عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-08-2008, 03:12 AM   #5
salsabeela
" عضوة شرف "
 
الصورة الرمزية لـ salsabeela
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 7,360
إفتراضي

قال لي أول أصحابي سكوتًا من البكاء :
أيا أخيَّ .. ألا تعرف أنكَ تحبُ سرابًا ؟
والحب يا أخي .. ليس مجرد لعبةٍ يتبادلها الصبيانُ والفتايات .. أو الشبانُ والشابات ..
بل هو أمرٌ لا يليق إلا بمن يملكُ له الطريق !
والطريق لا يبدأ يا صاحبي بالحب !
بل يبدأ بالزواج .. وبالنظرة الشرعية؛ والاختيار الحسن لزوجة المستقبل .. التي تستحق ُ أن تضع لها كل هذه المشاعر ..
ألم تسمع يا أخيَّ .. ما الذي قاله شاعر الحبُ والتخبطِ في عصرنا "نزار قباني" ؟!
لقد قال مؤكدًا أن الحب ليس بالأمر البسيط :
الحبُّ ليس روايةً شرقيَّةً
بختامها يتزوّجُ الأبطالُ
لكنّه الإبحارُ دونَ سفينةٍ
وشعورُنا أنَّ الوصول محالُ
هو أن تظلًّ على الأصابع رعشةٌ
وعلى الشفاهِ المطبقاتِ سؤالُ
هو جدولُ الأحزانِ في أعماقنا
تنمو كرومٌ حولهُ، وغلالُ
هو أن نثورَ لأي شيء تافهٍ
هو يأسنا .. هو شكنا القتالُ !


وهو لَـمَّـا عجـِز عن معرفة طريق الحبِ الصحيح .. أخرجه بما سمعتَ من أبياته !

يا صاحبي إن الحب الذي لا يبدأ من الزواج إنما حاله كما قال الشاعر :
الحبُّ أوَّلُه شيءٌ يهيمُ به ** قلبُ المحبِّ فيلقى الموتَ كاللعبِ
يكونُ مبدؤُهُ من نظرةٍ عرضت ** ومزحةٍ أَشعلتْ في القلبِ كاللهبِ
كالنارِ مبدؤها من قدحةٍ فإذا ** تضرَّمت أحرقت مستجمع الحطبِ !


قلتُ وأنا أتحسس أصابعي .. والرجفةُ تهُزني هزًا :
لكني أحبها، وأنوي الزواج بها !
ولو لم أرغب بذلك لما سمحتُ لنفسي بالتفكير في بناتِ المسلمين .. أنا رجلٌ أغار على محارمي يا هذا !

قال لي متبسمًا :
أعرفُ يا أخيَّ حالك .. وأعرف من أنت .. لكن الطريق الصواب واحد .. وكل من خالفه على خطأ !

فقلتُ وحرارة الهوى تحرق ُ صدري .. وألم كلماته يدمني :
ولكنني أحبها بصدق !

وتخيلتُ عيناها تراقبني .. فرفعتُ كفيَّ طالبًا وصلها ..
قبل أن أكُفهما .. لأقول ما قاله "ابن حزم" :
أغارُ عليكِ من إدراكِ طرفي ** وأشفقُ أن يذيبكِ لمس كفّي
فأمتنع اللقاء حذار هذا ** وأعتمد التلاقي حين أغفي
فروحي إن أَنَمْ بكِ ، ذو انفراد ** من الأعضاء مستترٍ ومخفي
ووصل الرّوح ألطفُ فيكِ وقعًا ** من الجسمِ المواصلِ ألفَ ضِعفِ !


ثم التفتُ له وقلت :
أتراني أُلامُ وهذا عشقي ؟!

سالت من طرف عينِ صاحبي دموعه .. وقال حانيًا :
نعم يا أخي تُلام .. ألا تظنُ أن هذه المرأة ..

قاطعه أحد الصامتين من البكاء حالاً :
ألا تظنُ أنها رجلٌ مثلاً ؟!

التفت إليه صاحبي ملقيًا نحوه بنظرةِ لوم على مقاطعته .. قبل أن يتحول نحوي ليعيد حديثه :
نعم يا أخي تُلام .. ألا تظنُ أن هذه المرأة، متزوجة ٌ مثلا ؟
فكيف يكون لك حق ٌ في أن تحبها ؟

قلتُ وكأنما أفقتُ من سكرةِ الغرام على سياط الغيرة على نساء المسلمين :
ولماذا تكون متزوجة ً أصلا ً ؟!

اقترب َ مني وقال :
هذا حالُ أخواتنا، وهذا واقعُ احتياجهن .. أتُراك ستمنعُ عنهن الزواج لكي ينتظرن منك الطلب ؟!

قلتُ له وأنا أنظرُ إلى الأرض :
فما ترى لي يا أخي ؟

قال صاحبي وهو يضع يده على كتفي :
دع ما لا تعرفه يا أخي .. إلى ما تعرفه ..
وابحث لك من بنات المسلمين العروس المتدينة الخلوقة التي تُشابه من أحببتها، لأجل أخلاقها ..
وتجاوز يا أخي كل ما سلف !

زفرتُ من صدرٍ منهكٍ وقلت :
أما النسيانُ الحبِ فليس بيدي .. فهو حياتي .. فكيف أحيا بغير حياة ؟
ألم تسمعِ الشاعر :
خليليَّ إن الحبَّ فيه لذاذة ٌ ** وفيهِ شفاءٌ دائمٌ وكروبُ
على ذاك ما عيشٌ يطيبُ بغيره ** ولا عُمْرَ إلا بالحبيبِ يطيبُ
ولا خيرَ في الدنيا بغير صبابةٍ ** ولا في نعيمٍ ليس فيه حبيبُ


وتطلعتُ إلى عينيه برهة ً قبل أن أردف :
وأما الصمتُ عما ليس لي بحقٍ .. فواجبٌ مفروضٌ، وأنا مُلزمٌ بتنفيذه بإذن الله ..

وأطرقت مرددًا بخفوتٍ بيتيّ "ابن الرومي" :
قد كنتُ أبكي لأصحابِ الهوى زمنًا ** فهل لي الآن من باكٍِ فيبكيني ؟
أهكذا يجدُ العشاقُ كلهم ** يا رحمتي للمحبين المساكينِ !


ثم رفعتُ رأسي قائلاً :
صدقت يا أخي ..
من أراد السلامة لبابه .. فليأتِ الناس من أبوابها ..
صدقت .. فنصحتَ أخيك .. فأحسنتَ النصيحة ..

وجدت هذا الموضوع فى احدى المنتديات
شدنى كثيرا واعجبنى جدا ربما لأن به الكثير من الحقائق
فنقلته لكم هنا
__________________
salsabeela غير متصل   الرد مع إقتباس