عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 21-08-2008, 12:54 AM   #2
olaegy
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
إفتراضي

وبعد صلاة المغرب حاول ممثلوا الحزب الوطني دعوتها لزيارة وافتتاح عدد من المشروعات الصناعية والمدارس والمستشفيات والكباري في محافظة الدقهليه ولكنها اعتذرت لهم بأدب جم , وذكرت أن هذه المشروعات قد تم افتتاحها قبل ذلك أكثر من مرة وبواسطة أكثر من مسئول رفيع , فضلا عن أنها حضرت هذه المرة للناس البسطاء وليس للمشاريع . وانطلقت في طريقها إلى استاد المنصورة بناءا على نصيحة رجل الأمن (الحازمة) , ولكنها مرت في طريقها على شارع الجلاء وعزبة الصفيح وعزبة الشحاتين وسوق ستّوته , وميدان مشعل , والحسينيه , والحوّار و والعبّاسي , والشيخه عيشه , والسكه الجديده , والناس من حولها يغنون ويرقصون ويدعون لها بطول العمر . حتى شباب مسجد التوحيد على الرغم من اختلافهم في مسألة جواز وجود السيدة الأولى هكذا وسط الرجال والنساء وهي تلبس إيشاربا فقط وليست منتقبة كما يجب , إلا أنهم تجاوزوا أو أجلوا هذا الخلاف حتى لا يفسدوا المناسبة على الناس , وقد شاب من الإخوان في أذن أحدهم بأن السيدة الأولى في سن أمهاتنا ولا يعقل أن ينظر إليها أحد غير أنها أم , وأن الحجاب الذي ترتديه ولو أنه يظهر بعضا من شعرها إلا أنه أفضل بكثير من عدمه , وطلب منهم أن لا يتوقفوا كثيرا أمام مسألة الحجاب وأن يفكروا أكثر في مصالح الناس في دنياهم وأخراهم وأن كسب ود السيدة الأولى يعتبر سندا كبيرا لقضايا الأمة , وهنا هدأ شباب مسجد التوحيد (على الرغم من عدم قناعتهم بما يقوله الشاب الإخواني) , خاصة وأنهم قرروا أن يرفعوا إليها بطلب للسيد المحافظ أن يسمح للشيخ محمد حسان شيخهم المحبوب وابن المنصورة البار والداعية الإسلامي العالمي ذائع الصيت أن يعود لخطبتي العيدين في استاد المنصوره مرة أخرى , فقد كانت خطبته في الأعياد أحد أهم مباهج أهل المنصورة , وقرروا أيضا أن يطلبوا منها أن ترجو السيد المحافظ أن يمنع لافتات الحزب الوطني التي اعتاد الحزب أن يضعها في مصلى العيد في استاد المنصورة وهي لافتات تحمل أسماء أعضاء الحزب وقياداته وشعاراته , وقد دأبوا على وضعها حول المصلى بل وفوق رأس الخطيب وفوق القبلة وحولها , وهذا موضع لا يصح فيه ذكر أي بشر بل الذكر كله يكون لله , وقد وثق شباب مسجد التوحيد من أن السيدة الأولى ستحمل مطالبهم إلى السيد المحافظ الجديد وهم يتوسمون الخير في الجميع , بل ويرجون أن يحضر السيد المحافظ وقيادات المحافظة صلاة العيدين خلف الشيخ محمد حسان – كما حدث من قبل في أحد السنوات - ويكون هذا دليل على أن المسئولين يشاركون الناس في مناسباتهم ويحبون من يحبونهم , خاصة وأن الشيخ حسان ليس معارضا سياسيا ولا داعية ثوريا , بل هو على علاقة طيبة بالقيادات الأمنية في المحافظة , ولم يعمد في حياته إلى إثارة الشغب , وليست له أطماع سياسية أو انتخابية حزبية , وليس منتميا إلى جماعات محظورة .
