عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 12-06-2008, 02:34 PM   #27
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحصاد الشهري للمقاومة العراقية البطلة لشهر أيار/مايو 2008

بسم الله الرحمن الرحيم

إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين (آل عمران 140)

محاولات إعلامية يائسة من العدو

من خلال أجواء الانكسار النفسي والاقتصادي والسياسي التي تخيم على فضاء الولايات المتحدة الأمريكية بقيادتها الغاشمة، تحاول تلك القيادات أن تنفذ الى عقل المراقب داخل الولايات المتحدة، والمراقبين في مختلف أنحاء العالم، دون أن تتناسى أن تتوجه للمراقب العربي، والعراقي على وجه الخصوص.

فتعلن في نهاية شهر أيار/مايو أن خسائر قواتها في هذا الشهر كانت أقل الخسائر طيلة سنوات عدوانها على العراق، حيث بلغ عدد قتلى الجيش الأمريكي 19 قتيلا فقط. ورغم أن هذا الرقم لا يصدقه حتى من يكتب بيانات الجيش الأمريكي نفسه، حيث باتت الجهات التي تفضح حقيقة خسائر الجيش الأمريكي تصل بيسر الى كل سكان العالم، تلك الجهات المتشظية عن مؤسسة البنتاجون، لكن ما أثر مثل تلك التصريحات والمرافقة لنشاطات يقوم بها المسئولون الأمريكان وأعوانهم في المنطقة وفي العراق بالذات، ليوحوا بأن الأمور تسير حسب المخطط الأمريكي، ما أثر ذلك على المستويات المختلفة؟

من سينتصر نحن أم هم؟

هذا تساؤل يثار لدى الأمريكان، كما يثار لدى العراقيين، وقد اقترب الأمريكان من الانتهاء بالاعتراف بعدم احتمالية تحقيقهم للنصر، أو لعلهم انتهوا من ذلك، لكنهم يراهنون على أن ييأس العراقيون المقاومون من تحقيق النصر.

من هم المراهنون على الفريقين؟

هناك مثل عربي قديم يقول: ( لا ينسى ماضيه إلا فقير اغتنى أو حقير اعتلى)، وهذا المثل ينطبق على من ابتهج لما حصل في العراق، فاغتنى فقراء بتجارتهم الرابحة والمزدهرة على ضفاف ما حدث في العراق، وتلك التجارة القائمة على الغش والنهب واستغلال الظرف الطارئ بكل ما تبعه، أو حقراء كانوا لا يعدون من البشر، فاعتلوا مناصب وتبوءوا مقاعد لم تكن لتحصل لهم دون الإمساك بأرجلهم ورفعها لارتقاء صهوة (كديش) الحكم المطيع لمن أوجده. هؤلاء من المؤكد أنهم يراهنون على انتصار أمريكا، ولن نتناولهم بالحديث لأنهم (أعراض) تزول بزوال المرض.

أبناء أمريكا المضللة والمسيرة من قبل طغمة تبحث عن مصالح اقتصادية إمبريالية، أو تدعو لتحقيق حلم عقائدي مريض يرتبط بالتلمود (الصهاينة الجدد)، أصبحوا اليوم يتساءلون: معركة من هذه؟ ومن الذي يدفع الثمن من تضحيات بشرية وكلف اقتصادية، هل تلك الزمر المريضة التي تعتلي هرم الحكم في الولايات المتحدة أم نحن المغلوب على أمرهم؟

في العالم ـ خارج الفريقين المتصارعين (أمريكا ـ المقاومة العراقية). لو استثنيا الكيان الصهيوني، فإن كل دول العالم لم ترض بداخلها عن سلوك أمريكا، فقسم من تلك الدول أخذ ينسل خجلا من التحالف مع أمريكا (أسبانيا، إيطاليا، بولندا، اليابان، كوريا الجنوبية، وأخيرا أستراليا)، حتى بريطانيا الحالمة بإعادة أمجادها على ضفاف المشروع الأمريكي ـ الصهيوني، غدت تعيد النظر بسياستها تجاه ما يجري.

