عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 14-07-2008, 08:17 PM   #2
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة eid-123
كنت في أحد الأسواق التجارية المغلقة عندما رأيتها ...

كانت عيونها كسماء حزيران .. صافية جدا .. ومحرقة جدا ..



تتقدم نحوي ببطئ شديد .. تحدق بي بعيونها التي تشع نورا ورقة ..

قالت : هل لك يا سيدي أن تدلني على مكان يمكنني أن أرى فيه موطني ؟

قلت بدهشة : وأين يقع موطنك ؟

قالت : في السماء يا سيدي ... أرجوك أن تدلني على مكان للخروج من هنا ..

قلت : تفضلي سيدتي سأوصلك الى المكان فإنه قريب جدا ...

ذهبت معها وقد كانت محاولة مني لإشباع رغبتي القوية في النظر إلى عينيها ...

كانت خطواتها بطيئة وتحمل الكثير من الثقة .. والكثير من الحذر .. وقد كانت تملك ابتسامة بريئة جدا كإبتسامة الملائكة .. تنظر تارة إلي وتارة أخرى إلى السماء ...

سألتها : منذ متى وأنت تسكنين في السماء ؟

قالت : منذ عشرين عاما

قلت : إذا فالقمر والنجوم من أعز أصدقائك !



قالت : نعم .. إني أراهم دائما .. حتى في وضح النهار ...

حسنا سيدتي هاقد وصلنا .. هذا هو المكان .. أتريدين شيئا آخر ؟

نظرت إلى السماء بتنهيدة ناعمة وكأنها وجدت موطنها أخيرا ..

ثم نظرت إليّ وقالت : من أين أنت ؟

بعد قليل من الصمت قلت : أعذريني يا سيدتي .. فلقد نسيت عنواني !!!

ضحكت وقالت : إذا فلتصبح على وطن ...

ودعتها .. وقد كان قلبي يقول بصمت وحزن : ياليتني أصبح في محراب عينيك .

وأنا في طريق العودة ...

كانت هناك امرأة تمشي بسرعة .. مرتبكة .. خائفة .. تحدق بكل شئ من حولها .. وكأنها تبحث عن شئ ثمين قد فقدته ...

إصطدمت بي .. قالت بلهجة قلقة جدا : أعذرني يا سيدي .. ولكنني أبحث عن أختي .. فقد كانت معي منذ قليل .. ثم فجأة إختفت ...

قلت لها : صفيها لي ...

قالت : أختي تبلغ العشرين من العمر .. تملك عيونا بلون السماء .. وبشرتها بلون القمر .. وترتدي عباءة صنعت من دموع الكواكب

قلت : إهدأي يا سيدتي .. فلقد رأيت أختك منذ قليل .. وهي الآن هناك في ذلك المكان ...

نظرت السيدة الى المكان بلهفة .. وإذا بأختها واقفة هناك تراقب السماء .. وكأنها تنتظر قدوم نجمة ما ...

فقالت وقد إغرورقت عيناها بالدموع : الحمد لله أنني وجدتها .. لقد كنت خائفة عليها كثيرا .. شكرا لك ياسيدي ...

قلت : عفوا ياسيدتي .. ولكن أرجوك بأن تقولي لي .. ماسر قلقك .. ولما خوفك الشديد عليها ؟؟؟

قالت بنبرة مرتعشة لا تخلو من الحزن :

إن أختي ياسيدي .. فاقدة لبصرها ...

إن أختي ... فتاة عمياء .

منذ فترة لم أقرأ ما يجذبنى هكذا
فكم تعجبنى هذه النوعية من الكتابات

أخى عيد بحق رااااااااااااااائعة
فقد استمتعت بها كثيرا



__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس