عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-06-2008, 01:44 PM   #2
اليمامة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية لـ اليمامة
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: بعد الأذان
المشاركات: 11,171
إفتراضي

من الغريب ان الحكومات العربية تقول انها تؤسس هذه الصناديق من اجل رفاهية الأجيال المقبلة، بينما تعيش الاجيال الحالية في ظروف معيشية صعبة، ودون توفر الحد الأدني من الخدمات الاساسية من طبابة وصحة وتعليم.
الاموال العربية تهرب الي الغرب، وكذلك مئات من الشباب العربي الذي يركب البحر، ويواجه الموت غرقا والتحول الي طعام للسمك، بحثا عن فرص العيش الكريم. فأي تناقض هذا، ومن الذي يتحمل مسؤوليته؟ فلماذا لا تستثمر هذه الاموال لخلق وظائف لهؤلاء من خلال مشاريع انتاجية دائمة، وليس مشاريع اسكان فارهة، تقام علي ارض شبه مجانية، مقدمة من الدولة، وتصل نسبة العوائد الربحية من ورائها الي اكثر من 200% في بعض الاحيان؟
الدخل السنوي المتوقع للمملكة العربية السعودية هذا العام سيصل الي 400 مليار دولار، اي بمعدل مليار ومئتي مليون دولار يوميا. اين تنفق هذه الاموال؟ في مشاريع بناء مساكن لشركات استثمارية تستهدف الربح السريع.
العاهل السعودي خصص نصف مليار دولار من هذه الثروة، مثلما كشف في مؤتمر المصدرين والمستهلكين للنفط، المنعقد قبل اسبوع في جدة، لمساعدة الدول الفقيرة المتضررة من ارتفاع اسعار الطاقة، اي نصف علي اربعمائة من دخل بلاده النفطي فقط، بينما خصص بيل غيتس صاحب مؤسسة مايكروسوفت نصف ثروته الشخصية (50 مليار دولار) لشركة خيرية اسسها لمساعدة الفقراء والمحرومين، واعلن امس اعتزاله من ادارة شركة مايكروسوفت، والتفرغ كليا لادارة مؤسسته الخيرية هذه ومشاريعها في مكافحة الامراض وبناء المدارس والمستشفيات ومساعدة المحتاجين في جميع انحاء العالم دون تمييز.
الانفجار الكبير قادم لا محالة، لأن الوضع الراهن لا يمكن، بل لا يجب ان يستمر، فالغالبية الساحقة من المواطنين العرب تعيش علي اقل من دولارين في اليوم، بينما هناك من يلعبون بالمليارات، وليس الملايين، ويكدسونها في البنوك، وسط حالة مرضية من الجشع والانانية وعدم الاحساس بشعور الغير من ابناء جلدتهم.
وربما يجادل البعض بان بعض الدول الخليجية اسست شركات كبري استثمرت عشرات المليارات في الدول العربية الفقيرة مثل سورية ومصر واليمن والسودان، والمغرب، وهذا صحيح، ولكن لو القينا نظرة علي معظم هذه الاستثمارات نجدها في ميادين العقار، ولبناء فيلات وشقق في منتجعات مخصصة للاغنياء اصلا، فمن يشتري شقة بمليوني دولار في منتجع النخيل في دبي او اللؤلؤة في قطر، او مشاريع الاعمار في اللاذقية في سورية او مثيلاتها في لبنان والمغرب واليمن والاردن؟ فالهدف من هذه المشاريع ليس خلق فرص عمل لسكان مدن الصفيح في الدار البيضاء وبيروت والبرامكة في دمشق، وانما جني ارباح خيالية تصل الي مئة في المئة في معظم الاحيان ومعفاة من الضرائب.
التنظيمات الاسلامية المتشددة، و القاعدة منها علي وجه الخصوص، تعيش افضل ايامها، والمستقبل اكثر اشراقا بالنسبة اليها، بحيث لا تحتاج لكثير من الجهد للترويج لايديولوجياتها العنفية او الارهابية، فالمناخ ملائم جدا، وعقيدتها محلية غير مستوردة مثلما هو حال الماركسية، ومتجذرة في العقول والنفوس.
التنظيمات المتشددة تعد انصارها بالذهاب الي الجنة بأقصر الطرق، وأسرع الوسائل اي الحزام الناسف، حيث دار البقاء، تري بماذا تعد انظمة القمع ومعها الولايات المتحدة، كبديل مضاد غير حاضر مهين ومذل، وبطانة فاسدة، ورضوخ كامل لإملاءات المستعمر، وخوض حروبه الظالمة، وآخرة اكثر بؤسا وشقاء.
المنطقة امام عملية تغيير جذرية، فاذا سلمت من الحرب الامريكية ضد ايران وتداعياتها، فانها لن تسلم من ثورة اجتماعية دموية، لان الاحقاد الطبقية والطائفية تتضخم، والحكام غارقون في جمع الاموال، والنوم في العسل بعيدا عن اي منغصات وآخرها الارتفاع الهائل في اسعار مواد الغذاء والوقود

سؤالي :
هل ما ذكره صحيح؟
أرجو أن نرى مؤيدي القاعدة والرافضين لها رأياً موضوعياً بعيداً عن المشاكل
__________________
تحت الترميم
اليمامة غير متصل   الرد مع إقتباس