(2)
لقد ذهب البعض مثلا الى القول بأن الحاضر لا يستمر لأكثر من عشر ثانية
و لكن هناك أحداثا كونية تتم فى أصغر من ذلك بكثير
و ان الثانية و كسورها فى عمر هذة الاحداث يعتبر بالنسبة لها زمانا طويلا للغاية
بحيث تستطيع أن تستوعب فيه ماضيا وحاضرا و مستقبلا لا ندركه بحواسنا..
فمن الجسيمات الذرية ما يولد و يعيش و يموت فى جزء واحد من ألف مليون مليون جزء من الثانية !!
و قد تخلفه ذرة تموت بدورها فى زمن لا نستطيع أن نستوعبه بعقولنا
و لهذا فعندما نتكلم عن حاضر و مستقبل وماض فلا يجب ان نخضع ذلك لما تعودناه على أرضنا بل علينا أن نضع فى الاعتبار أحداث الكون الأخرى التى تجرى على مسرحه.
و ربما تكون قد طرقت عقولنا يوما بعض الاسئلة عن طبيعة الزمن:
منها مثلا:
هل للزمن وجود حقيقى؟ أو لا وجود له ؟
و اذا كان الأمر كذلك فهل له أتجاه ينطلق فيه؟
و عندئذ نقول ان هناك ماضيا وحاضرا و مستقبلا؟
و اذا صح هذا .. فهل يمكن ان ينعكس اتجاه الزمن فيكون ماضيه مستقبلا و مستقبله ماضيه؟
و هل للزمن بداية و نهاية؟
أم أنه لانهائى؟أى ابدى وخالد؟...