[ابن حوران]

ينصح ابنه بعدم مساعدة الآخرين

كان أبو عقاب رجلا فقيرا، يعيش من دكان ضيق مساحته لا تكفي لأن يتمدد رجل بين جدرانه، فكان يقضي معظم وقته جالسا أمام الدكان عندما لا يكون هناك حالات بيع، وما أكثر تلك الحالات.

كان يجيد صناعة القهوة السادة، أو هكذا كان يظن هو، على ضوء امتداح بعض من ذاق قهوته، فكان يحتفظ بالقهوة بوعاء محكم يحفظ حرارة القهوة لعدة ساعات.

استند وهو على فراش الموت ليوصي ابنه (عقاب)، فقال له: يا بني إن سألك أحد عما إذا رأيت (أتانه: أنثى الحمار) الضائعة، وكنت قد رأيتها، فلا تدله عليها وأنكر أنك رأيتها! وإن رأيت أحدا قد سقط حمل القمح عن حماره فلا تذهب لمساعدته لإعادة حمل القمح! ثم يذهب أبو عقاب في غيبوبة، لينهض من جديد ويكرر وصيته نفسها.

استغرب عقاب من تلك الوصية، فسأل والده عندما أفاق من غيبوبة، يا أبي لماذا تكرر علي تلك النصيحة في عدم عمل الخير؟

فأجاب الوالد بصوت مُتعب : إن من يسألك عن (الأتان) سيشرب فنجانا من القهوة وإن أخبرته أنك رأيتها سيذهب، ثم يعود ويسألك: هل كان ابنها وراءها عندما رأيتها، وسيشرب فنجانا آخرا، ثم يعود ويسأل: هل كان عليها (رسن) أم بلا (رسن) فمن الأفضل من أولها أن تنكر أنك رأيتها.. هل فهمت؟

أما من يسقط حمل القمح عن حماره، فهو واحد من اثنين: إما أن يكون قليل القوة فعندما تساعده في رفع حمل حماره الساقط ستتحمل القسط الأكبر من الجهد فستصاب بشد عضلي في جنبك، أو أن يكون كثير شرود الذهن، فيتباطأ بالمساهمة بالرفع معك، فيدوس الحمار على قدمك وعندها سيكسر بعض أصابع قدمك. فمن الأفضل أن لا تهب لمساعدة مثل ذلك الشخص.