عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-05-2008, 09:39 PM   #7
سيدي حرازم يطرونس
المشرف العام
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: SDF
المشاركات: 1,056
إفتراضي

الكريم ابن حوران.
لا جدال في كون المجهود الذي تبذله في البحث والإختيار الموفق لطروحاتك ومواضيعك له من القيمة والفائدة ما لا يختلف حوله قارئان، لكنني وبعد القفز على هذه المقدمة أود أن أبين أن الصورة المقدمة أعلاه تجعلكما -أنت والوافي- عبارة عن متكلمين في قضية تتغيى التساؤل حول مشروعية إحساسنا بالتعاطف "مع من لا نحب". إذ تجاوز الأمر هذا العبارة إلى دفاع عن هذا الذي لا نحب، ولك أن تراجع الرد الذي تلا موضوعك.
أنتما متحاورين في قناة الجزيرة، هكذا أراكما.. وأنا متصل عبر الهاتف، أقول ما بدا لي، بعد أن استفزتني عبارة تعطي الشرعية والمشروعية لعمل قبيح، باسم حماية الأوطان أو أي شي كهذا.
كيف لنا أن ننحاز لمن لا نحب، فقط لأن له لسانا جميلا وخطابة عالية.
هل يقف الحق دائما مع من يملك أعلى صوت ؟؟؟ بالطبع لا.
أم أن ما جرى معك يا ابن حوران، ببساطة، ما يسميه السيكولوجيون : أعراض سطوكولم.

كثيرون تناولوا هذه الظاهرة ومنهم كابرييل غارثيا ماركيث في روايته : الكولونيل ليس له من يكاتبه EL CORONEL NO TIENE QUIEN LE ESCRIBA ولكني أفضل أن أحدثك عن فيلم "لوست كوشن" للمخرج "أنج لي" وتدور أحداثه خلال الحرب العاملية الثانية، عندما كانت أجزاء من الصين محتلة من طرف اليابان، ويحكي الفيلم قصة طالبة جميلة، تنتمي إلى فرقة مسرحية جميلة، تم تكليفها من طرف رفاقها في إحدى الخلايا الشيوعية باختراق الوسط الاجتماعي الذي ينتمي إليه أحد أخطر وأهم المتعاونين مع المحتل الياباني، لتسهيل عملية تصفيته.
لن نجاح الطالبة الجميلة في ربط علاقة سرية بالعميل الذي لا يتحركك إلا تحت حراسة مشددة، جعلها تنحاز إليه، رغم أنه كان يتلذذ معها بإعادة رواية تفاصيل جلسات التعذيب التي التي يقوم بها شخصيا ضد الرفاق الشيوعيين الذين يستنطقهم، فوجدت الطالبة نفسها موزعة بين الإنحياز الذي يجذبها لجلادها، وبين الإخلاص لمبادئها وأفكارها السياسية.
وعندما جاءت الفرصة الذهبية لتصفية العميل من طرف رفاق النضال، وكانت كل أسباب النجاح متوفرة، همست الطالبة في أذن جلادها أن ينجو بنفسه، لأن هناك من يريد تصفيته، فاستطاع الجلاد بالفعل أن يهرب في الوقت المناسب، وأعطى الأمر لإغلاق المنطقة واستنطاق الجميع ليتم كشف الخلية وإلقاء القبض على كل أعضائها ومعهم الطالبة الجميلة لتيم اغتيالهم جميعا وإعدامهم رميا بالرصاص خارج المدينة..
أحد علماء النفس ويدعى ستوكولم، توصل عبر أبحاث عديدة، من خلال تحليل تفسير سلوك عدد كبير من الناس، إلى أن بعض الذين قد يعانون التعذيب أو يجاهرون في الأصل برفضهم له، كثيرا ما ينتهون بحب هؤلاء الجلادين والانحياز لهم وذلك عرض كراهيتهم. ولهذا سمي هذا المرض الغامض على اسم الطبيب المشخص له، ودخل موسوعة الطب النفسي تحت مسمى "أعراض ستوكولم".



ن ب : بخصوص كلامي السابق أنك لا ترد على محاوريك.. فهذه ملاحظة عامة، ولنا أن نراجع كافة مواضيعك في شتى المنتديات التي أراك حاضرا فيها ليتبين لك الأمر، سواء لعدم رغبة فيك، أو لغياب تفاعل القراء. أما قضية "لمز غيرنا" بكلام سابق، فلا تهتم يا أخي الفاضل ولا داعي لردك فنحن نعرف الجواب قبلا، إنما كانت أسئلتي السابقة عبارة عن "كركرة" (من كاريكاتور) المشهد. لأبين تهافت الطرح وكفى.
وعلى كل حال.. لا أزال مصرا على رأيي السابق، أنك لا ترد.
طارت معزة.
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
سيدي حرازم يطرونس غير متصل   الرد مع إقتباس