أين الصحوات من المشهد؟

في حالات الهلع، يخرج المنكوبون المحاصرون في حريق يلتهم مكانهم، يخرجون متزاحمين متدافعين، لا يضبطهم ضابط حضاري، ولا ضابط منطقي، بل يدفعهم هلعهم للنجاة. هكذا تتزاحم الأفكار (المرعوبة) الخارجة من عقول الأمريكان المأزومين. ومن بين تلك الأفكار المأزومة فكرة الصحوات.

هناك عدة دوافع تفرق بين المنتمين لتلك (الصحوات): ـ
1ـ دافع ينبع من العوز والعمل في أي عمل، يأتي من وراءه دخل معين، وهؤلاء يشبهون لحد كبير الفلسطينيين الذين يعملون في خدمة مشاريع الصهاينة في فلسطين، لا أحد يستطيع تجريمهم وتخوينهم، ولا أحد يجزم أن أولئك الفلسطينيون هم أعداء لفكرة تحرير فلسطين، ولكنهم يختصرون من نشاطهم قليلا ليتفرغوا لإطعام ذويهم. وقد اكتشف العرب أنهم غير مؤهلين للقدح بأولئك الفلسطينيين وهم لا يقدمون لهم ما يمنعهم من الاندفاع لعملهم لدى المشاريع الصهيونية.. وهذا الأمر يتواجد بالعراق بدرجة أقل، لكنه موجود، خصوصا إذا رافقه فقه آخر في الأنواع الأخرى من الدوافع.

2ـ دافع ينبع من الحاجة الى حمل السلاح للذود عمن يعتدون على حرمات العراقيين الذين لم يبادروا الى القبول بالاحتلال، فلم يُتركوا وشأنهم دون عمل أو مناصب، بل امتدت إليهم أيدي غريبة مدفوعة بدوافع شتى للقضاء على أشخاص كان لهم ذات يوم شأن، أو قد يكون لهم شأن، فحملوا السلاح تحت عباءة الصحوة، بشكلها المشروع (أمريكيا). وهؤلاء خطرهم لا يزيد كثيرا عن خطر الصنف الأول، إلا إذا تم توظيفه بشكل خبيث من قبل الأعداء، وهو أمر وارد.

3ـ دافع ينبع من فقه مقارن، يتبناه بعض المفكرين المحسوبين على الصعيدين العشائري أو السياسي. وحجة هؤلاء أنه لا يجوز ترك العراق ساحة يلعب بها خصوم العراق من فرس وأعوانهم، فلذلك لا بد من حضور قوي يعيق خطط هؤلاء ويسمع صوت الشرائح المغيبة لإدارة الاحتلال. إن هؤلاء هم أخطر صنف من أصناف القائمين على الصحوات، وبالمناسبة إن هؤلاء هم من أقر بفكرة المشاركة بالانتخابات والحكومة الهزيلة، وهم من أضفى بالتالي بعض الشرعية على استمرارية الاحتلال. ولو فتشنا بين هؤلاء لوجدنا معظمهم من المأزومين قبل الغزو الأمريكي للعراق، وإنهم لا يفصحون عن كوامنهم بشكل جيد، وإن كانت تلك الكوامن مكشوفة لمن يريد أن يكشفها.

4ـ دافع عدواني بحت، تمسك به الأجهزة الأمريكية، فينخرط في الصحوات من المكلفين في تصفية بعض الرموز المقاومة، أو إحداث الفتن لتهيئة أجواء الانشقاق بصفوف المقاومة (من زاوية عشائرية أو اجتماعية).

خاتمة

إن النصر صبر ساعة، فمن يجر وراءه أمجاد الأمة ويرى أمام عينيه انتهاك حرماتها، ويفقد كل يوم من يعز عليه، لا شك أنه أقوى وأجدر بالنصر من أولئك المتقطعة أنفاسهم، أو المراهنين على كذبة كبرى.

عاش العراق حرا عربيا مسلما
عاشت المقاومة العراقية رهان كل الشرفاء في العالم
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر
المجد والخلود لشهداء أمتنا الأبرار
الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس