عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-06-2008, 01:51 AM   #2
صتيمه
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 561
إفتراضي

في عام 1269هـ هاجم المصريون عسير، فتصد لهم العسيريون وهزموهم شر هزيمة، وغنموا الكثير من الغنائم. وبعث الأمير عايض بن مرعي جزء من الغنائم إلى الإمام فيصل بن تركي آل سعود ومعها قصيدة للعلامة علي بن الحسين الحفظي، قال فيها:





أيـا أم عبـد مـالـك والتـشـرد
ومسـراك بالليـل البهيـم لتبعـدي
ومأواك أوصـاد الكهـوف توحشـاً
ومثـواك أفيـاء النصـوب وغرقـد
وما جاوزت ساقاك من سفح رهـوة
وأشعافهـا مـا بيـن عـال ووهـد
ومسراك من ذات العميـق وكوثـر
ونهـران مـزور القـذال الملـبـد
وما السر إن أبدلت قصـراً مشرفـاً
وعرشـاً وفرشـاً بالقـرى والتلـدد
فمـا مثـل هـذا منـك إلا لضيقـة
من العيش أو من سوء أخلاق معتدي
فقالت: رويداً يـا أبـا عبـد إنمـا
أضاق بنـا ذرعـاً شديـد التوعـد
عرمرم جيش سيق من مصر معنفـاً
يهتـك أستـار النسـاء ويعـتـدي
ويسبـي ذراري الأكرميـن جبـارة
وينظـم سـادات الرجـال بمقـلـد
فقلت لهـا: مـن دونكـن ودونهـم
ضـروب حمـاة بالحديـد المهنـد
وضرب يزيل الهام عما ربـت بـه
ويظهـر مكنونـات أجـواف أكبـد
وطعنـاً تـري نفـذ الأسنـة لمعـاً
من القوم يعوي جرحها لـم يسـدد
قفي وانظري يـا أم عبـد معاركـاً
يشيب لها الولدان مـن كـل أمـرد
وإن كنت عنها في البعـاد فسائلـي
ففيها أسـود مـن مغيـد بمرصـد
وفيها ليوث الأزد مـن كـل شيعـة
يصالون نار الحرب حزنـاً لمفسـد
وفيها رئيس (عائض) حول وجهـه
حياض المنايا أصدرت كـل مـورد
خليفـة عصـر للحنيفـي مثـقـف
لما اعوج منه فـي حجـاز وأنجـد
فيالك من يوم (الحفيـر) ومـا بـدا
لريدة مـن طـول الغمـام المشيـد
ويالك مـن يـوم اللحـوم سباعـه
شباع وطير الجـو تحظـى لمشهـد
ويالـك مـن أيـام نصـر تتابعـت
بها من شواظ الحـرب ذات التوقـد
تطامت رقاب (الروم) فيها عيوقهـا
كمـا عـاق دود للجـراد المـقـدد
فأضحى جثاثاً فـي البقـاع مركمـا
تزعزعـه ريـح العشيـة والـغـد
ويالك مـن يـوم (المـرار) لـواؤه
تقنع بالصرعـى بـه كـل مقصـد
كـأن تقحـام الشـريـد وعــوره
قـرود نحاهـا فجـأة أعسـر اليـد
تخرمهـا نحـر الهجيـر وإنـهـا
لتعهد منـه فـري نـاب ومفصـد
ويا عجباً من في (حبضي) وما دنـا
لوادي (كسـان) مـن قتيـل مسنـد
وفي ربوة (الشعبين) داهيـة أتـت
عليهم فمـا أغنـى دفـاع بعسجـد
ويم (المقضى) قد تقضـت أمورهـم
بفاقـرة الظهـر التـي لـم تضمـد
ومن قبل ذا يوم (العزيـزة) عزهـم
ذليـل بضـرب المشرفـي المجـرد
كتائب فيها أضرمـوا ثـم غـودروا
بأشلائهـم قانـي الــدم المكـنـد
بأيدي رجـال مـن شنـوءة جدهـم
رقى بهم مجـداً إلـى حـذو فرقـد
تداعى عليهم من صميـم أصولهـا
ثبـات وجمـع كالمحيـط المـزبـد
ففاخر بهم يا خاطبـاً فـوق منبـر
على الناس فاقوا بالحسـام وسـؤدد
فليهن بنو قحطـان مجـد فخارهـم
