عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-07-2008, 07:42 PM   #7
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

أخي الفاضل بو فتاح

إن الكتابة الروائية كما ذكرت أكثر اتساعا، لبسط أحداث الحكي و عرض

تفاصيله بشكل دقيق وهو أمر لا غبار عليه، غير أن التطورات التي عرفها

فن الحكي في مجال القصة القصيرة، جعلها تكسر الحواجز الزمانية والمكانية،

وتراهن على الإحاطة بتفاصيل الحكي، بل تتفوق في أحيان كثيرة على تقنيات

السرد في الرواية، فاعتمد القصاصون على الكلمة الموحية، والجمل القصيرة

الملغومة، وهو ما يعرف بتكثيف اللغة، فأصبح النص القصير مشحونا

بالدلالات العميقة، يسبح بالقارئ في عمق الحدث الذي تحيكه الشخصيات

وتحول الأبطال إلى رموز تشحذ النص وتغذي دلالاته المتشعبة، فيزداد

الحكي تمنعا، لأن النص ذاته أصبح منفلتا كالزئبق لا يمكن الإمساك به..

إن ما حدث في فن السرد، نجد ه ينطبق أيضا على سائر الفنون الأخرى،

ولتقريب الصورة أكثر، نجد الأسلوب ذاته يطبق في مجال السمعي البصري؛

لنأخذ الأفلام القصيرة التي أصبحت تنافس الأفلام المطولة وتتفوق عليها

معتمدة على بلاغة الصورة، وتقنية الحكي الموحية، فلا يشعر المرء بضيق

الحيز الزمني، بقدر ما يحس بالارتواء، لأن العمل ثم تكثيفه وتعميق أبعاده

بترسنة هائلة من المؤثثات الجمالية.

وقد استفادت كبريات الشركات من هذا التحول الكبير في مجال المرئيات،

فأصبحت توظف الوصلات الإشهارية التي تعتمد بالدرجة الأولى على تقنية

التكثيف....لعرض منتوجها.

إن النص السردي عموما ، والقصة القصيرة على وجه الخصوص حققت

قفزة نوعية في مجال السرديات، ما جعل القصاصين يتفننون في فن الحكي

ولم يعد النص أحادي الرؤية، بل أصبح منفتحا على قراأت جديدة ومختلفة

لأنه يستدعي القارئ، فمع كل قراءة للنص، يولد نص جديد، لأننا أصبحنا

أمام نص منفلت
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!

ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس