عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-06-2008, 12:03 AM   #2
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

الطريق الطويل الجميل بين الرياض والدمام


في رحلة الذهاب أما رحلةالعوده فكانت في الطائرة


لطائرة التي لن تنساها إلى الأبد


كأنها طفلة ترى مدن الملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها


وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان دهشة وسعادة فرحاااانه


رأت من شوارع ومن محلات ومن بشر ومن حجر ومن رمال ومن مطاعم


وكيف أن البحر يظرب بعضهم بالامواج


وكيف أنها وضعت يديها هاتين ..


هاتين في ماء البحر


وذاقته طعم البحر فإذا به مالح .. مالح ..


وكيف أن البحر في النهار أزرق وفي الليل أسود


ورأيت السمك يا خالد


نعم رأيته بعيني يقترب من الشاطئ


وصاد لي أخي سمكة


ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية ..


كانت سمكة صغيرة وضعيفة .. ورحمت أمها ورحمتها ..


ولولا الحياء يا خالد لبنيت لي بيتاً على شاطئ ذاك البحر


رأيت الأطفال يبنون !! اجبال ويلعبوون


ـ يووووه نسيت يا خالد صح


ونهضت بسرعه فأحضرت حقيبتها ونثرتها


وأخرجت منها زجاجة من العطر وقدمتها إليه وكأنها تقدم الدنيا


وقالت هذه هديتي إليك وأحضرت لك يا خالد


" احذيه** تستخدمها للحمام.


وكادت الدمعة تطفر من عين خالد لأول مرة ..


لأول مرة في علاقته بها وزواجه منها


فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية ..


وهو قد ركب معظم خطوط الطيران في العالم ولم يأخذها معه مرة


لأنها في اعتقاده جاهلة لا تقرأ ولا تكتب فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر


ولماذا يأخذها معه ونسى ..


نسي أنها إنسانة ..


إنسانة أولاً وأخيراً ..


وإنسانيتها الآن تشرق أمامه ... وتتغلغل في قلبه


وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه .. فما أكبر الفرق !!!


بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد


وبين الهدية التي قدمتها هي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة


إن " الحذااء ** الذي قدمته له يساوي كل المال الذي قدمه لها


فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر


وأحس بالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة


التي تغسل ثيابه ... تعد له أطباقه ...أنجبت له أولاده ....شاركته حياته


سهرت عليه في مرضه


كأنما ترى الدنيا أول مرة ولم يخطر لها يوماً أن تقول له


اصحبني معك وأنت مسافر أو حتى لماذا تسافر


لأنهاالمسكينة تراه فوق .. بتعليمه وثقافته


وكرمه المالي الذي يبدو له الآن أجوف .. بدون حس ولاقلب ..


أحس بالألم وبالذنب ..


وبأنه سجن إنسانة بريئة لعشرين عاماً


ليس فيها يوم يختلف عن يوم ..


فرفع يده إلى عينه يواري دمعة لاتكاد تبين .. وقال لها كلمة قالها لأول مرة في حياته


ولم يكن يتصور أنه سيقولها لها أبد الآبدين .... قال لها :


أحبك ..


قالها من قلبه ..


وتوقفت يداها عن تقليب الحقيبة


وتوقفت شفتاها عن الثرثرة


وأحست أنها دخلت في رحلة أخرى أعجب من الدمام ومن البحر ومن الطائرة


وألذ .....!!!!



رحلة الحب التي بدأت بعد عشرين عاماً من الزواج


بدأت بكلمة ..


بكلمة صادقة ..


فانهارت باكية !!
__________________
salsabeela غير متصل