كان يعمل معي ( ولا يزال ) أحد الخبراء الأجانب
وكنا أثناء الإجتماعات الخاصة بمناقشة سير العمل والإنتاجية فيه نواجه بعقبات كبيرة
حتى أنه يخيّل للحاضرين أنه لا حل لتلك العقبات أبدا
وقد تعلمت من ذلك الخبير درسا رائعا لازلت أتبعه في حياتي
وهو قوله ( لنتجاوز هذا الأمر إلى غيره )
وبالفعل إن تركنا تلك النقطة أو البند وتجاوزناه إلى غيره
نصل في نهاية الإجتماع عندما نعود إلى البنود التي لم نناقشها أن أغلبها أو كلها قد تم حلها من خلال مناقشة بنود أخرى
وهذا يسوقني إلى الإعتراف أن إجبار العقل على التفكير منهج غير صحيح
فالقفز فوق ما توقف العقل عن التفكير فيه وتركه إلى غيره يكون فيه حلا ناجعا بإذن الله
فقد يكون المفتاح للباب المغلق موجود خلف الباب وليس أمامه
ونكون نحن بذلك قد قفزنا على ذلك الباب المغلق ، والتقطنا مفتاحه من خلفه
فلما عدنا إليه إستطعنا أن نفتحه بسهولة إن لم يكن قد إنفتح تلقائيا
ولعل هنا أختم بأبيات جميلة قرأتها ذات يوم
يا روح كم من أخي مثوى نزلت به ... قد ظن ظنك من لخم وغسان
حتى إذا خفته زايلت منزله ... من بعد ما قيل عمران بن حطان
قد كنت ضيفك حولا لا يؤرقني ... فيه طوارق من إنس ومن جان
حتى أردت بي العظمى فأوحشني ... ما يوحش الناس من خوف بن مروان
فاعذر أخاك ابن زنباعٍ فإن له ... في الحادثات هنات ذات ألوان
يوما يماني إذا لاقيت ذا يمن ... وإن لقيت معديا فعدناني
لو كنت مستغفرا يوما لطاغية ... كنت المقدم في سري وإعلاني
لكن أبت لي آيات مقطعة ... عند التلاوة في طه وعمران
|