عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-05-2008, 11:06 AM   #6
المسك
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الخليج
المشاركات: 4,099
إفتراضي

الهوى يُعمى ويصم

قال الشعبى وسمى هوى لأنه يهوى بصاحبه ومُطلقة يدعو إلى اللذة الحاضرة من غير فكر فى العاقبة ويحث على نيل الشهوة عاجلاً وإن كانت سببا لأعظم الألام عاجلاً وآجلاً فللدنيا عاقبة قبل الآخرة والهوى يعمى صاحبه من ملاحظتها والمروءة والدين والعقل ينهى عن لذة تعقب ألما وشهوة تورث ندما فكل منها يقول للنفس إذا أرادت ذلك لا تفعلى والطاعة لمن غلب وأوضح ابن القيم أن مدمنى الشهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذون بها وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها لأنهم قد صارت عندهم منزلة العيش الذى لا بد لهم منه ولهذا ترى مدمن الخمر والجماع لا يلتذ به عشر معشار التذاذ من يفعله نادرا فى الأحيان غير أن العادة مقتفية ذلك فيلقى نفسه فى المهالك لنيل ما تطالبه به العادة ولو زال عنه رين الهوى لعلم أنه قد شقى من حيث قدر السعادة وأغنم من حيث ظن الفرح وألم من حيث أراد الذة فهو كالطائر المخدوع بحبة القمح لا هو نال الحبة ولا هو تخلص مما وقع فيه وقال ابن تيمية صاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه فلا يستحضر ما لله ورسوله فى الأمر ويطلبه أصلا ولا يرضى لرضى الله ورسوله ولا يغضب لغضب الله ورسوله بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه فليس قصده أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هى العليا بل قصده الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء ليعظم هو ويثنى عليه أو الغرض من الدنيا فلم يكن لله غضبه ولم يكن مجاهد فى سبيل الله بل إن أصحاب الهوى يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهداً معذوراً لا يغضب الله عليه ويرضون عن من يوافقهم وإن كان جاهلاً سىء القصد ليس له علم ولا حسن قصد فيفضى هذا إلى ان يحمدوا من لا يحمد الله ورسوله ويذموا من لا يذمه الله ورسوله وتصير موادتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله أ.هـ

يتبع
المسك غير متصل   الرد مع إقتباس