هناك ملاحظة هامة فاتتني وهي أن مسألة الجلد في الإسلام
لفاعل الزنا تلزم الحد بالجلد أو غيره تدخل في باب أحكام
الجنايات ولا علاقة لها نهائيا بل ومن الغباء إسقاطها على
أحكام المعاملات التي تهم العلاقات الزوجية، وللإشارة هنا
فإن الحكم الشرعي في شأن مرتكب الزنا يلزم جلده سواء
كان رجلا أم امرأة وقد بينا مقاصد زجر الشارع في هذا لكلا
الجنسين، إذ ما يماثله في الحكم أمر جلي كالقتل أو السرقة
أو ما شابه ذلك،
أما أحكام المعاملات بين الرجل والمرأة فقد حددها الشارع
في أمور بسيطة، لا علاقة لها بالجلد أو الضرب،فالإسلام
شجع على ثقافة الحوار والعفو عند الغضب، أما الضرب
فليس من أخلاقيات هذا الدين، وإن وجد فلا يتجاوز الهش
بغية التحذير فقط، بل إن عدد الهش لا يتجاوز ثلاثا حتى
في تأديب الأم لوليدها،،فاو الله ما رأيت أرحم وأجل من
ديننا لأنه يخاطب العقول و يكرم الضعيف قبل القوي حتى
لا يختل ميزان العدل، ويسود قانون الغاب.
سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده
لا تنسوني من صالح دعائكم.
|