في عام 1224هـ وصلت رسالة من إمام اليمن أحمد المتوكل بن المنصور إلى العلامة محمد بن أحمد الحفظي الألمعي العسيري يخبره فيها بوصول وفد إليه من الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود يدعوه للاستجابة لدعوة التجديد، فبعث المتوكل يسأل الحفظي عن سيرة الإمام سعود وأحوال الدعوة، فأجابه الحفظي بأرجوزة مكونة من ستة وخمسون بيتا، نورد منها الشاهد، وهو الجزء الأخير فيها:
وقد أتتني يا أخـي رسالـة
من ذلك الندب أخ البسالـة
تخبر عن عصابـة ووفـد
جاءت إليه من إمـام نجـد
معرضا في تلـك بالسـؤال
عن زبدة الأقوال والأفعـال
وما نراه من صفات القـوم
وما يكـون غايـة للعـوم
وإنني أحمي هديت سمعـي
وبصري عن كل شيء بدعي
في الدعوة الواضحة الجليلة
إلى معاني لفظـة التهليلـة
وكل دعوى فعليهـا حجـة
تهدي المريد واضح المحجة
مجدديـن سبـل الـسـلام
متبعيـن سـيـد الأنــام
يدعون للتوحيـد والتفريـد
وتركنا الإشـراك والتنديـد
مجاهدين بالنفوس والمهـج
على صراط مستقيم لا عوج
وتابعيـن للفتـى سـعـود
بأوثـق الإيمـان والعهـود
ذاك الإمام الفارس المفضال
العالـم العلامـة العـمـال
وعنده من علمـاء السنـة
من يحمل الأسياف والأسنة
في خلق مستحسـن كريـم
وعندهـم البعيـد كالحميـم
وقد اجابته الجموع الجمـة
والنصر معقود بتلك الهمـة
معظمـا شعائـر الاسـلام
وهادما مشاعـر الأصنـام
وقد رأيـت منكـم رسالـة
إليه تمشي في البها مختالة
شممت منها نسمة الوفـاق
وشمت منها لمعة البـراق
والاجتماع في طريق الحـق
مطلب أهل الاهتداء والصدق
وبيننـا وبينهـم مراسلـة
في غاية الولاء والمواصلة
وإننـي مرتقـب بـشـارة
تسعى بها الركبان والسيارة
فأسـأل الله صـلاح الكـل
وحقق الظن بمجمع الشمـل
__________________
ان لم تكن معي والزمان شرم برم...لاخير فيك والزمان ترللي
|