نعود مرة أخرى ....
الدين يا جاسمين أقر التأديب عند الخطأ بطرق شتى وكان آخر تلك الطرق هي الضرب ولم يحددها على حدود معينه ودليل ذلك الآيه التي نحن بصدد النقاش عليها ..
ثم إن الغاية من التأديب ليس فقط العبرة لدى عموم الناس بل ايضاً كي لا يعود المخطئ لارتكاب خطئه مرة أخرى ...
ثم من يقوم بضرب زوجته إنتقاماً فهو كما اسلفتي سيكون في حال ثوره وهنا لن يفكر إن كان ضربه مبارح أو غير مباح ولن يفكر إن كان هناك نص أو غيره ولن يفكر إن كان من يضربها زوجته أو أخوه أو أحد آخر سيعمي الغضب بصيرته .... ثم إننا نتحدث عن الرجل العاقل الذي يمتلك القدره على السيطرة على غضبه وليس لنا علاقة بالرجل الذي لا يمتلك السيطرة لأنه لو قام رجل بضرب زوجته وأحدث فيها جروح أو آثار للضرب وذهبت للمستشفى لتأخذ تقرير طبي بإصاباتها ثم أرفقتها في صحيفة شكوى للمحكمة لقتص الشرع حقها من زوجها
ثم من تقصدين بمن يضربها نيابة عنه .. هل تقصدين والدها مثلاً ؟ قد يفعل الرجل ذلك بحجة أنه لم يعتد على ضرب امرأة لكن الله يعلم فروقات عباده في القدرة على ضبط النفس في مثل هذه الحالات فأعطاهم فرصة الضرب بشروط لتنفيس الغضب الذي يعتريهم
كذلك نحن نتحدث ياجاسمين عن المرحلة الثالثة التي ذكرها الله بأنها مرحلة الضرب غير المبرح وهذا يعني أنه سبق وأن انسحب بصمت وطبق المرحلة الثانية والتي هي الهجر لكن المرأة أصرت على إستمرارها بالخطأ أما طلاقها فهذا ليس تأديب للمرأة فقط بل إنه تأديباً للأبناء الذين ليس لهم ذنب بخطأ والدتهم والله سبحانه يقول ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) الأبناء ياجاسمين ماذنبهم أن يعيشوا عيشة الأيتام ...؟
أنتي تقصدين المرأة الغامدية رضي الله عنها ... أليس كذلك ؟
تعالي معي لنعيد قراءة القصة ونتعرف على أسباب تكرار رد الرسول لها ..
جاءت إلى رسول الله تقول: يا رسول الله! إنني حبلى من الزنا فطهرني فانصرف عنها صلى الله عليه وسلم بوجهه يمنة ، فعادت إليه فالتفت يسرة، ثم قال فقال: (اذهبي حتى تضعي هذا الذي في بطنك) فذهبت فلما أن تمت حمله عادت إلى رسول الله، قالت: يا رسول الله! أنا المرأة التي جئتك حبلى من الزنا فانصرفتَ عني وقلتَ: (اذهبي حتى تضعي حملك) وها أنا وضعته وهذا هو بين يديك،أقم حد الله علي، طهرني من ذنبٍ ارتكبته، ومن فحشٍ أجرمته فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اذهبي حتى ترضعيه حولين كاملين) فذهبت به ترضعه حولين كاملين، وحرارة المعصية تلسع فؤادها، وتحرق قلبها، وتقض مضجعها، وتقلق ضميرها.فلما أن أتمت فصاله جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! أنا المرأة التي جئتك حبلى من الزنا،فقلت: (اذهبي حتى تضعي جنينك) فذهبت فوضعته، ثم جئتك فقلت: (اذهبي حتى تكملي رضاعه) وقد أتممت رضاعه حولين كاملين، وجاءت بالصبي وفي يده كسرة خبزٍ إشارة إلى أنه استغنى بأكله عن ثديها.دليل صدقها فأقام عليها الرسول صلى الله عليه وسلم حد الزانية المحصنة بعد أن أمر واحداً من الصحابة بكفالة رضيعها.فشدت عليها ثيابها رضي الله عنها، وجمعنا بها في دار كرامته مع نبينا والصحب الراشدين والأبرار الصادقين، فشدت عليها ثيابها، فرجمت، فأخذ أحد الصحابة حجراً رمى به على رأسها؛ فسالت دماؤها على ثوبه؛ فكأنه نال منها، فقال صلى الله عليه وسلم: (والله لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة وسعتهم)
أولا.. يجب أن نعرف أن إقامة الحد يعني التطهير للجاني ..
ثانياً لننظر كم مرة ردها الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ (دونت عدد المرات باللون الأحمر)
ثلاث مرات الرابعة طبق الحد عليها ..
والرسول عليه الصلاة والسلام كان يريد أن يحكم الشرع في تلك المرأة فالزانية المحصنة الآن عندما تذهب للمحكمة وتعترف بارتكابها جريمة الزنا (بإيلاج) يتجاهل القاضي إعترافها الأول وعندما تكرر إعترافها يقول لها تأكدي فربما لم يكن بإيلاج وأنت اعتدتي أنه بإيلاج ويمهلها فرصة للتفكير لتعود إليه بعد فترة من الزمن وإن اعترفة للمرة الثالثة بعد عودتها من المهله يرسلها لتصديق إعترافها شرعاً وهذه هي المرة الرابعة بعد ذلك يقام عليها حد الزانية المحصن وهو الرجم حتى الموت
كذلك كما أتى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (" انه سأل احد من جلسائه وقال : لو رجعت إلى بيتك ورأيت رجلا يجامع امرأتك .. ما أنت فاعل؟؟ ... قال : والله لأقتله وهو في مكانه .. فقال عمر رضي الله عنه : والله لو قتلته لقتلناك .. انما جزائه من عند ربه" ) ونهي عمر جليسه من القتل لعدم كفاية الشهود ولتطبيق حد الرجم في الشريعة الإسلامية إن كان هناك شهود فلابد أن يكونو أربعة عاقلين بالغين ثقات يشهدون أنهم رأوا بأعينهم الجماع إيلاجاً أي رأوا العود في المكحله ..
هذه هي الحكمة من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الغامدية رضي الله عنها
قم إني يجب أن أتأسف لك يا جاسمين عن قولي إنه من الغباء أن نخترع طريفه في التربية فلد فهمتيني بشكل خاطئ وضننتي أنني أعنيك وقد كنت أعني فكرة الإختراع فأنا هنا أريد أن أقول من لديه ماء جاهز هل من الذكاء أن يحفر بئر ليخرج ماء آخر ؟
وأحيطك علماً بأنه بعد أن منع الضرب في المدرسة في السعودية أصبح المدرس ليس له قيمة عند التلاميد وأصبح التلاميذ يقولون مالذي سيفعله لا يستطيع أن يضرب الضرب ممنوع ...
ثم إني لا أرفض القياس ولكني لا أراني كفواً لأن أقوم بوضع مقاييس للدين كيفما شئت فالمقاييس والإجتهادات أتركها لأولي العلم ...
تقبلي ودي ... وشكري لسعة صدرك
|