04-07-2008, 04:39 AM
|
#12
|
|
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
|
عندما كنت أدرس في القسم الإبتدائي الأول، كان لدينا مدرس طيب القلب لا زلت أحترمه وأحبه إلى اليوم، وكان
من عادته أنه إذا أغضبته إحدى التلميذات، كانت طريقة
عقابه مضحكة على الأقل بالنسبة لي، حيث يطلب من التلميذات
المراد عقابهن الاختباء أسفل المكتب فلا يراهن وهو
يقوم بضربهن بل يكتفي بضرب الأرجل بالعصا مما يظهر
له أسفل مكتبه..ربما كان يفضل ذلك لأنه لا يتحمل رؤية ضرب التلميذ بشكل مباشر.
ذات مساء، كنا نأخذ حصة في التلاوة، وكنت أجلس أنا
وصديقتي في الصف الأمامي، كنا نلعب بأرجلنا التي لم
تكن تبلغ الأرض جيئة وإيابا لقصر قامتنا فجأة ، لفت
انتباهي أمر مضحك، فقلت لصديقتي، أنظري إلى الذباب
الموجود أمامنا، إنهم كثيرون تعالي نعدهم، فبدأنا بعدهم
وكان يغمى علي من الضحك عندما تختلط علينا الأمور
ولا نتفق في عدد الذباب المتواجد، فنعيد الكرة تلو الأخرى
و طبعا نفد صبر المعلم، وكانت تلك المرة الأولى التي يطلب
مني فيها التوجه مع صديقتي صوب مكتبه، فذهبنا سوية
فدخلت هي أولا أسفل المكتب ودخلت ورائها، فبدأ المعلم
يوجه الضربات بعصاه كيفما اتفق ، وكانت صديقتي ولقبها
بوغروس، هي التي تتلقى الضربات لأنها هي التي دخلت
أولا أما أنا فقد كنت وراءها لم أتلق شيئا، بل كنت أحتمي
بها من الخلف، وعندما فرغ الملعم من الضرب، عدنا إلى
أماكننا، نظرت إلى وجهها كان أحمر كالطماطم وهي تبكي
بحرقة، وكانت تضع شرائط بيضاء تزين بها شعرها، أما
أنا فقد انفجرت من الضحك حتى البكاء، وكلما شهقت
من البكاء كلما تملكني الضحك..
الغريب في الأمر أنني صادفت هذه الفتاة السنة المنصرمة
في السوبرماركت، وانتابني شعور غريب، وتركت كل ما
في يدي وتوجهت إليها قائلة ، أنت بوغروس ذات الشرائط
البيضاء، أتذكرينني؟ درسنا في كذا...هل تذكرين العلقة
التي أخذناها سوية، ولكن الضحك تملكني لم أستطع سرد
ما حدث، الغريب في الأمر أنها لم تذكر شيئا ولكنها
تذكرتني، هل تناست الموضوع لأنه كان مصدر ألم بالنسبة
إليها لست أدري، تفارقنا ومضت، وبقيت مسمرة في مكاني
أنظر إليها إلى أن اختفت، شعرت بأنها تحمل معها قطعة
من طفولتي البريئة...
أتمنى أن لا أكون قد أثقلت عليكم، شكرا لك أختي اليمامة
فالموضوع شيق، ومازالت لدي بعض الذكريات العالقة
في ذهني سأسردها عليكم في وقت لاحق بإذن الله
تحياتي ومحبتي الخالصة إليك [/color] [/color]
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!
|
|
|