عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-07-2008, 04:42 PM   #1
أم أسامة
Banned بناء على طلبها
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: قنديل العرش
المشاركات: 256
Lightbulb المقال الذي امتنعت "مجلة العصر" عن نشره: «القاعدة» في هذا «العصر» .. !

المقال الذي امتنعت "مجلة العصر" عن نشره :

«القاعدة» في هذا «العصر» .. !

عطا نجد الراوي
===========
هذا المقال أرسلته لمجلة العصر فجاء الرد بالامتناع عن نشره بدعوى الرغبة في تهدئة

التشنجات التي رافقت المواضيع السابقة .. والله اعلم
!

===========

الحمد لله ، وبعد :

فقد اطلعت بأسى بالغ على هجوم مجلة العصر الشامل على تنظيم القاعدة ، موردين ما زعموه وثائق من مصادر موثوقة سُربت من المخابرات العراقية تثبت التعاون الوثيق بين إيران وتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ، والذي اضمحل فيما يسمى بدولة العراق الإسلامية والتي اصطلح على تسميتها عند العصر بـ: دولة القاعدة !

وهو هجوم غريب انطلق – بلا شعور – بالتوازي مع خطط عزل القاعدة عن باقي فصائل المقاومة وهي الخطة التي نصحت بها مؤسسةُ راند الحكوميةَ الأمريكية (مؤسسة أمريكية تقدم المشورة للعسكريين الأمريكيين) بالعمل على زرع الخلافات بين تنظيم القاعدة وسائر الفصائل الجهادية في العراق "راجع جريدة البيان الإماراتية 9749" .

هذا الهجوم سبقه هجوم من قِبل مشعان الجبوري مالك قناة الزوراء ، لكن خلفيات الجبوري البعثية وتاريخه الفاسد وهجومه الشديد على الحكومة العراقية بعد أن كان صاحباً لهم بسبب رفع الحصانة عنه كل ذلك جعل هجومه لا أثر له كبير بين الناس ، وأصبح الناس يتحدثون بشكل واضح أن القناة لولا تحقيقها للمصالح الأمريكية لما أُعيد بثها .
لكن في مسألة مجلة العصر فإن الوضع يختلف ، فهي ذات سمعة إسلامية معروفة بين النخبة
الإسلامية ، فالمفترض أن أي كلمة منها ستكون ذات أثر بالغ !

ومما يحسب لمجلة العصر هو اريحيتها تجاه الردود والتعليقات التي ترد على مقالاتها ، وما تنشره ، فلا مكان للبتر والحجب في أي تعليق ، حتى أن بعضها يكون شديد القسوة فتقوم العصر بكل أريحية بنشر ذلك التعليق ، وهي ولا شك تحسب في صالح الموقع .
ولأجل هذا رأيت أن أكتب بعض الوقفات المشتملة على القواعد والتوضيحات التي ينبغي أن توضع بالحسبان ، وتنزّل على أرض الواقع نصرةً لأهل الجهاد الذين ما عرفناهم إلا على ظهور خيولهم مستلين سيوفهم يثأرون لأهل الإسلام .

- الوقفة الأولى : قواعد في التعامل مع الشخصيات والحركات الإسلامية .


لأجل أن الحكم على الأعيان والحركات الإسلامية أمر شديد الخطورة ، خاصة إذا كانت تلك الأعيان ملتزمة في الظاهر بالمنهج السلفي الحق ، مبتعدة عن الضلالات العقدية كالتصوف والخروج وغيرها ، كان الكلام عليها تحكمه عدة قواعد مهمة ، منها :


الأولى : التحلي بتقوى الله في الحكم على الأشخاص .


الثانية : تحري العدل في الحكم حتى مع المخالف العقدي ، قال تعالى (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) .


الثالثة : التثبت والتبيّن قبل نطق الأحكام ، تحقيقاً لقول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، خاصة في أزمنة الفتن والأحداث والهيشات .


الرابعة : محاكمة الشخص أو الجماعة بما ثبت من أقوالها وأفعالها نقل ثابت متيقن لا مجال للظن ولا لغلبة الظن ، كمثل البيانات التي يصدرها الأشخاص والجماعات توضيحاً وتبييناً لمواقفها ، أو إخباراً عن أفعالها .


الخامسة : الحكم على الشخص والجماعة من خلال أصول العقيدة والمنهج ، ومدى مخالفتها للنصوص الصريحة ولمنهج السلف الصالح .


السادسة : التفريق بين ما كان أصلاً وما هو ثمرة لأصل ، فالقتال (ثمرة) للتكفير ، والتكفير ثمرة لأصل في العقيدة ، ففرق بين قاتلين أحدهما خارجي قتل بعد أن كفّر بفعل الكبيرة ، وأحدهما قتل بعد أن كفّر بأمر يسوغ التكفير به (كمناصرة الكافر) ، فلا يحكم على الثاني بأنه خارجي حتى لو أخطأ .