وقد تقدم أحد المثقفين من السيدة الأولى وشكى لها من أن المحافظ السابق أتى بتماثيل مزيفة للفراعنة ووضعها في أماكن مهمة بالمدينة على الرغم من أن تاريخ المنصورة مرتبط بالحروب الصليبية وبهزيمة الجيوش الغازية وفيها دار ابن لقمان التي أسر فيها لويس التاسع , وأن تلك التماثيل الفرعونية مقحمة على المكان وليس لها علاقة تاريخية بالمدينة , وهي خارج السياق التاريخي والثقافي للمدينة .
وجاء أحد أقارب أيمن نور وسألها :
- متى سيخرج أيمن من السجن
* لو كان بيدي ما دخل السجن أصلا
- ولكن سيادتك السيدة الأولى
* أقول رأيي فقط ولا أتدخل في شئون السياسة أو القضاء
- مجرد توصية منك للسادة المسئولين
* أعدك بأن أفعل و وسأزور أيمن في محبسه كأم لكل المصريين

واقتربت منها امرأة عجوز واحتضنتها وقالت باكية :
- ابني في المعتقل منذ عشر سنوات , أخذوه من المسجد , وأوشكت أن أموت دون أن أراه وليس لي أحد غيره
* هل ارتكب جريمة ؟
-أبدا دا بيخاف من خياله , هو بس كان بيتكلم عن موضوع منع المذيعات المحجبات من العمل في التليفزيون وقال ان ده مخالف للدستور ومخالف لعادات المجتمع المصري اللي أكتر نساؤه محجبات
* أنا فعلا مستغربه من القرار ده .. طيب ماهي القنوات الفضائيه فيها مذيعات محجبات ناجحات جدا .. ثم إيه دخل الحجاب بعمل المذيعه هايعطلها في إيه .. وكل واحده حره اللي تتحجب تتحجب واللي ما تتحجبش ده اختيارها الشخصي .. عموما أنا ها أثير الموضوع ده في المجلس القومي للمرأه لأنه فيه تحيز ضد المرأه المحجبه , واحنا بنناهض أي صوره من صور التحيز والتعصب .. إحنا كلنا مصريين . أما موضوع ابنك فانا هاكلم المسئولين وانشاء الله لو ما كانش عليه حكم قضائي أتمنى يرجع لك قريب جدا .
وتشجع رجل في منتصف العمر يسكن في شارع البحر , وهو جار لنا فاشتكى لها من القيادة الجنونية للسيارات في شارع البحر ومن كثرة الحوادث بعد إزالة المطبات الصناعية التي كانت تحد من السرعة الجنونية للشباب المتهور , كما اشتكى من مواكب الأفراح الصاخبة والعابثة في هذا الشارع ومن "تخميس" الشباب بالسيارات بصورة غير حضارية فضلا عن أنها مزعجة جدا للسكان , وهنا مال عليها أحد رجال المرور وأخبرها بأن المطبات الصناعية في هذا الشارع أزيلت أثناء الزيارات السيادية لأسباب أمنية , ووضح لها أن الإنفلات في القيادة وعمليات "التخميس" ومواكب الأفراح المخالفة تأتي غالبا من أبناء وأقارب الضباط والمستشارين وأعضاء الحزب , وأنهم يتحاشون الدخول في مشاكل معهم قدر الإمكان , فنظرت إليه السيدة الأولى في عتاب , وطلبت منه أن يطبق قانون المرور على الكبير قبل الصغير , وأوضحت له أنها لا تقول له ذلك بصفتها الشخصية ولكنها أوامر السيد الرئيس .,
