أحمد عكاشه : المصري .. النجم .. المعلم
أما الباب الثاني الذي نلج إلى شخصيته منه فهو باب النجومية , وأذكر حين رأيته أول مرة في بداية الثمانينات وكان يترأس الجلسة الإفتتاحية في مؤتمر عن المسنين فبدا في شياكته وتألقه وعنايته الشديدة بنفسه أشبه بنجم سينمائي لامع , وحين بدأ يتكلم تدفق علمه الغزير فبدا أكثر تألقا , وأذكر في هذا اليوم أنه حضر جلستين وكان في كل جلسة يلبس زيا مختلفا , ويمسك بالبايب في يده , ويتحدث بتركيز شديد وبسرعة من يدرك قيمة الوقت في الحياة . ونجوميته ليست عائدة إلى عنايته الفائقة بمظهره وشياكته ورشاقته فحسب , ولكنها تعود أكثر إلى إشعاع شخصيته , فهو أينما حلّ يلفت الأنظار بحضوره الطاغي وبحركته الدائبة والرشيقة , وبتعليقاته النافذة والسريعة , فهو شخصية لا يمكن تجاهلها أو نسيانها . وأظن أنه من كثرة ما تعود على الحضور في الصف الأول لا يحتمل أبدا أن يكون في الصف الثاني أو في الظل , ومن كثرة ما انتخب رئيسا لجمعيات وهيئات ومجلات علمية محلية وعالمية لا يحتمل إلا أن يظل رئيسا. وقد زاد من نجوميته ظهوره المحسوب بذكاء شديد في وسائل الإعلام , ذلك الظهور الذي أعطى للأطباء النفسيين نجومية خاصة وجعلهم ضيوفا دائمين على القنوات الفضائية , وإحقاقا للحق فقد ساهم في هذه النجومية فرسان آخرين مثل الدكتور محمد شعلان والدكتور يحيى الرخاوي والدكتور عادل صادق (رحمه الله) . وقد دفعه ذكاءه الإجتماعي أن لا يفرط في الظهور الإعلامي حتى يظل عزيزا على عين وقلب المشاهد , وهو ينتقي مواضع ظهوره بعناية . ولم تسلم نجوميته من النقد والهجوم , فقد استفزت بعض الناس وعزوها إلى سمات نرجسية , ولكن الواقع يقول بأن غالبية الناجحين لديهم قدر هائل من الإعتزاز بالذات على اعتبار أن ذواتهم بما تحويه من كنوز هي ثروتهم , ولذلك ربما اهتموا كثيرا برعايتها والإهتمام بها بل ربما تدليلها , فهي بالنسبة لهم عالية القيمة مثل قطعة الذهب يحوطونها بالأمن والحماية , ويحرصون على وضعها في المكان اللائق .
|