مدى الدهر في نـادي بـواد وأبلـد
فيـا راكبـاً إمـا لقيـت ببيـشـة
ومـا دفعتـه مـن ضـراب وفدفـد
فسلم على قبر ابـن شكبـان سالـم
فقد كـان قدمـاً قادمـاً كـل سيـد
يحامي على التوحيد حتى عرى لـه
من الحتف كأس جرعـه ذو تـردد
ومر على أجزاع (ضلفع) وقف بهـا
قليلاً وما يغنيك عن ضـرب مبعـد
على ظهر قبـاء الكلـى لا يريبهـا
حفـا حـزن منجـاة قفـر منـكـد
تثر الحصا بالخف كالحـذف قبلهـا
وقد ضـاق همـا صدرهـا للتبعـد
كما ثر عن عيـن برمـلان وحشـه
يجفـلـه قـنــاص بالـتـرصـد
توسمـت (الوسمـى) أمـا بكـوره
فمن (نقا الدهناء) سعدانهـا النـدي
وأمـا ثوانيـه فـإن زال ظعنـهـا
فمن (حضن) حتى (الرشاء) الممهـد
تـعللها منـه غــواد فاشـطـأت
بقـول ورمـث زهرهـا ذو تطـرد
فأضحت تاسمى في (سنـام) كأنهـا
بخد تليع (الهضب) عالـي التصعـد
فقـل لمعـد لا تـغـر بسرحـهـا
فتلقى كمـاة الحـي جنبـاً بموعـد
بسمر العوالـي والمواضـي دونهـا
ومبيض موضون الحديـد المسـرد
وأما أجازتك (الدخول) ف(حمومـل)
ف(صبحا) ف(السراديـح) فاعتـدي
وسقها علـى نجـد يؤمـك ليلهـا
بنات لنعش والضحى فيـه تهتـدي
وإن خلأت يومـاً لشحـط مزارهـا
فأبـدل بهـا عينـاء ذات التـعـرد
ودعها عن التهجيـر حتـى إذا رأت
وروداً بماء مـن (صفـار) فـأورد
وأشرف على وادي اليمامـة قائـلاً
ودمعك سفاحاً على الخـد والثـدي
سـلام علـى عبدالعزيـز وشيخـه
وتابـع رشـد لـلإمـام المـجـدد
دعا النـاس دهـراً للهدى فأجابـه
فئـام فمنهـم عالمـون ومقـتـدي
وقفاهمـا حـذواً (سعـود) بسيفـه
مميز مجـود النقـود مـن الـردي
وعرج بها ذات اليمين وقـد هـوت
على عرصـات للريـاض بمقصـد
وناد بأعلى الصوت بشرى (لفيصل)
ومن نسل سـادات الملـوك مسـدد
إليـك نظامـاً نشـره فـي وقائـع
على جحفل المصري قد شـد باليـد
فعشرون ألفاً قـد قضـى الله منهـم
فمـا بيـن مقتـول وعـار مجـرد
ولم ينج منهم غيـر قـواد قومهـم
علـى صافنـات فـي قليـل معـود
كـأن أنيـن المومقيـن ومـن بـه
جـوارح رمـي قاصفـات لأعـمـد
أنين معيـز زارهـا داؤهـا الـذي
بأكبادهـا أضنـى عليهـا ليعتـدي
أو ساكني الأمصار قـد حـل فيهـم
عقاص فأصماهم علـى كـل مرقـد
أتاهم بها إذ غـاب نجـم مشعشـع
من الجو في مغرابه نحـس أسعـد
فكل الـذي لاقـوه يحسـب دونمـا
تعكس مـن حـزم الهمـام المعمـد
فقـل لدليـل القـوم هـلا أفــاده
من العلـم أن البغـي قتـال معتـد
ومهمـا أعادتـه الأمانـي لحربنـا
نصبنـا لهـم أمثالهـا بالمـجـدد
ويـا قافـلاً إمـا ثنيـت زمامـهـا
وأقبلـت مـا استدبرتـه للتـعـود
ولاح سهيـل ضاحكـاً لـك ثغـره
وقـد لمحتـه عينهـا مفلـق الغـد
فسلم على الأحبـاب تسليـم موجـد
ولا تنس جيـران (البجيـر) بألحـد
وآخـر قولـي وابتـدائـي فيـهـم
صلاة وتسليماً علـى خيـر مرشـد
وآل وصحـب كلمـا قـال منـشـد
أيـا أم عبـد مـالـك والتـشرد
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
صتيمه غير متصل   الرد مع إقتباس