السابعة : التغاضي عن مواطن الاختلاف المعتبر في أوقات الأزمات ، والحالات التي يكثر فيها الأخطاء عادة (كالحروب وجبهات القتال) والإعذار قدر المستطاع خاصة مع توفر حسن المقصد الذي يخفف كثيراً من سوء الفعل وخطأه ، وفي حادثة عمر بن الخطاب مع حاطب دليل صريح لمن راجع كلام أهل العلم فيها كابن القيّم ، وابن حجر ، وأيضاً في الدرر السنية في المجلد الحادي عشر ، وأيضاً تقديم وحدة الصف على الإنكار في مثل تلك الأوقات الحرجة .


الثامنة : خطأ المرأ في أمر كالتكفير والقتل لا يعني أن تنسف كافة حسناته وجهوده لأجل هذا الخطأ ، ولهذا تجد النبي صلى الله عليه وسلم قد أنكر كثيراً على أسامة في قتله لذلك الرجل الذي نطق بالشهادتين ، لكنه في المقابل لم يمنعه من عقد لواء الحرب له وتحت إمرته كبار الكبار من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- الوقفة الثانية : كلمة حقٍ لابدّ منها .. !

يعد تنظيم القاعدة من أقدم التنظيمات الجهادية في العالم ، وهو تنظيم سمي بذلك من بداية تأسيسه – لا كما ينتشر في الإعلام – وأذكر أني جلست مع أحد قياديي القاعدة القدماء الذين عاصروا تأسيس القاعدة فكان مما قال «كان الشيخ أسامة بن لادن يفكر منذ بداية الجهاد الأفغاني بتصدير الجهاد للعالم كله فلذلك أسس تنظيمه وسماه بـ:قاعدة الجهاد ، ليكون قاعدة تنطلق منها جيوش المجاهدين في كل أرض مسلمة تستنصر أبناءها» . وكان تأسيس التنظيم منذ بداية الجهاد الأفغاني الأول .
وكان أمير التنظيم أسامة بن لادن قد أفنى ثروته في سبيل هذا الهدف السامي تصدير الجهاد ونصرة الأمة الإسلامية ، وكانت مشاركته في الجهاد الإسلامي الأفغاني مشهودة فشق الطرقات في الجبال ، وحفر الأنفاق لأهل الجهاد فتيسر نقل المعدات القتالية وتسارعت عمليات القتل في الجيش الروسي وأحلافهم من الأفغان الشيوعيين .

وأعضاء هذا التنظيم الجهادي ممن طالت أقدامهم واغبرت في أرض الجهاد ، وبقوا فيها سنوات وسنوات حرموا فيها أنفسهم من متع العيش والبقاء بين أهليهم ، حتى أن البعض لم يرى أبناءه منذ عشر سنوات أو تزيد .

وهم أقدم من استهدف الأمريكان ودعا إلى قتالهم ، بل ودعا إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية منذ أكثر من خمسة عشر سنة ، ففي محاضرة مشهورة في جدة كان الشيخ أسامة بن لادن للتو قد وصل من بيشاور فتكلم عن حال الجهاد – وكان المقدم له الشيخ عائض القرني ! – وكان مما دعا إليه ؛ مقاطعة المنتجات الأمريكية في وقت لم يكن لمثل هذه الدعوات صوت فضلاً أن يكون لها صدى !
والتنظيم له مشاركات مشهودة في جبهة البوسنة والهرسك عن طريق أحد كوادره وقادته المعروفين (الزبير الحائلي) – وهو رجل ينتمي إلى عائلة مصاهرة لحكّام المملكة العربية السعودية – الذي كانت له كتيبة باسمه في البوسنة .

كما أن له مشاركة فاعلة في الصومال ضد الأمريكان وكان من أشهر أعضاء الذين قاتلوا هناك : يوسف العييري (المعروف بالبتار) ، والذي قتل في مواجهات مع الحكومة السعودية وهو في طريقه إلى العراق !

وكما كان التنظيم يرسل للأخوة المجاهدين في الشيشان بقيادة المجاهد البطل (خطاب) الكثير من الإخوة ذوي العلوم العسكرية المتعددة والمعدودين ضمن الكوادر المُتِقنة لفنها كما صرح بذلك القائد خطاب في شريط مسجل بمناسبة توديع بعض الأخوة الذين خرجوا من الشيشان في ذلك الوقت .
وأخيراً .. فالتنظيم ملتزم – ظاهراً – بمنهج أهل السنة والجماعة ، لا ينقل عنه رأي شذّ فيه عن أهل السنة ، ولا رأي له في مسائل واقعة إلا وله من أهل العلم المعاصرين المخالفين له ما يؤيده كمثل استهداف ما يسمون بـ: «المدنيين» إذ للشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله تعالى – فتوى مشهورة في جواز استهدافهم معاملة بالمثل ، وكتكفير الحكومات المحكمة للقوانين أو المناصرة للكفار على المسلمين فللشيخ محمد بن إبراهيم رسالة مشهورة (تحكيم القوانين) ، وللشيخ ابن باز فتوى معلومة ينقل فيها الإجماع على تكفير مناصر الكفار على المسلمين ، وتكفير محكم القوانين ، ومناصر الكافرين الملاعين على أهل الإسلام مسألتنا تعدان قطبا آراء الحركات الإسلامية المعاصرة في الفترة الأخيرة .
أم أسامة غير متصل   الرد مع إقتباس