[محمد الحبشي]

مرحبا عبداللطيف ..

أولا أثنى على قلمك الواعد وقد نثر مشاعرا وأحرفا رقيقة لكنى بخلت علي هذا الحرف إلا أن يكون أجمل ..

لذا سأشاركك افكارى وتأكد أنك مع مزيد من القراءة والمحاولة وقليل من الجهد والدراسة ستملك قلما قويا وحرفا مؤثرا ..

قصيدتك الحرة أو خاطرتك ألزمتها قافية الشعر فى حين انها لم تجىء على وزن موسيقى فذهبت بها إلى ركن ضيق وأجبرتها على اتجاه ونمط واحد ..

كان أجمل لها لو تحررت من القافية فكانت محلقة بأسلوب أدبى راقى ..

هنا خطأ يقع فيه الكثيرون ومنهم أنا حين بدأت ..
فنحن تسحرنا موسيقى الشعر المقفى فننهج قافية له ..
وهنا علينا أن نسلك طريقين :
الأول أن نتعلم بحور الشعر وفنونه ..
الثانى أن نحرر كتاباتنا من خصائص الشعر فيصبح بوحا ونثرا قد يكون ابلغ من الشعر ..

ملحوظة أخرى وهى الفكرة والاسلوب ..
الفكرة فى الأدب تحمل 50% من سمة إبداعه وتصل كثيرا إلى 100% ..
والباقى للأسلوب الأخاذ وطريقة العرض ..
والالفاظ هى تجسيد هذه الفكرة ..

انظر صورتك ولوحتك الجميلة هنا

سأبنى قصورٍ مِن ذهْبْ مِن شَعرِك

يسكنها الندى والنيروز رمزك

وانظر لبعض المصطلحات التى أخلت بجمال الحوار ..

رنا شفتيكِ مقرٌ للشوق والحنان

وأنتِ أميرة الحور و الجنان

وأنتِ الشجون والحُسن الفريد

وإنْ شرّحوكِ يا قمر الأوطان

وتسكنى شرايين الإتصالات

وتنثرى الأعياد على المجرات

رنا جسمكِ مِن ماسٍ مِن مرجان

وحذائك يلعقه الملك والسلطان

وسأهضم قرص الشمس ظهراً

لأطفأ نار حُبّك فى الشريان

رنا عيناكِ مخازن البحار

وتتسكعى فى عصبى ليل نهار

رنا قلمى أمام جمالك مشلول

والعالم أمام عيناكِ مذهول

وبصقة لسانك أغرقت البحور

لاحظت عبداللطيف كيف أن كلمات قليلة قد تذهب برونق العمل الأدبى فى حين أخرى قد تسمو به كثيرا ..

لو لم تكن قلما واعدا لما بذلت وقتا كثيرا هنا فاعلم هذا جيدا ..

أنتظر محاولة أخرى منك فتأمل كلامى وجرب ..

تقديرى