عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 24-07-2008, 12:04 PM   #33
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

في الخليج العربي -حسب مقال خليجي- ان أحد الآباء تحدث عن واقعة أصابت الأسرة بالذهول حين أشهر طفله الذي لا يتجاوز السابعة من عمره سيفا تقتنيه الأسرة في وجه شقيقته وهو ما دفعه إلى تتبع جذور السلوك الغريب ليكتشف أنه تقليد ومحاكاة عمياء لأحد مشاهد المسلسلات المدبلجة!


وفي واقعة ثانية كان بطلها أحد الطلاب فوجئ المعلم باستغراق التلميذ في النوم داخل الفصل الدراسي، وبعد أن انتهت مهمة الاختصاصي الاجتماعي التي تم تكليفه بها للبحث عن أسباب نوم الطالب توصل إلى النتيجة ذاتها وهي أن الطالب من الشغوفين بمتابعة المسلسلات المدبلجة حيث يستغل خلود أفراد أسرته للنوم لمشاهدتها والسهر حتى ساعات الفجر الأولى.


المتخصصون في الإصلاح الأسري ومراقبون اجتماعيون حذروا من تهديد جديد تحمله “المسلسلات المدبلجة” طال الاستقرار الأسري واذكى حدة الخلافات الأسرية في ظل نجاحها الاجتماعي غير المسبوق عبر القيم والعادات الغريبة التي تبث في حلقاتها.


إن المسلسلات المدبلجة ذات النزعة الغربية تفاقم حدة ونسبة الخلافات الزوجية وزيادة حالات الطلاق في مجتمعاتنا .


أن انجراف الأزواج وراء نموذج المرأة الذي تقدمه مسلسلات من قبيل المسلسل التركي الشهير الذي يتواصل عرض حلقاته حاليا “نور” وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على بعض النساء من حيث البحث عن ملامح “مهند” بطل المسلسل في أزواجهن، يفضي إلى تأزيم الوضع في المنازل وتوتر العلاقة الزوجية من خلال تأجيج حدة الغيرة بين الزوجين والبحث المحموم لدى فئة من الأزواج عن نموذج ومواصفات الطرف الآخر وفقا للمقاييس الجسدية والمادية والشكلية البحتة التي تعرضها تلك النوعية من المسلسلات.

أن بعض ما تعرضه الفضائيات تنعكس في حالات الخلافات الزوجية بدلاً من إعادة الدفء والحميمية فيها إلى العلاقة الزوجية وترميم الصدع الذي تحدثه تلك المسلسلات.


أن من وجوه الخلافات المنزلية التي تعززها “المسلسلات المدبلجة” هو ما يخصصه أحد طرفي العلاقة الزوجية سواء الزوجة أو الزوج من حيز عريض من الوقت لمشاهدة تلك الأعمال الدرامية التلفزيونية الأمر الذي يأتي على حساب البيت والأبناء ورعاية الأسرة وحقوق الطرف الآخر حتى إن بعض الشغوفين بتلك المسلسلات يحرص على متابعة عرض المسلسل الواحد أكثر من مرة يوميا من خلال أكثر من قناة فضائية أو حضور الحلقات المعادة من اليوم السابق إلى جانب الحلقة الجديدة في اليوم ذاته.


ومن جهة أخرى يعكس ذلك لضعف الوازع الديني والخواء الفكري وغياب الرقابة الأسرية مما يسبب إلى مخاطر الانجراف وراء قيم التغريب والتقليد الأعمى للفكر الغربي.


إن البرامج والمسلسلات التي تحمل شحنات من صور ومشاهد الحياة الغربية تنعكس بضرر بالغ على الأبناء في ظل انعدام قدرة ولي الأمر على الرقابة بعد ثورة وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت والفضائيات التي حولت العالم إلى قرية صغيرة لم يعد بالإمكان كما كان في سنوات خلت فرض رقابة محكمة على ما يشاهد ويعرض لأبنائنا.


أن المعدل الذي يقضيه بعض الطلبة والأطفال أمام الشاشات التي تعرض المسلسلات المدبلجة لا يقل في المتوسط عن 4 ساعات يوميا.


في الخليج العربي وحده إحصائية "تناولتها إحدى الصحف الخليجية مؤخرا" أفادت فيها أن 700 طفلة في هذه الدولة الخليجية تم تغيير أسمائهن ليحاكي اسم بطلة إحدى المسلسلات.


ترى هل المطلوب أن تغلق الدولة الفضاء أمام البث القادم إليها؟
أم المطلوب هنا هو دور أكثر فعالية للأسرة تجاه ما نطلق عليه (ظواهر)؟
الفضاء رحب وغني بالمواد بمختلف ألوانها، وللمستقبل حرية الاختيار.
فلنتصرف إذا بإيجابية ولنحسن الاختيار.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس