أعتقد أن نظرية (قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت) في طريقها للزوال ففي الكثير من الأحيان لايكون القاسم المشترك بين مانفضل قراءته هو الموضوع ولكن قد يكون أسلوب الكاتب الذي يجبرك على القراءة في مجال لم يكن لك اهتمام مسبق به. وأتوقع مع تقنيات النشر الحديثة وأدوات الثقافة المعاصرة أن يتغير سؤال التعرف على الشخصية من (ماذا تقرأ) إلى (كيف تقرأ) و(متى تقرأ) فغالباً يميل الإنسان في سن المراهقة أو (حالة) المراهقة إلى قراءة الروايات العاطفية والكتب المسلية في أوقات الفراغ، بينما في مرحلة النضج يبحث عن قراءة مضمون فكري أو محتوى يثري تخصصه ويفترض أن يقرأ بهدف وأن تكون القراءة جزءاً من مساعيه لتشكيل شخصيته والتميز في دراسته أو عمله أو مجتمعه وليس لمجرد تمضية وقت الفراغ. في الماضي كان مفهوم القراءة ينحصر بالكتب ويرتبط بالورق، وكان على القارئ أن يذهب إلى المكتبة بهدف شراء كتاب في مجال معين يهواه فيقرأ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف وينتظر إصداراً جديداً، أما اليوم فشريحة كبيرة أتشرف بانتمائي لها خرجت عن القناعة التقليدية ولم تعد تعتبر أن الورق هو الوسيط الوحيد لاكتساب الثقافة، بل أعترف أنه لم يعد بوسعي قراءة كتاب مطبوع بالكامل فبمجرد أن تلفت انتباهي فكرة في كتاب أودعه وأتجه إلى الإنترنت لأبحث عن المزيد عنها وعن التعليق عليها والتحليل لها أولاً باللغة العربية وثانياً بالإنجليزية حتى أصل إلى الآراء المختلفة حول هذه الفكرة من الشرق والغرب.
أتحيز للقراءة الإلكترونية وأدين لها بتحريري من قيود الكِتاب المتوفر والكُتّاب الذين يملكون القدرة على طباعة مؤلفاتهم إلى الإبحار في عالم الفكرة. كلنا نقرأ ولكن اختلفت كيفية القراءة فهناك من يقرأ المطبوع أو الإلكتروني أو كليهما كما أن من يتلقى نفس هذه المحتويات عبر الوسائط المرئية والمسموعة قد لايختلف مخزونه الثقافي عن من يعتمد على قراءة النص المكتوب، قريباً قد يصبح بوسعنا إذا حصلنا على إجابة (كيف تقرأ؟) أن نحدد طبيعة الشخصية وعمرها والمعلومات التي تتوفر لها أكثر من غيرها بناء على معرفة الآلية المفضلة للقراءة.
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد
منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
|