مع الرئيس كارتر فى 1977 فى بدئ كلامى قال الرئيس كارتر وكان الرئيس السادات قد زار أمريكا بإسبوعين قبلى فقال لى الرئيس كارتر بالحرف الواحد ( إن الرئيس السادات قال عنك كلاما طيباً للغاية ) فكيف يمكن للرئيس السادات أن يقول كلاما طيباً ما زال الرئيس كارتر يتذكره ثم يقول إنى أقوم بالمؤامرات .

ومثل غيره من اللاعبين الاقليميين والدوليين آنذاك، استخدم السادات الاسلاميين ورقة ضغط على الشيوعيين واليساريين (*) .

إضغط لتشاهد أفلام الإغتيال: (1) و (2) و (3) و (4)
ومن المفارقات أن فئة متشددة من هؤلاء الاسلاميين هي التي خططت لاغتيال السادات، ونجحت في أن تقضي عليه وهو في كامل هيبته ببزته العسكرية، ووسط جنده وعدته وعتاده.
ومن بين المجموعة التي اعتقلت وحوكمت في قضية اغتيال السادات، أيمن الظواهري، الطبيب الشاب الذي حُكم عليه بالسجن، وغادر مصر بعد قضاء الحكم للالتحاق برفاق له، وأصبح فيما بعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة



اغتيل الرئيس السادات عن عمرا يناهز الثالثة والستين عاما ودفن بالقرب من مكان استشهاده فى ساحة العرض العسكرى بجوار قبر الجندي المجهول يوم العاشر من أكتوبر .1981

================================================== ===================

المـــــــــــــــــراجع

(1) اللواء إدريس شغل مناصب عديدة وقد عمل فى مناصب حساسة فى جهاز أمن الدولة , وقد ترقى من رتبة ملازم أول حتى حصل على رتبة لواء ثم مساعداً لوزير الداخلية ومديراً لشرطةالسياحة والمرافق حتى خرج على المعاش

(2) راجع كتاب فؤاد علام أخطر لواء أمن دولة يروى – السادات المباحث والإخوان – نشرة كرم جبر مدير تحرير بمجلة روز اليوسف ص 36- 37

(3) كتاب فؤاد علام أخطر لواء أمن دولة يروى – السادات المباحث والإخوان – نشرة كرم جبر مدير تحرير بمجلة روز اليوسف

(4) خوفاً من وجود عملاء لهذه الجماعات

(5) موضوع حادث المنصة نشره اللواء / محمد أدريس فى رساله أرسلها إلى مجلة روزاليوسف عدد رقم 3509 الصادر فى 11/ 9/ 1995

(6) حوكم د/ عمر عبد الرحمن مع خالد الاسلامبولى وزملائه بتهمة إغتيال السادات ولكنه برئ فيها لأن السؤال الموجه إليه نظرياً وأن الإجابة عليه كانت نظريه , ثم قدم بعد ذلك للمحاكمة مع 400 آخرين من جماعة الجهاد بتهمة التآمر العام لقلب نظام الحكم وهو رجل ضرير وكان يقوم بالتدريس فى السعودية وعند تفتيش شقتة وجدوا بها 20 ألف دولار أمريكى وهو مسجون حالياً بالولايات المتحدة الأمريكية

(7) عادل حمودة - أيام السادات الأخيرة , من قتل الليثى ناصف – الطبعة الأولى يوليو 1992 الطبعة الثانية يناير 1994 – دار سفنكس للطباعة والنشر ص 111

(8) كتاب فؤاد علام أخطر لواء أمن دولة يروى – السادات المباحث والإخوان – نشرة كرم جبر مدير تحرير بمجلة روز اليوسف ص 147

(9) كان سيد قطب عام 1961 فى مستشفى ليمان طره يقضى عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 15 سنة 1954 فقد كان مريضاً بمرض صدرى لأنه كان يريد نسف القناطرالخيرية وإغراق الوجه البحرى بالمياة بدأ يكتب رسائل حول فكر التكفير – كل رسالة حوالى 20 صفحة ويقوم بتدريسها للمعتقلين معة مثل مصطفى طامل حسين , ويوسف كمال قنعر وإنتشرت أفكاره بسرعه داخل السجن وخارجه ولم تخرج أفكار سيد قطب عن أبو الأعلى المودودى مؤسس الجماعة الإسلامية فى الهند فى الأربعينات – وصاحب الدعوة بإقامة دولة إسلام تطيح بالطواغيت والكفرة الذين ملأوا الأرض فساداً وطغيانأ – أخذ سيد قطب نفس الأسلوب والمنهج .. زإعتبر حالة الهند البوذية لا تختلف عن حالة مصر الإسلامية وإعتبر المجتمع كافراً حكاماً ومحكومين من كتاب فؤاد علام أخطر لواء أمن دولة يروى – السادات المباحث والإخوان – نشرة كرم جبر مدير تحرير بمجلة روز اليوسف ص 194- 195

(10) كل الكتب السابقة من فكر الخوارج الذى مضى عليه مئات السنين كتبت فى ظروف معينه وزمن معين

(11) محمد عبد السلام فرج هو أمير تنظيم الجهاد ومؤلف كتاب الفريضة الغائبة

(12) كان عبد الحميد ضابطاً فى الجيش ولكنه ترك الخدمة وقلب سيارته الخاصة إلى تاكسى , ثم فتح مكتبة لبيع الكتب الدينية

(13) فيما بعد سئلته خالة خالد وهى تزورة فى السجن : " ألم تفكر فيما يصيب والدك وأمك وبقية أسرتك بسبب ما فعلته " وكان رده : " إنى لم أفكر إلا فى الله وحده " كتاب خريف الغضب – محمد حسنين هيكل , مركز الأهرام للترجمة والنشر – الطبعة المصرية الأولى 1983 ص 517

(14) إغتيال رئيس بالوثائق : أسرار إغتيال أنورالسادات – عادل حمودة – سينا للنشر الطبعة الرابعة مارس 1986 ص 149

(16) إغتيال رئيس بالوثائق : أسرار إغتيال أنورالسادات – عادل حمودة – سينا للنشر الطبعة الرابعة مارس 1986 ص 176

(17) فقد كان القذافى يقول أن مصر ذات بدون قيادة ( يقصد السادات ) وليبيا بها قيادة قوية ولكنها بدون شعب

(15) ( والسؤال الملح لماذا ترك حراس رئيس جمهورية مصر هذا الكرسى الفاضى ؟ هل وضع خصيصاً ليستغة القتلة ؟ هل كانت هذه الجريمة مخطط لها من داخل رجال الحكومة ؟ )

(17) عادل حمودة – قنابل ومصاحف ( قصة تنظيم الجهاد ). ص 129,132 KORAN AND BOMBS - BY ADEL HAMOUDA Printed and bound in Australia by Eastern Publications June 1991

(18) مجلةالوادى – يناير 1982 – ص 34 - 35

(19) إغتيال رئيس بالوثائق : أسرار إغتيال أنورالسادات – عادل حمودة – سينا للنشر الطبعة الرابعة مارس 1986 راجع ماحدث فى جنازة السادات وما بعدها من ص 209 - 244

(20) محمود فوزى – البابا شنودة وأقباط المهجر – دارالنشر هاتييه – الطبعة السابعة ص 56- 57

(21) وكالة الأنباء بى بى سى

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/5413368.stm




This site was last updated 03/01/08
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس