عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-05-2008, 09:20 AM   #8
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

ثالثا: ماذا يجب أن نفعل الآن؟

(1)


إذاً ماذا في وسعنا أن نفعل؟ أمعنوا النظر في موقفنا في العراق. لقد قال الرئيس بوش إن علينا(أن نصمد حتى النهاية). لكن لا يغيب عن بالكم أيضا أننا صمدنا في فيتنام 16 عاما تقريبا. وحتى بعد أن أظهر هجوم (تت) أننا كنا نمنِي النفس ب (انتصار)، وأدرك بعضنا على الأقل أننا لن (ننتصر)، فقد بقينا وتكبدنا 21 ألف ضحية أخرى.

هل في هذا درس؟

الجنرال (ديفيد بيتريوس) يخبرنا أن هناك درساً. يقول إن ما كنا نفعله في العراق لم يصب نجاحا، لكن لديه صيغة جديدة ـ مكافحة التمرد ـ سيكون النجاح حليفها. وأنا أتفق معه لناحية أن هناك درسا يجب أن نتعلمه، لكن لسوء الحظ ليس الدرس الذي يتحدث عنه.

ما سبب ذلك: إنه يتلخص ببساطة في أن الصيغة (الجديدة) التي يصفها هي الصيغة القديمة نفسها التي جربناها في فيتنام والصيغة القديمة نفسها التي جربها الروس في أفغانستان.

أصغوا الى محرري أوراق البنتاجون. لقد وصلوا الى كل شيء علمناه عن الحرب في فيتنام، وبالتالي فإن روايتهم هي أكمل ما جُمع بشأن أي حركة من حركات التمرد. وقد علقوا (وأنا أنقل تعليقهم) بأن (برنامجنا هناك كان، باختصار، محاولة لترجمة النظرية المفصلة حديثا [كان ذلك قبل 40 عاما] عن مكافحة التمرد الى حقيقة واقعة عملياتية. وكان الهدف سياسيا رغم أن وسيلة تحقيقه كانت من مزيجا من الإجراءات العسكرية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية. وقد وسم التاريخ الطويل لتلك الجهود باتساق في النتائج وفي التقنيات أيضا: فشلت كلها بصورة بائسة)

يعترف الجنرال (بتريوس) (وهنا يستشهد الشاهد بأقواله مرة أخرى) بأن (القوة السياسية هي القضية المركزية في حركات التمرد وفي مكافحة حركات التمرد، فكل جانب يهدف الى جعل الشعب يتقبل حكمه أو سلطته كحكم أو سلطة شرعية) هل يمكننا أن نفعل ذلك؟ كلا، لا يمكننا. ويعدد الشاهد حالات الفشل المشابهة عند نابليون في غزوه لأسبانيا و حركات التمرد في الجزائر (كما يسميها هو) وثورتهم (الأمريكان) ضد بريطانيا، ليعطي الحق هنا للعراقيين بأن يتمردوا على الغزاة.

(2)

إذاً، هل ينبغي لنا، كما يسأل الرئيس بوش بالضبط، أن (نطلق سيقاننا للريح؟) لا، فسياسة كهذه، كما يستطيع أن يصفها، لن تخدم مصالحنا ولا مصالح العراقيين.

لقد بسطت في الكتاب الذي وضعته بالاشتراك مع السناتور (جورج ماكغفرن) وهو بعنوان (الخروج من العراق: خطة عملية للانسحاب الآن Out of Iraq: A Practical Plan for Withdrawal Now ) برنامج خطة أعتقد أنه سيحقق نجاحا، وهو برنامج مقسم الى مراحل ومخمنة تكلفته بعناية. وبصرف النظر عما يمكن أن يكون فيه من أخطاء، فإنه سيبدأ عملية تفضي الى الخروج من العراق بأقل ما يمكن من خسائر تصيبنا وتصيب العراقيين. لن أخوض فيه الآن لأنه برنامج طويل، لكن أتمنى أن تطلعوا على الكتاب. [ ونحن نتمنى أن نقدم له تلخيصا فور وصول ترجمته العربية].

سأذكر هنا فقط سمتين اثنتين: الأولى هي أن الخطة تؤمن بديلا من قواتنا يتمثل ب (قوة متعددة الجنسيات) والثانية: هي أنه إذا ما جرى إتباع الخطة سننقذ حياة الكثير من جنودنا ونوفر المزيد من الأموال.

(3)

هل ننفذها؟ إن هذا متوقف عليكم (يخاطب الشاهد أعضاء الكونجرس). ويضيف: لن يقوم الرئيس الحالي ولا الرئيس المقبل بتعريض نفسه للمخاطر. والحكومات كما يعرف معظمنا تشبه قطار الشحن : يصعب كثيرا بدء تسييره لكن وقفه أصعب .. ويستمر بالحديث المليء بالخوف من المستقبل فيقول أخشى أن لا نتخذ إجراء إلا بعد أن نفقد المزيد من الجنود والمزيد من الأموال.

ونسب الشاهد الى (جيمس وولسي) وهو عضو بارز من المحافظين الجدد،ومدير سابق ل (CIA) بأنه يأمل ألا تستمر الحرب أكثر من 40 عاما، وعندها ستكون الكلفة 17 تريليون. ويشبه الحالة الأمريكية فيما لو بقيت تلك العقلية تتحكم بأمريكا، بالكابوس الذي تنبأ به (جورج أورويل) في روايته عام 1984، باستبدال الحياة الرغيدة الى كوابيس تهدد وجود أمريكا.

وينهي شهادته بتساؤل استفزازي (لَيِن) : هل ستكون حياتنا حرب دائمة؟ حرب عراق تلو أخرى؟ هذه مسئوليتكم ..

شكرا لكم

انتهى
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس