عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-05-2008, 11:59 PM   #6
عبدالحكيم العوفي
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: May 2008
المشاركات: 15
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه القصيدة من شقها الديني لا تبلغ حد الخطر ومن شقها الأخلاقي لم تبلغ حد الإقذاع ومن شقها الأدبي البحت لم تكد تبلغ حد الإبداع ..

الأدب الحديث هو أدب يقيم القضية بدلاً من الفرد والأمة بدلاً من القبيلة والشعور مقابل الصنعة .. وهذه القصيدة هي قصيدة بكل المعاني تقليدية ولا يكاد يُرى فيها عنصر من عناصر الشعر الحديث المتمثلة في :
الرؤية : ومقصود بها الزاوية التي ينظر بها الشاعر إلى القضية -أيًا كانت- أي فلسفة الشاعر في القصيدة ويستدل على الرؤية من خلال العنوان وما يثيره من إشكالات ثقافية وفلسفية فكرية.
التناول : ويُقصد به المعالجة للقضية هل هي بضمير الفرد أم الجماعة ؟ هل هي مباشرة أم غير مباشرة؟ فلسفية أم غير فلسفية ؟ وهناك ارتباط بين التناول وطبيعة الموضوع وهذا الارتباط يتحدد من خلال ثقافة الشاعر وصياغته للحدث ونظرته لما يدور حوله من أحداث .
التماسك النصي :فوحدة بيئة التشبيه وانتماء الكلمات المختلفة فيها إلى حقول دلالية واحدة أو مختلفة اختلافًا متجانسًا مع ما يرمي إليه يزيد من شعور القارئ بقوة النص . ويستدل على التماسك النصي من خلال محاولة تغيير الأبيات وإحلال بعضها محل بعض ، فإن تعذّر هذا فهذا دليل تمكن الشاعر من شعره وإن كان العكس فهنا نكون حيال شاعر تقليدي يعيش في عصر اتسم بافتقاد القصيدة إلى الوحدة الموضوعية .
الحشد : : أو نسميه الأدوات التي يستخدمها الشاعر في القصيدة مثل : الاتفاق مع الموروث الشعري أو الاجتماعي أو مجادلته أو مناقضته كما فعل الشاعر سيد يوسف أحمد مناقضًا بيت شوقي الذي يقول فيه شوقي :
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
فقد قام الشاعر بمناقضته ساخرًا بقوله :
وطني لو شغلت بالخمر عنه
نازعتني إليه في البار نفسي
باختصار قد يكون الاتفاق مع الموروث أو الاختلاف واقعًا في دائرة ما يسميه البلاغيون القدماء بالتضمين والاقتباس ... وغيره
استخدام الأفعال والأسماء والحروف ودلالتها : فالشاعر يفترض أنه على دراية نحوية ولغوية بدلالات ما يكتبه ويمكن له الانحراف عنها بشكل متعمد يُبرز تناقضًا مضمونيًا والأمثال كثيرة لو حاولنا استقصاءها لما انتهينا .
.. هناك أشياء أخرى لا تنتهي كالتقنية المستخدمة الومضة أو السرد أو الرمز أو النص الدائري التكراري ... باختصار القصيدة التي بين يدينا لو نقدناها أدبيًا لوجدناها ملئى بالتكرار المنفر غير المضيف لدلالة معينة كلمة النهد كانت متكررة بشكل ثقيل وهذا التكثيف لم يضف حالة شعورية ولم يكن له استخدام مجازي .
الصور والمجازات والاستعارات تقريبًا منعدمة . الحالة فيها استرسال وتداعٍ وكان يمكن اختصارها في أبيات قليلة .
لن أزيد على ما فعله أحمد مطر في قصيدته غزل بوليسي حين قال :

مع هذا مِـــثـُـلك لا يـُـعذر ..
لم نطلب منك معلـّــقة ً ..
غازل ليلاك بما استيسر ..
ضعها في حاشية الدفتر ..
صف عينيها صف شفتيها ..
قل فيها بيتا ً و اتركها ..
ماذا تخسر ؟
هل قلبك قـُـــدَّ من المرمر ؟!


حسنا ً حسنا ً سأغازلها :
عيناها كظلام المخفر ..
شفتاها كالشمع الأحمر ..
نهداها كتورّم جسمي قبل التوقيع على المحضر ..
قامتها كعصا الجلاد ،
وضفيرتها مشنقة ..
والحاجب خنجر !
ليلاي هواها استعمار ..
وفؤادي بلدٌ مستـَعمَـر ..
فالوعد لديها معروف ..
والإنجاز لديها مُــنــْــكَــر ..
كالحاكم .. تهجرني ليلى ..
كالمخبر تد همني ليلا !
كالأسطول السادس أسهر ..
مالي منها غير خيال يتبدد ساعة أن يظهر ..
كشعار ( الوحدة ) لا أكثر !
ليلى غامضة .. كحقوقي ..
ولعوب( ككتاب أخضر) !

لا حظ عبقرية توظيف كلمة "نهداها" وكلمة "لعوب" .. رسالته وصلت وبعمق في كلمات قليلة اما ما هو بين يدينا فلا أكاد أنهي القصيدة حتى أسأل نفسي : حسنًا ..وما المطلوب مني فعله بعد الانتهاء من القراءة ؟
أرجو أن يكون قد فُهِم ما أريد قوله
أهلا بك سيدي

درسك هذا يستحق الحفظ ولكنه لم يرتبط بالقصيدة الا من خلال تكرار كلمة نهد وهذا ما أخالفك به فلو أعدت النظر في القصيدة بحلتها الجديدة وتأملت أولاً بالعنوان
فالعنوان سيدي يتحدث عن السلام الملكي أو النشيد الوطني
فالنشيد الوطني كما تعلم نشيدٌ لوطن أي وطن والقصيدة هنا هي نشيد لمملكة النهود
فعندما نكرر كلمة نهد في هذا الباب يخرج التكرار من السلبية الى الايجابية لأنه يرسخ حب النهد أو حب وطن النهد
أما من ناحية التقليدية فإن جميع الأناشيد الوطنية هي بهذا اللون فهل هناك نشيد خاص بوطن لا يحمل هذه الدلالات والمعاني ؟
فالفرق فقط في الأسلوب والوزن

وشكرا لك وأين أنا وأين أحمد مطر لك الشكر الخاص على هذه المقارنة اللطيفة
عبدالحكيم العوفي غير متصل   الرد مع إقتباس