ووصل الموكب الشعبي دون أي حراسة أمنية إلى استاد المنصورة (مع أن عربات الأمن المركزي انتشرت في الشوارع والحواري المحيطة بالمكان ولكن بشكل خفي حتى لا تغضب السيدة الأولى فهي لا ترغب في أي إجراءات أمنية تزعج الناس أو تحول بينهم وبينها ) , ووقفت في وسط الإستاد تصافح الناس وتستمع إليهم , وقد لا حظت شحوب وجوههم وذبول بشرتهم وانكسار نظراتهم وتواضع ثيابهم , وظهور آثار أمراض الكبد والكلى عليهم , وعرفت لماذا اختار الدكتور محمد غنيم إقامة معهد الكلى في المنصورة بالذات , وشكرته (وكان هو أحد المرافقين لها ) على اهتمامه بالفقراء وعلى تفانيه في العمل من أجلهم دون ضجيج إعلامي زائف . وجاء إليها الناس يشكون غلاء الأسعار فزجاجة الزيت ب 14 جنيه وكرتونة البيض ب 20 جنيه وكيلو البطاطس ب 4 جنيه , حتى الفول والعدس (طعام الفقراء ) لم يعد بمقدورهم شراءه , والأمراض تستشري فيهم ولا يملكون تكلفة علاجها والمستشفيات الحكومية خالية من أي إمكانات علاجية , والضرائب تتضاعف كل يوم , والفقراء يزدادون فقرا والأثرياء يزدادون ثراءا ... وهي تستمع إليهم وتربت على أكتافهم وتمسح دموع أعينهم وتعدهم بأنها ستفعل كل ما بوسعها لتخفف عنهم . وقد سر الناس سرورا عظيما حين علموا أن سيارات المواد الغذائية وحتى سيارات الكتب جهزتها السيدة الأولى من مالها الخاص وجاءت بها إليهم كهدية بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك . واستمر هذا اللقاء الشعبي الدافئ والحميم حتى أذان الفجر , وهنا استيقظت على طرقات عنيفة على باب شقتي الكائنة بشارع البحر بالمنصورة فقمت فزعا ودار في ذهني كل الإحتمالات المفزعة , وفتحت الباب لأجد من يطلب مني إزالة سيارتي المركونة موازية للرصيف , فقلت له إنها في موضع غير مخالف , فقال في حزم حركها في أي مكان آخر وإلا سحبها الونش ورماها في أي مكان , وهنا عدت بذاكرتي إلى زيارات سيادية سابقة , حيث كانت تسحب السيارات ومعها سيارتي من أماكنها المشروعة الموازية للرصيف لتلقى في أي مكان , وكنا نقض عدة أيام حتى نجدها وقد تفسخت أثناء سحبها . وحين زالت عن عيني غشاوة النوم عرفت أن اليوم هو موعد زيارة "السيدة الأولى" , حيث أخليت شوارع المنصورة الرئيسية من السيارات تماما , ومنعت سيارات الميكروباص وسيارات الأجرة القادمة من خارج المنصورة من الدخول , وأغلقت غالبية الشوارع وخلت من المارة إلا فيما ندر , وبدت المنصورة وكأنها مدينة أشباح , أو مدينة مضروب عليها حظر التجول , وكان رجال المرور ورجال الأمن يجوبون الشوارع بكثافة عالية , وهم في حالة ضغط وتوتر شديدين , وتبدو عليهم علامات الإرهاق فهم في حالة طوارئ منذ أن أعلن عن الزيارة , ومنذ انتشرت لوحات الترحيب والإستقبال في كل مكان في شوارع المدينة وخاصة حول مبنى المحافظة . وقد أجبر الكثيرون من أصحاب المحلات والورش التي يحتمل أن يمر عليها موكب الزيارة أن يغلقوا محلاتهم وورشهم في هذا اليوم , وليس هذا فقط بل وأن يضعوا لافتات ترحيب أو لافتات تغطي واجهات الورش حتى لا يراها المشاركون في الموكب . وحين اعترض أحدهم قال له الموظف المسئول :
* إحمد ربنا ها تاخد لك يوم راحه تقعد فيه مع عيالك !! .. بس إياك ما تروحش تقضيه على القهوه ... وعلى فكره القهاوي كمان قافله النهارده .. ربنا يقفلها في وشك علشان نرتاح منك ومن أمثالك
__________________

olaegy غير متصل   الرد مع إقتباس