عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-06-2008, 12:50 PM   #6
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الإهتمام بالثقافة والتراث الأمازيغي يصب في مصلحة شعوب المنطقة، ونسيان ذلك التراث ـ لا سمح الله ـ هو ضياع لرافد مهم من روافد التكوين الحضاري لتلك الأمة التي يتطير البعض من تسميتها أمة عربية، فلتكن أمة أمازيغية أو أمة كردية أو أي أمة، فإن كان اللسان الغالب هو العربي على مدونات ومخزون تلك الأمة المعرفي فما الضير إن سُميت عربية؟


وإن كان هناك من يحاول التفريق بين العرقين الأمازيغي والعربي، فإننا نقول له: إن العرب والأمازيغ اللذان أثبتا على طول أكثر من 34 قرن أنهما عرقين قريبين من بعضهما البعض يعاضد أحدهما الآخر وينجد أحدهما الآخر إذا مر في أزمة أو كرب .. ولم تستطع الإمبراطورية الرومانية منذ انتهاء الحرب البونية الثالثة في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد حتى دخول الفتح الإسلامي، فقد اندمجت العروق العربية والأمازيغية والشمال إفريقية في كتلة قوية سريعة التكوين لتوصل رسالتها الى الضفة الأخرى من البحر المتوسط.

وإن كان سكان (ايبريا ـ الأندلس) لم يثمر بهم الإسلام طيلة ثمانية قرون، فإن سكان شمال إفريقيا قد أثمر وعمر وبقيت اللغة العربية موجودة، رغم تناوب الحملات الاستعمارية على تلك الأقطار .. ورغم ارتخاء قبضة الحكم العربي في وقت مبكر جدا أي في القرنين الهجريين الأولين على تلك الأقطار.

لا يميز تراثنا العربي الإسلامي في رموزه من صانعي نهضته بين عربي وغير عربي، فابن سينا والبيروني وصلاح الدين الأيوبي وطارق ابن زياد ويوسف بن تاشفين وغيرهم الكثير.. هم رموز لنا كما هم رموز لعروقهم الأضيق ..

لكن تناغم تلك الهجمات الآتية من أصوات متناثرة، هنا وهناك، في السودان والعراق والأقطار المغاربية وحتى لبنان لا تؤخذ على محمل حسن النية، وأن من يغذي تلك الأصوات لو عددنا العروق فيها لوجدناها أكثر من العروق في منطقتنا بمئات المرات .. أمريكا (مليئة بالعروق) الصين (مليء بالعروق) الهند فيها ما يزيد عن 500 لغة.

ما يبعث على تقليل الاهتمام بتلك الدعوات، هو أن تلك الأصوات لا تمثل الرؤية الوطنية للمكونات العرقية في دولها، وإن زعم مطلقوها أنهم عينة من عموم الناس الثائرة!
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس