الحديث عن التنمية ديدن جميع الدول والحكومات وما السياحة إلا واحد من ميادينها، أما قضية الفساد الأخلاقي الذي يأتي معها فهو مما يؤسف له نظرا لفقر المعروض أولا، فمن يبحث عن المغرب السياحي لا يجد إلا الشواطئ والبحار، ومراكش التي تضج بالفنادق مع جولات خفيفة إلى حيث جامع الفنا وعود إلى الفنادق بمسابحها.
أين السائح من المنتوج الثقافي أو التاريخي، أو حتى الصحراوي والجبلي إلا فيما نذر ؟
من من السياح العرب أو الأجانب يزور وليلي وغيرها من المدن الرومانية، من يعرف أين ضريح المعتمد بن عباد ليزوره، من يسأل عن موقعة المخازن التي هزم فيها البرتغال والإسبان وانتصر فيها الإسلام على هذه الأرض، ألا يستحق أن يكون مكانها مزارا للمحتفين بتاريخ أمتهم ؟
من يحرص على زيارة حدائق الموحدين "الأوداية" التي كان ابن رشد يلعب فيها الشطرنج مع السلطان الموحدي ؟
ماراطون الصحراء ورالي باري داكار وحملات الإشهار وبرامج التلفزيون الوثائقية ووكالات الاسفار وكل هذا التسويق للمنتوج السياحي لكن أين هم السياح ؟
نرى خليجيين أغنياء يأتون للمارسة الجنس في أفخم الأحياء وأغلى الفيلات، وباسم المال الوفير يتم شراء حصانة أخلاقية تتغدى على أجساد كفرت بمبادئ الدين والأخلاق بعد أن كفرت بها الحياة والأحلام.
وأوربيون شواذ يفترسون اللحم البشري للأطفال الصغار بعد أن صار المال عفريت من لا غفريت له.
والصواب أن السياحة في المغرب واحدة من القطاعات الإقتصادية المهمة وليست كلها بنفس السوء فالمغرب وجهة للعائلات والأسر التي تبحث أيضا عن جمال الطبيعة والشمس الدافئة والراحة والاستجمام. سواء من الشرق والغرب.
علما أن إسبانيا تستقبل في العام خمسين مليون سائح.. وتركيا مثل ذلك. ونحن لم نصل عشرة مليون.
إنما كما يقول المثل الشعبي : "حوتة تخنز الشواري".
__________________
"Noble sois de la montaña no lo pongais en olvido"
|