عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-05-2008, 10:43 PM   #5
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصيدة من شقها الديني لا تبلغ حد الخطر ومن شقها الأخلاقي لم تبلغ حد الإقذاع ومن شقها الأدبي البحت لم تكد تبلغ حد الإبداع ..

الأدب الحديث هو أدب يقيم القضية بدلاً من الفرد والأمة بدلاً من القبيلة والشعور مقابل الصنعة .. وهذه القصيدة هي قصيدة بكل المعاني تقليدية ولا يكاد يُرى فيها عنصر من عناصر الشعر الحديث المتمثلة في :
الرؤية : ومقصود بها الزاوية التي ينظر بها الشاعر إلى القضية -أيًا كانت- أي فلسفة الشاعر في القصيدة ويستدل على الرؤية من خلال العنوان وما يثيره من إشكالات ثقافية وفلسفية فكرية.
التناول : ويُقصد به المعالجة للقضية هل هي بضمير الفرد أم الجماعة ؟ هل هي مباشرة أم غير مباشرة؟ فلسفية أم غير فلسفية ؟ وهناك ارتباط بين التناول وطبيعة الموضوع وهذا الارتباط يتحدد من خلال ثقافة الشاعر وصياغته للحدث ونظرته لما يدور حوله من أحداث .
التماسك النصي :فوحدة بيئة التشبيه وانتماء الكلمات المختلفة فيها إلى حقول دلالية واحدة أو مختلفة اختلافًا متجانسًا مع ما يرمي إليه يزيد من شعور القارئ بقوة النص . ويستدل على التماسك النصي من خلال محاولة تغيير الأبيات وإحلال بعضها محل بعض ، فإن تعذّر هذا فهذا دليل تمكن الشاعر من شعره وإن كان العكس فهنا نكون حيال شاعر تقليدي يعيش في عصر اتسم بافتقاد القصيدة إلى الوحدة الموضوعية .
الحشد : : أو نسميه الأدوات التي يستخدمها الشاعر في القصيدة مثل : الاتفاق مع الموروث الشعري أو الاجتماعي أو مجادلته أو مناقضته كما فعل الشاعر سيد يوسف أحمد مناقضًا بيت شوقي الذي يقول فيه شوقي :
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
فقد قام الشاعر بمناقضته ساخرًا بقوله :
وطني لو شغلت بالخمر عنه
نازعتني إليه في البار نفسي
باختصار قد يكون الاتفاق مع الموروث أو الاختلاف واقعًا في دائرة ما يسميه البلاغيون القدماء بالتضمين والاقتباس ... وغيره
استخدام الأفعال والأسماء والحروف ودلالتها : فالشاعر يفترض أنه على دراية نحوية ولغوية بدلالات ما يكتبه ويمكن له الانحراف عنها بشكل متعمد يُبرز تناقضًا مضمونيًا والأمثال كثيرة لو حاولنا استقصاءها لما انتهينا .
.. هناك أشياء أخرى لا تنتهي كالتقنية المستخدمة الومضة أو السرد أو الرمز أو النص الدائري التكراري ... باختصار القصيدة التي بين يدينا لو نقدناها أدبيًا لوجدناها ملئى بالتكرار المنفر غير المضيف لدلالة معينة كلمة النهد كانت متكررة بشكل ثقيل وهذا التكثيف لم يضف حالة شعورية ولم يكن له استخدام مجازي .
الصور والمجازات والاستعارات تقريبًا منعدمة . الحالة فيها استرسال وتداعٍ وكان يمكن اختصارها في أبيات قليلة .
لن أزيد على ما فعله أحمد مطر في قصيدته غزل بوليسي حين قال :

مع هذا مِـــثـُـلك لا يـُـعذر ..
لم نطلب منك معلـّــقة ً ..
غازل ليلاك بما استيسر ..
ضعها في حاشية الدفتر ..
صف عينيها صف شفتيها ..
قل فيها بيتا ً و اتركها ..
ماذا تخسر ؟
هل قلبك قـُـــدَّ من المرمر ؟!


حسنا ً حسنا ً سأغازلها :
عيناها كظلام المخفر ..
شفتاها كالشمع الأحمر ..
نهداها كتورّم جسمي قبل التوقيع على المحضر ..
قامتها كعصا الجلاد ،
وضفيرتها مشنقة ..
والحاجب خنجر !
ليلاي هواها استعمار ..
وفؤادي بلدٌ مستـَعمَـر ..
فالوعد لديها معروف ..
والإنجاز لديها مُــنــْــكَــر ..
كالحاكم .. تهجرني ليلى ..
كالمخبر تد همني ليلا !
كالأسطول السادس أسهر ..
مالي منها غير خيال يتبدد ساعة أن يظهر ..
كشعار ( الوحدة ) لا أكثر !
ليلى غامضة .. كحقوقي ..
ولعوب( ككتاب أخضر) !

لا حظ عبقرية توظيف كلمة "نهداها" وكلمة "لعوب" .. رسالته وصلت وبعمق في كلمات قليلة اما ما هو بين يدينا فلا أكاد أنهي القصيدة حتى أسأل نفسي : حسنًا ..وما المطلوب مني فعله بعد الانتهاء من القراءة ؟
أرجو أن يكون قد فُهِم ما أريد قوله
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس