* سراييفو تحتفل
الى ذلك تجمع الناس في شوارع سراييفو اثناء الليل للاحتفال بالقبض على رادوفان كرادزيتش الرجل المتهم بالابادة الجماعية، مقتل حوالي 11 ألفا من اقرانهم اثناء حصار لمدينتهم استمر 43 شهرا.
وقال فاضل بيكو من سكان سراييفو "هذا افضل شيء يمكن ان يحدث.. انكم ترون الناس يحتفلون في كل مكان... لقد اتصلت بجميع افراد عائلتي وأيقظتهم."
وتدفقت السيارات في الشوارع وهي تطلق أبواقها في حين بثت اذاعة البوسنة الحكومية مقتطفات من كلمات لكراديتش اثنار الحرب البوسنية التي استمرت بين عام 1992 و1995 عندما قاد قوات صرب البوسنة المدعومة من بلجراد ضد المسلمين والكروات البوسنيين.
* ترحيب
ووصف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الحدث بـ "اللحظة التاريخية لضحايا الجرائم" التي نفذت لدى تولي كراديتش وسؤولياته.
وقد رحب الاتحاد الاوروبي على لسان كل من مسؤول سياسته الخارجية خافيير سولانا ومفوضه للشؤون الخارجية مانويل باروسو ومفوضه لتوسيع الاتحاد أولي رين باعتقال كراديتش كخطوة مهمة لصربيا على طريق الانضمام للاتحاد ولتحقيق المصالحة الدائمة غربي البلقان.
يذكر ان اعتقال كراديتش وتسليمه لمحكمة لاهاي كان احد الشروط المفروضة على صربيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
وهنأ البيت الابيض في بيان حكومة صربيا وعبر عن شكره لكل من نفذ العملية التي افضت الى اعتقال كراديتش "بشجاعة ومهنية"، قائلا انها تبرهن على عزم الحكومة الصربية الالتزام بالتعاون مع المحكمة الدولية."
كما قال ريتشارد هولبروك الدبلوماسي الامريكي الذي توسط في اتفاق دايتون للسلام في البوسنة عام 1995 "انه يوم تاريخي. لقد اعتقل واحد من اسوأ الاشخاص في العالم" ملقبا كارديتش بـ"أسامة بن لادن الاوروبي."
واشادت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها ديفد ميليباند باعتقال كراديتش، حيث قال انها اخبار سارة جاءت بعدما افلت من قبضة العدالة لاكثر من عقد من الزمن.
واضاف مليباند ان هذا الاعتقال "سيساعد على طي صفحة النزاع في المنطقة والذي دام لعقود، وتمهيد الطريق امام مستقبل اوروبي زاهر لكل من صربيا والمنطقة."
ورحب حلف شمال الاطلسي هو الآخر باعتقال كراديتش، حيث قال متحدث باسمه انه بالفعل خبر سار، وهو ما كان المجتمع الدولي يأمل به."
أما زعيم الحزب الصربي الراديكالي الكسندر فوتشتش، فقال ان كراديتش "بطل صربي، وان ردة الفعل ستكون قوية".
أما زوجة كراديتش ليليانا، فقالت: "ما كاد الهاتف يرن حتى عرفت ان ثمة شيئا ما. أنا مصدومة وفي حيرة من امري. على الاقل اعرف الآن انه على قيد الحياة."
وكراديتش، الذي كان يتزعم صرب البوسنة اثناء الحرب التي دارت رحاها بين سنتي 1992 و1995، مطلوب من قبل المحكمة بتهمة اقتراف جرائم حرب والابادة الجماعية.
ونفى الزعيم الصربي السابق التهم الموجهة اليه عام 1995، ورفض الاعتراف بشرعية المحكمة الدولية.
* مطاردة ومداهمات
يذكر ان كراديتش والقائد العسكري لصرب البوسنة ابان فترة الحرب راتكو ملاديتش قد تمكنا من الافلات من قبضة العدالة زهاء 13 عاما.
ودأب جنود حلف شمال الاطلسي وقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الاوروبي على مداهمة منازل الاسرة الواقعة في بلدة باليه قرب العاصمة سراييفو، الا انهم لم يوفقوا في القاء القبض على رادوفان كراديتش المختفي منذ 1996.
وكان كاراديتش أدين في 1995 –بصفته رئيسا لجمهورية صرب البوسنة والقائد الأعلى لقواتها المسلحة خلال حرب 1992/1995- مع قائده العسكري راتكو ملاديتش -الذي ما زال موجودا في حالة فرار- بتهم بينها الإبادة وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية لدورهما في حرب البوسنة.
لكن أشهر التهم على الإطلاق تهمة ارتكاب مذبحة سربرينيتشا التي أودت بحياة 8000 رجل وصبي بوسني مسلم في 1995.
ومنذ ذلك التاريخ ظل كاراديتش هاربا, لكنه اختفى تماما عن الأنظار قبل عقد تقريبا.
وأكد المدعي العام في محكمة الجزاء الدولية سيرج براميرتس الاعتقال ووصفه بأنه خبر سعيد لضحايا حرب البوسنة.
|