لا شك أن الكلمة التي ألقاها أمين عام منظمة حزب الله حسن نصر الله كانت كلمة نارية تصعيدية، تتحدث عن السلاح أكثر من الحوار، دون إلغائه، وتطرح مطلبا لا تراجع عنه، كما ظهر من خلال رفض عرض الحريري، ولا شك أنّ هذه الكلمة اقترنت بإجراءات على الأرض، في بيروت تخصيصا؛ ممّا أسفر عن مواجهات مسلّحة وسقوط القتلى والجرحى.
ولكن هذه الكلمة كانت ردّ فعل على فعل سابق، وهو معروف، يتمثل في القرار الصادر عن حكومة فؤاد السنيورة، اعتبار شبكة الاتصالات التابعة لقوات منظمة حزب الله غير قانونية، يجب تفكيكها، واقتران ذلك بعزل المسئول عن جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير الأقرب لحركة أمل ومنظمة حزب الله، وكان يشغل هذا المنصب منذ كانت توجد حكومة رباعية الأجنحة تشمل الحركتين، أي قبل الحرب العدوانية الإسرائيلية ضدّ لبنان عام 2006م.
هذا القرار الذي وصفه خطاب نصر الله التصعيدي بإعلان حرب، هو في أدنى الحالات شرارة التصعيد الأولى، فمن خطّط له وقرر صدوره يدرك ما يعنيه بالنسبة إلى الطرف الآخر، ويعلم أنه يضعه بين خيارين لا ثالث لهما؛ أولهما الانصياع وبالتالي انتزاع ما يشبه العمود الفقري لحماية قوات المقاومة في حال حدوث صدام عسكري متجدد ومرجح مع الإسرائيليين، أو الرفض الذي لا يمكن أن يكون كلاميا، فالقرار ليس "كلاما" بل يقترن بإجراءات على الأرض.
فمن يا أخى الذى اطلق شرارة التصعيد الاولى
اليس السنيورة!!!!!!!!!!!!